الرياضة في لبنان صورة عن وضعه العام، تجد فيها أمورا إيجابية و أخرى أكثر منها سلبية.... لكن طبيعة اللبناني أنه يكافح لذلك لا تجد رياضة إلا و فيها أبطال مكافحون و جنود مجهولون يحاربون كي يبقوا لعبتهم على قيد الحياة. وحال كرة المضرب في بلدي لا يختلف أبدا عن حال شقيقاتها من الألعاب الأخرى، في ظل غياب رسمي واضح. تتابع رياضة كرة المضرب رحلتها الصعبة في هذا البلد معتمدة على جهود شخصية من إتحاد يسعى لنهضة اللعبة ومدربون ولاعبون لا يزالون يؤمنون برياضة يرون فيها مصدر سعادتهم وفرحهم بالدرجة الأولى...
في لعبة لا يسلط عليها الضوء كثيرا ولا يعرف عنها اللبنانيون إلا القليل القليل، في لعبة تقام معظم نشاطاتها بعيدا عن الأضواء، في لعبة لا يهتم لها الكثيرون و لا يحضرها الكثير من الجمهور... في لعبة مظلومة و معتم عليها. في ظل كل هذا الواقع أحببنا أن نطل عليها، أن نضيئ على لعبة و أناس يقدمون الغالي و النفيس،على أشخاص أفنوا حياتهم للعبة عشقوها وعلى لاعبين يقضون شبابهم مع مضرب أدمنوه...
دائما ما يشكل المنتخب الوطني الأمر الأهم في كل رياضة و غالبا ما تكون نتائجه الإيجابية مصدر عز و فخر لمواطني هذه الدولة....واللبنانيون كانوا قد عاشوا هذا الشعور أيام علي حمادة و هشام زعيتيني، هذان اللاعبان اللذان رسما في فترة من الفترات الفرح على وجوهنا. فما حال منتخبنا اليوم و ما اقرب استحقاق له و أين نحن من المستوى الآسيوي و العالمي ؟
ربما لا يعلم الكثيرون أننا حاليا أصحاب التصنيف الخامس من أصل اثنان وعشرون دولة عربية، آسيويا نحن المنتخب رقم أربعة عشر من أصل ستة و ثلاثون دولة أما عالميا فلبنان صاحب المركز سبعين من أصل مئة و سبعة و ثلاثين دولة.
ريشار الحاج: يجب وضع خطة للاستفادة من الناشئين
قصدنا رجلا عاصر كرة المضرب في كافة مراحلها، وما زال حتى الآن يدرب نخبة من اللاعبين الموهوبين والناشئين اللامعين الذين يعدون بمستقبل واعد، إنه المدرب ريشار الحاج الذي هو أيضا عضو في الإتحاد اللبناني لكرة المضرب ومدير المنتخبات الوطنية.
الحاج لا يعتبر أن واقع اللعبة مزر، بل على العكس يرى ان وضعنا اليوم جيد رغم أننا نستطيع ان نكون أفضل، والإتحاد يقوم بما يستطيع القيام به لكن عدم وجود داعمين يجعل جهود النهوض باللعبة تسير ببطء شديد.
رغم ذلك يقول الحاج إن اتحاد اللعبة ينظم سنويا دورات دولية يشارك فيها لاعبون من مختلف أنحاء العالم. آخر الدورات كان بطولة غرب آسيا بمشاركة ثماني دول و للفئتين : ذكور و إناث و التي حقق لبنان لقبها على مستوى الشباب بينما حل ثالثا على مستوى الفتيات.
يؤكد الحاج أن اتحاد كرة المضرب كباقي الإتحادات الرياضية في لبنان، يعاني من شح مالي و لديه ديون عديدة، وميزانيته بسيطة جدا و تؤمّن بمجهود شخصي من رئيس الإتحاد. واضاف ان الوزارة لم تدعم الإتحاد حتى الآن رغم أن طلب المساعدة المادي من قبل الإتحاد، موجود منذ ثلاث سنوات لدى الوزارة و لكن الإتحاد لم يحصل إلا على وعود لا تغني و لا تسمن من جوع.
وعن أبرز العوائق التي تواجه الإتحاد، أشار الحاج الى ان عدم وجود صالات مغلقة تعود للدولة هو أساس المشاكل إذ أن كل الصالات المغلقة هي ملك خاص و بالتالي لا يستطيع الإتحاد حجزها دائما ما يفسر غياب الدورات الشتوية نظرا لندرة الملاعب المغلقة.
ولا ينفي الحاج أن تطوير اللعبة حاليا أمر صعب رغم جهود الإتحاد الحثيثة، لانه مكلف خصوصا في ظل شح
الموارد المالية و غياب المنشآت و قلة عدد الدورات المقامة سنويا. ويجب وضع خطة كاملة متكاملة كي نصل إلى المنافسة الفعلية خارجيا.
الحاج يرى أن فرص الاستفادة من نجوم في لبنان موجودة لأن هناك العديد من الناشئين الواعدين أمثال : هادي وهدى حبيب ، توماس حداد ، كيفن شحود وغيرهم، وفي حال وضعت خطة صحيحة، نستطيع بعد عشر سنوات أن نراهم متألقين في المحافل الدولية.
