علاقة الانسان بالكرة قديمة وقدمية جدا، وهي تكاد تكون اساسية بفعل الرياضات العديدة التي تم ابتكارها وباتت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
فخارج ميادين الاحتراف، ينشأ الانسان مع الكرة ويطور علاقة وطيدة معها فتواكبه في كل مراحل حياته.
صحيفة "السبورت" الالكترونية من خلال الزميل برنار الطّيار توجهت الى الدكتور شارل كسرواني(*) ليطلعها على ابرز عوامل تطور هذه العلاقة قديما، قبل ان يخوض معها غمار كرة القدم بشكل خاص وتحرك كل طرف من اطراف القدم ودوره في عملية ركل الكرة. في حلقة اليوم سنتكلم عن القدم بالتفصيل من حيث تركيبتها البيولوجية والإصابات التي تتعرض لها وطرق معالجتها.
يربط مفصل الركبة الفجذ بالساق.
أي عظمة الفجذ ( le femur) بعظمتيْ الساق (le tibia et le péroné) وعظمة الرَضْفة (le rotule).
يرتكز وزن جسم الإنسان على مفصل الركبة بشكل كبير ليؤمّن التوازن والإستقرار والثبات إن كان في وضعية الجمود أم الحركة.
تَطَوَّرَ هذا المفصل منذ ملايين السنين عندما وقف الإنسان الأول مستقيماً.
يعمل مفصل الركبة بيوميكانيكياً بشكل أنه يؤمن الزوايا الاساسية في كل الإتجاهات. وإن ثَنْي الركبة (la flexion) هي حركة تأقلم يومية في حياة الإنسان. بالمقابل تعمل الرَضْفة (la rotule) على تقويم المفصل في إمتداده الكلّي(l’extention).
أربطة أربع تؤمن ثبات المفصل في الحركة الميكانيكية:
إثنان متصالبان داخل المفصل يؤمنان حركة الثَني، وإثنان خارج المفصل واحد من الجنب الداخلي وآخر من الجنب الخارجي يؤمنان الإمتداد.
(2 ligaments croisés internes – 1 ligament lateral externe et 1 latéral interne).
يلفّ مفصل الركبة مجموعة كبيرة من الأوتار والأربطة في الإتجاهات الأربعة. منها ما يربط العظام ببعضها البعض ومنها ما يكون نهاية عضلات الفخذ والساق عامة.
إذاً انه مفصل قوته بنوعية الأربطة التي تحزِّمه بشكل متكامل ومتين جداً نسبة الى الوظيفة المهمة التي يقوم بها.
يعمل أيضاً مفصل الركبة بطريقة ناعمة جداً بفضل غضروفَيْن في داخله، علوي وسفلي.
ويتميّز الغضروف في المفصل بأنه يحتوي على نسبة قليلة من الشرايين والتغذية بالاوكسيجين.
إن مفصل الركبة ينتمي الى المفاصل ذات سائل يؤمن إنزلاق المفصل على ذاته والرطوبة الضرورية لسهولة الحركة (articulation synoviale et liquide synovial).
فثَنْني الركبة في زاوية قدرها 160 درجة وإمتدادها في زاوية قدرها 5 درجات.
والثني في الحركة الدائرية الخارجية في زاوية 30-40 درجة (rotation externe avec flexion).
أما الثني في الحركة الدائرية الداخلية 20-30 درجة (rotation interne avec flexion).
يلعب مفصل الركبة دوراً مهماً لدى لاعب كرة القدم من الناحية البيولوجية العملية والفنية.
إنه المفصل الثاني بعد الورك الذي ينقل القوة الى أسفل القدم. فيكون إذاً نقطة إرتكاز أساسية في الحركة الفنية لنقل الطاقة الضرورية والقوة والسرعة والزاوية الى الكرة.
بالتالي يقوم هذا المفصل المحوري بإلتقاط قوة الطابة عند وصولها للاعب كرة القدم، فتشنُّج عضلات وأربطة المفصل معاً
تؤمن استقرار الكرة والسيطرة عليها بواسطة نقطة التواصل في الرِجْل.
يتحّكم اللاعب أيضاً من خلال مفصل الركبة بوضعية جسمه أثناء الحركة الفنية وذلك من خلال تطور الأعضاء الحسية (les recepteurs biomecaniques) داخل المفصل وخارجه.
يعمل مفصل الركبة على تقريب نقطة التوازن بين الجسم والأرض.
يؤمن ايضاً الحركة الدائرية في الفراغ عند اللاعب بالأخص.
يلعب هذا المفصل دوراً رئيسياً في إقتصاد الحركة الدائرية عند الإنسان وخاصة لاعب كرة القدم عند دفع الرِجْل بالكرة.
فكلّما تطوَّر الجهاز العصبي-العضلي عند لاعب كرة القدم كلّما تمكَّن من التحكم بالكرة ومن فِعل التنقل معاً بشكل متناغم وصحيح.
يلتزم اللاعب بتقوية عضلاته كوسيلة للإداء الفني والبيولوجي.
كلما كان الوقت قصيراً ما بينهما كلَّما كانت النتيجة سريعة وسليمة.
وهي عملية تربط الجهاز العصبي المركزي بالنخاع الشوكي ومن ثم بالعضلات.
مما يتطلّب عامل الوقت والممارسة الفنية الخاصة بكرة القدم وإستقرار التوازن سوية.
ترتفع أهمية المفصل بدوره كلَّما زاد الخطر.
فإن إصابات الركبة عديدة ومتنوعة جداً:
أهمها تَمزُّق الوتر المتصالب الأمامي داخل الركبة (rupture du ligament croisé anterieur).
- إلتواء الركبة بتمدّد الأوتار الخارجية التي تحيط بالمفصل.
- تمزُّق الغضروف داخل المفصل (الأعلى أو الأسفل).
- تكلُّس المفصل من كثرة الإستعمال الرياضي ومع عنصر الوقت يخسر من عمله البيوميكانيكي فيسبب الأوجاع وصعوبة بالحركة.
- كسر في عظمة الرَصفة (rotule) أو وترها.
أما العلاج فيكون أولاً الإستراحة وتجميد المفصل من أي حركة ومباشرة العلاج الفيزيائي بحسب الإصابة.
أدوية بحسب الحاجة الطبية أو عملية جراحية لتصحيح العمل الميكانيكي للمفصل.
إن عملية التأهيل تستلزم الوقت الكافي للشفاء وبعدها يمكن للاعب كرة القدم مزاولة اداءه الفني في الملعب.
إن قوة الرياضي مبنية على قدرته في السيطرة الصحيحة بإستعمال جسمه كوحدة متكاملة ما بين العضل والمفصل والجهاز العصبي ليتمكَّن من إستعماله لأطول فترة ممكنة في حياته الرياضية الفنية ام العادية.
(*) الدكتور شارل كسرواني هو معالج فيزيائي، وأخصائي بالحركة البيوميكانيكية الرياضية
physiothérapeute medico-biomécanique du sport.