في كل مرة كان ليونيل ميسي يخوض معركة تجديد عقده مع برشلونة، كانت النتيجة تنتهي باستمرار اللاعب الأرجنتيني مع النادي الكاتالوني وبمزايا مالية جديدة، وهو ما سمح باستمرار قيادة "ليو" لمشروع الكامب نو نحو حصد المزيد من الإنجازات المحلية والقارية.
اليوم ومع اقتراب ليونيل ميسي من انتهاء عقده في حزيران/ يونيو المقبل، تبدو الأمور ضبابية بشأن استمراره في برشلونة، خاصة بعدما طرأت الكثير من المستجدات داخل النادي وأدت لابتعاده عن منصات التتويج في الموسم الماضي، وما سبقها من خلافات مع الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو أدت لقدوم مدرب جديد يحمل مشروعاً مختلفاً للنادي وهو الهولندي رونالد كومان، فضلاً عن متاعب اخرى مالية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ادت الى توجيه ميسي لتحذيرات الى النادي وادارته.
وفي ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها برشلونة والديون المترتبة عليه، ومع تولي خوان لابورتا رئاسة النادي، ازدادت الشكوك بإمكانية خروج "البرغوث" من القلعة الكتالونية نهاية هذا الموسم، بعدما باتت الخيارات محدودة لابن الثالثة والثلاثين عاماً وأفضل لاعب في العالم ست مرات.
من الواضح ان ميسي سيسعى اولاً لسماع العرض المقدم من لابورتا والذي أكد ان اقناع الارجنتيني بالبقاء هو من صلب اولوياته، لكن وفي ظل الازمة المالية التي يعيشها النادي فإن هامش التحرك بالنسبة للرئيس الجديد سيكون ضيقاً للغاية، إلا ان الأهم يبقى في محاولة اقناع ميسي بمشروع المدرب الهولندي للسنوات المقبلة، وربما تساعد العلاقة المتجددة بين كومان والارجنتيني في استمرار الأخير في الكامب نو، لكن ذلك سيتوقف مجدداً عند مدة العقد وقيمته.
أما الخيار الآخر لميسي فسيكون بالطبع الخروج من برشلونة للانضمام الى باريس سان جيرمان حيث مواطنه ماوريسيو بوتشيتينو والبرازيلي نيمار، او مانشستر سيتي للم الشمل مجدداً مع مدربه القديم بيب غوارديولا، وهما الناديان القادران فعلياً على منح ليو الراتب الذي ينتظره، الا ان تلك الخطوة ربما تكون محفوفة بالكثير من المخاطر لاسباب عدة ومنها ان نجومية ميسي ارتبطت ببرشلونة، وقد لا تكون فكرة خوض تجربة جديدة مع لاعبين جدداً وتكتيكات مختلفة، ملائمة للنجم الارجنتيني.
فعلى سبيل المثال، ربما لن يكون ميسي قادراً على تحمل اللعب "الخشن" في الدوري الإنكليزي ليس بسبب أمور فنية، انما لأن الاصابات في سنه (عمره متقدم نسبياً) تكون مكلفة للغاية على اللاعب، أضف الى ذلك القدرة على التأقلم مع اسلوب جديد ومغاير تماماً لما عرفه لسنوات طويلة في الدوري الاسباني، انما في المقابل، قد يتم الاعتماد على تجربة كريستيانو رونالدو في ايطاليا لاخذ فكرة اوضح عن مجريات الامور..
من الطبيعي ان ميسي قادر على منح مشجعيه المتعة التي يرغبونها في اي مكان يلعب فيه، لكن من المهم القول ان بقاءه مع برشلونة وتوقيع عقد ربما يكون الأخير قبل تطبيق رغبته في الاعتزال في بلده الام، هو الخيار الأمثل بالنسبة للاعب الارجنتيني وأيضا بالنسبة للفريق الكاتالوني ومشجعيه الذين لم يعتادوا مشاهدة فريقهم بغياب ميسي.