ينظر كثيرون الى مسابقة الدوري الأوروبي على أنها المسابقة الرديفة في أوروبا أو الأقل شأناً بعد دوري أبطال أوروبا، مع العلم أن البطولة تشهد ابتداء من الدور الـ32 مشاركة فرق عريقة حلّت في المركز الثالث من دور المجموعات في البطولة الأم.


لكن "ال​يوروبا ليغ​" بدأت في الأعوام الأخيرة تشهد تنافساً بين الفرق الأوروبية من أجل الظفر بلقبها كونها مجالاً للتعويض عن إخفاق محلي أو عن الخروج من دوري أبطال أوروبا.
إلا أن رياح هذا العام لم تأت كما تشتهي سفن الفرق الكبيرة التي ودعت البطولة تباعاً، وأفضت المنافسات إلى تأهل بنفيكا وإشبيلية إلى المباراة النهائية.


ويأمل بنفيكا أن يتمكن من فك لغز النهائي بعد خسارته العام الماضي أمام تشيلسي، في حين أن اشبيلية ليس غريباً عن البطولة، وهو أحرز اللقب مرتين عامي 2006 و2007.
في بطولة هذا العام ودع أياكس أمستردام الهولندي ولاتسيو الإيطالي المنافسات في وقت مبكر، وفشل الفريقان في بلوغ الدور السادس عشر، وشهد الدور الأخير فشل فيورنتينا الإيطالي وتوتنهام هوتسبير الإنكليزي ونابولي الإيطالي، مع العلم أن الأخير قدم اداء مميزاً في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا.


ولم يتمكن ليون الفرنسي وبورتو البرتغالي من قطع تذكرة العبور الى الدور نصف النهائي، ليكتمل مسلسل خروج الفرق الكبيرة بفشل يوفنتوس في التأهل إلى المباراة النهائية بعد خسارته ذهاباً وتعادله اياباً أمام بنفيكا البرتغالي.
وشكّل خروج يوفنتوس صدمة كبيرة لعشاق السيدة العجوز والذين كانوا يمنون النفس بالفوز بأول لقب أوروبي منذ العام 1996.


ولا شك ان النجاح المحلي الذي حققه يوفنتوس على مدى السنوات الثلاث الماضية لم ينعكس ايجاباً على الصعيد الأوروبي، وبالتالي فإن هذا الأمر سيكون الهدف الأسمى لبطل الدوري الإيطالي في العام المقبل لجهة تعزيز صفوفه بلاعبين قادرين على تحقيق حلم جماهير تورينو.


ربما يكون طرفا المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي هما اللذان يحددان نظرة الجماهير الى البطولة، بمعنى أن النهائي كان سيكون محط أنظار العالم لو جمع يوفنتوس وميلان، أو تشلسي وليفربول على سبيل المثال لا الحصر.


من هنا ستبقى بطولة الدوري الأوروبي هي البطولة الثانية بحكم الفرق الشاركة فيها أو قيمة جوائزها التي تختلف بشكل كبير عن دوري أبطال أوروبا.
لكن الإتحاد الأوروبي بإمكانه تطوير تلك البطولة عبر اعتماد آليات جديدة مستقبلاً ربما تقضي بمشاركة الفرق التي تخرج من الدور السادس عشر أو ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، في الادوار النهائية للدوري الأوروبي، وعندها فإننا سنتابع فرقاً كبيرة تشارك في تلك المسابقة، وبالتالي يكون ذلك سبباً لإضفاء المزيد من القوة على البطولة أولاً ومن ثم منح الفرق فرصة للتعويض عن خروجها في دوري الأبطال.