سامي جو النقاش
لطالما تميز كأس العالم لكرة القدم بالندية والإثارة واللمحات الفنية والأهداف. ولكن للتحكيم في مباريات كرة القدم وكأس العالم بالتحديد قصة مثيرة طويلة. لطالما كان الحكم من ابرز اسباب الخسارة بالنسبة للفريق الذي لم يفز.
وقد تكون اكبر الاخطاء تلك الحادثة التي حصلت عام 1966 في مونديال إنكلترا عندما سدد جيف هرست الكرة في العارضة لتمتد الى الأرض ليحتسبها الحكم الأوزبكي هدفا وتفوز إنكلترا في تلك المباراة 4_2 ولا تزل ذيول تلك الحادثة حتى الآن تثير اللغط.
اما الحادثة الابرز فكانت في مونديال المكسيك عام 1986 في المباراة الشهيرة التي جمعت منتخبي انكلترا والأرجنتين. وسجل دييغو مارادونا هدفا شهيرا في يده في مرمى الحارس بيتر شلتون. العالم كله شهد على هذه الحادثة الا حكام المباراة. وصرح مارادونا بعدم شرعية الهدف قائلا بأن يده كانت "يد الله"، ولكنه عاد وصحح خطأه بهدف آخر لا يزال يعتبره الكثيرون الاجمل في تاريخ كرة القدم.
اما المونديال الاكثر سوءاً تحكيميا فهو مونديال كوريا الجنوبية واليابان. فقد شهد ذلك المونديال اخطاء تحكيمية بالجملة، خاصة مجاملة الحكام بشكل فاضح لصاحب الأرض منتخب كوريا الجنوبية. واكثر المباريات سوءاًً كانت تلك التي جمعت كوريا بمنتخب ايطاليا حيث تغاضى الحكم عن كل أخطاء المنتخب الكوري. والمباراة التالية جمعت كوريا واسبانيا وايضا شهدت اخطاء فادحة وكارثية مما جعل كوريا تتأهل للمرة الاولى في تاريخها الى الدور نصف النهائي.
نصل الى كأس العالم الحالي الذي ايضا أثار التساؤلات حول مستوى التحكيم خاصة بعد المباراة الأولى بين البرازيل صاحبة الارض امام كرواتيا واحتساب ركلة جزاء مشكوك في صحتها لصالح البرازيل.
وفي ما يلي سنكون مع ابرز القرارات التحكيمية التي اثارت جدلا كبيرا على كؤوس العالم وسنكون مع رأيين لحكمين لبنانيين ابديا رأيهما في مستوى التحكيم في المونديال الحالي حتى مراحلته الربع نهائية.
رضوان غندور: الخطأ جزء من اللعبة
توجهنا بداية عند الحكم الدولي رضوان غندور، الذي جزم انه لا توجد مباراة كرة قدم في العالم من دون أخطاء تحكيمية فالاخطاء كانت وما زالت وستبقى لان الخطأ هو جزء من اللعبة فالكل على ارض الملعب يخطئ من مدرب ولاعب وحكم، وهذه قناعة موجودة عند غالبية المحترفين في العالم الا عندنا، حيث البعض يضع نظريات ومؤامرات كشراء الحكم وبيع المباراة.
اما بالنسبة لهذا المونديال، فالخطأ الذي حصل في المباراة الافتتاحية هو الذي سلط الضوء على الاخطاء، فهذا المونديال ليس الاكثر اخطاءاً كمونديال عامي 2006 و 2002 حيث حصلت فضائح تحكيمية فنسبة الاخطاء قليلة بالنسبة لعدد المباريات الملعوبة. وللاعلام دور بارز لانه استغل هذا الموضوع كون البطولة في اميركا الجنوبية حيث الصراع موجود بين جميع الفرق وهذا الامر يؤدي الى الضغط على الحكام.
اما بالنسبة لتقييم التحكيم في المونديال فاعتبر غندور انه ليس بجيد ولا بسيئ بل مقبول. وتابع ان هناك اخطاء اثرت على تأهل بعض المنتخبات كهولندا. كما ان الحكم اخطأ في المباراة التي جمعت اليونان بساحل العاج ولكن للاسف هناك منتخبات صغيرة لا احد يتكلم من قبلها. اما كل الفرق الكبيرة فتستحق التأهل.
وبحسب ترجيح غندور فان حكم المباراة النهائية هو أريكسون من الافضل في العالم كما ولكنه الحكم البعيد عن الاضواء.
ميشال طراد: حكام الفيفا الاقوى واثق بهم
من وجهة نظر اخرى وبحسب الحكم اللبناني ميشال طراد فإنه اعطى علامة 8/10 لمجمل نتائج المباريات معتبرا انه لا يمكن تقييم حكام الفيفا لانهم من الاقوى.
كما اعتبر ان المجمل العام للتحكيم جيد جدا بالرغم من بعض الاخطاء من قبل جميع الحكام على ارض الملعب فالحكم انسان والانسان يخطئ.
وتابع طراد ان جميع المباريات جميلة ومستواها عال جدا ومتقارب فلم يعد هناك من فرق ضعيفة او قوية كما وان مستوى التحكيم فيها عال جدا، اما الآن فنحن ننتظر بفارغ الصبر المباريات المتبقية.
واكد طراد في الختام على ثقته التامة بالحكام وبطريقة التحكيم.