تحتاج الرياضة الى الكثير من التركيز والجهوزية البدنية لخوض التحديات الذي تفرضها التمارين اليومية، فكيف اذا كان الرياضي يعاني من اصابة كما حصل مع الرياضية نسرين اكيوز التي تعرضت الى بتر على مستوى الساق بسبب رعونة احد الاغبياء الذي اطلق النار في الهواء لتحط "الرصاصة الطائشة" في ساق نسرين. ورغبة منا في الاطلاع ومشاركة قرائنا ومتابعي الرياضة بشكل عام، كيفية تعامل الرياضي المصاب يأحد اعضائه مع الاحداث الرياضية، تحدث مراسل صحيفة “السبورت” الى الرياضية نسرين.
واعتبرت اكيوز ان الاصابة المبكرة التي تعرضت لها وهي لا تزال في عمر السنتين، ساهمت بشكل ايجابي في تطوير الوعي الخاص بها، حيث تأقلمت معها ولم تعرها انتباهاً خاصاً وكانت تمارس كل النشاطات الرياضية في المدرسة على قدر طاقتها، لتدخل عالم الرياضة على مستوى كرة السلة المدرسية في العام 1997وهي السنة التي اعلنت دخولها عالم الرياضة بشكل اكثر احترافاً.
ولم تفسح لها الحياة الكثير من الوقت لتنعم بإنجازها، حيث تعرضت عام 1998 لكسر في القدم، ما دفع الاطباء الى الطلب منها تخفيف ممارسة الرياضة. وتقول نسرين: "هذا الامر لم يؤثر على عزيمتي ورغبتي في الاستمرار في العالم الرياضي، حتى انني تعرضت مجدداً لكسر جديد في العام 2000، خفّت معها الممارسة الرياضة بشكل كبير لست سنوات متتالية بعد ان شعرت بأن الامر اصبح جدياً."
واضافت نسرين: "لم اكن اشعر بان الاختصاص الذي درسته في الجامعة كاخصائية تغذية يعبر عني، فلقد كنت اشعر بأنني لا ازال لاعبة كرة سلة بداخلي، ودائماً ما كنت اسعى الى العودة الى هذه اللعبة، حتى وان كان على مستوى الدراسة، لاتعلم من بعدها ان اللياقة البدنية هي من اهم الامور في الرياضة، وانه يمكنني العودة الى عالم كرة السلة ليس كلاعبة انما على مستوى الجهاز الفني."
وعن اسلوب حياتها خارج الملعب والرياضة وتعاطي المجتمع معها، اعترفت نسرين أن الامور لم تكن سهلة بالنسبة اليها خلال فترة تحصيلها العلمي، مع تركز التعليقات "على ان معاناتي من نقص بأحد الاطراف يجب ان يمنعني من الدخول الى عالم الرياضة، حتى وصلت الامور الى حد السخرية مني، وواجهت عقبات كبيرة لمنعي من ممارسة الرياضة نظراً للوضع الذي اعاني منه." ولكن رغم ذلك كله، ابقت على عزيمتها، والتحقت بناد رياضي وافق على ممارستها للتمارين داخل منشآته. وبدأت في الفترة الاولى بالقيام بتمارين بسيطة ولكن صعبةً لان العضلة كانت في مرحلة نمو، ومع الوقت تطورت امكاناتها ما سمح لها بالقيام بالكثير من الامور التي لم كانت تعتبر مستحيلة بالنسبة الى وضعها.
واوضحت اكيوز ان الرياضة اثرت بشكل ايجابي جداً على شخصيتها وكانت حاضرة في كل قراراتها، على الرغم من كل الانتقادات التي كانت تصلها، وان رغبتها ومتابعتها لحلمها هو ما اوصلها الى ما هي عليه اليوم.
وعن رسالتها الى العالم، اكدت نسرين ان "الجميع يواجه عقبات قبل الوصول الى تحقيق حلمه، وطبيعي ان الامور لم تكن سهلة بالنسبة لي، الا ان رغبتي في الوصول الى الهدف على الرغم من الفشل الذي تعرضت له في اكثر من مناسبة، قادني الى تطوير نفسي والتحسن على الكثير من الصعد."
وطلبت من الجميع تخطي الانتقادات السلبية التي توجه اليهم والتركيز على اهدافهم، فتتحول عندها الانتقادات الى درجات من السلم الذي يوصلهم الى ما يرغبون بتحقيقه. وكشفت ان هذا ما حصل معها قبل ايام بعد رد سلبي من احد الاندية للعمل معه بعد ان اعتبرت ارد وكأنه "شفقة" لوضعها الجسدي، وهي التي تطمح الوصول الى اوروبا.
وشددت نسرين في نهاية المقابلة على ان الاصابة التي عانت منها لا تزعجها،" الا ان ما يزعجني هو استمرار حصول هذا النوع من الاصابات عاماً تلو عام، وهو ما يجب وضع حد له في اقرب وقت وباي طريقة ممكنة."