واضاف: ينظم الإتحاد كل سنة دورات للفئات العمرية ويولي الناشئين أهمية خاصة إذ أنه يطبق برنامجا خاصا في المدارس لتشجيع الناشئين على ممارسة اللعبة، لكن عدم وجود نظام دراسي يوفق بين الدراسة وممارسة الرياضة يمنع الكثير من الصغار الموهوبين من ممارسة اللعبة وفق الاصول و التدرب حسب المعايير الدولية مما يدفع عددا من الناشئين إلى السفر خارج لبنان للتوفيق بين دراستهم ولعبتهم المفضلة.
نيكولا ساسين: المحسوبيات تلعب دورها والوضع الامني لا يساعد
نيكولا ساسين، حكم دولي ومدرب في اللعبة منذ عام 2008 في ناد لكرة المضرب في ذوق مصبح ويدرب حاليا بين الـ 40 و الـ 50 ناشئا الذين يعدون بمستقبل باهر.
قابلنا نيكولا وسألناه عن رأيه في عمل الإتحاد الحالي فأجاب: لا شك بأن الإتحاد يعمل ويحاول جاهدا أن يقدم افضل ما لديه لكرة المضرب، فاللعبة و لمدة عشرين سنة كانت تحت إشراف إتحاد معين وعندما حصل التغيير في الفترة القريبة الماضية بات علينا ان ننتظر قبل قطف الثمار.
وتابع: لكن ما لحظناه أن حماسة الإتحاد الحالي قد خفت عما كانت عليه في السابق رغم أنه يجتهد ويركز على فئة الناشئين والصغار، ويقيم بطولات ودورات لكافة الفئات العمرية لإيمانه بأن بناء اللعبة يكون من هذا العمر. لكن جهود الإتحاد دائما تصطدم بقلة الموارد المالية و كما يعلم الجميع لا وجود لتقدم رياضي من دون مال.
كما أثنى ساسين على إقامة الإتحاد لدورات للمدربين ما يعطي اللعبة قاعدة تدريبية واسعة وفق أصول علمية رياضية تستطيع أن تقود الجيل الناشئ بأسس صحيحة إلى التطور في عالم كرة المضرب. و لم يخف ساسين أن الإتحاد الحالي بقدر ما يمتلك من أعضاء جيدين وشغوفين بالعمل لمصلحة اللعبة بقدر ما يمتلك أعضاء لا يكترثون للعبة، وهنا يري ساسين أن المحسوبيات تلعب دورها في هذا الإطار لكنه في الاخير يضر باللعبة.
نيكولا أشار إلى أن الوضع الأمني لا يسمح بتنظيم دورات دولية على مستوى عالي لأن الإتحاد الدولي يخاف من موضوع إرسال اللاعبين نتيجة للأخطار التي تحيط بالمنطقة وهذا الأمر هو عائق أساسي في مسألة تنظيم بطولات ذو مستوى مميز.
وعن مدى دور الإعلام الإيجابي ودوره في تغطية نشاطات اللعبة، يجيب ساسين : هناك تحرك إعلامي في الفترة الاخيرة وهذه السنة رأينا بعض الدورات تنقل بشكل مباشر على بعض التلفزيونات المحلية وهذه خطوة مشجعة مع تمنيينا بأن تنقل اللعبة إلى كل بيت لأن الإعلام خصوصا في هذه الأيام هو من أهم العناصر في نشر و تطوير أي لعبة.
كما حدثنا ساسين عن خوضه مجال التحكيم فذكر بأنه نال الشارة الدولية عام 2008 ليصبح عدد الحكام الدوليين اللبنانيين " ثلاثة ". وعن أبرز مبارياته الدولية التي قادها، يقول ساسين إنها كانت في دبي في الدور النهائي بين "فيديرير و بيرديتش " كما قبلها في الدور النصف النهائي بين " فيديرير و دجوكوفيتش " حيث كان حكم الخط في كلا المبارتين إضافة إلى خمس مشاركات في تحكيم كأس دايفس عدا دورات عديدة في مصر والدول المجاورة.
ابراهيم ابو شاهين: غياب الدورات في الشتاء عائق رئيسي
ومن المدربين واعضاء الإتحاد انتقلنا الى العصب الرئيسي للعبة اي اللاعبين، وقصدنا بطل لبنان صاحب الاربعة وعشرين ربيعا وصاحب نادي الكورة لكرة المضرب، إبراهيم أبو شاهين.
ذكّرنا ابو شاهين انه بدأ اللعب عندما كان في الثانية من عمره إذ أن والده كان مدرباً لكرة المضرب. مشاركته الاولى في عالم كرة المضرب كانت في دورة نظمها نادي الماسترز سابقا حيث شارك بها و هو في عمر السابعة.
سألنا ابو شاهين عن نظام بطولة لبنان فأخبرنا أنه لا يوجد بطولة محلية بمعنى البطولة بل هي عبارة عن دورات متتالية تقام من أيار في كل عام حتى شهر أيلول . و الحائز على اكبر عدد النقاط يعتبر بطلا للبنان وهو ما نجح فيه هذا العام. كما تقام بطولة الماسترز في شهر كانون أول من كل سنة وتجمع بين أول ثمانية مصنفين في التصنيف المحلي.
يرى أبو شاهين أن وضع لعبة كرة المضرب جيد نوعا ما إذ يمتلك لبنان الكثير من الناشئين الواعدين و هناك عمل جيد من الإتحاد لكن ليس كافيا لتحسين اللعبة لأن الإمكانيات البشرية موجودة و يبقى فقط العمل الجدي و التخطيط السليم للنهوض باللعبة.
و عن أبرز المشاكل التي تواجه اللاعبين اللبنانيين بشكل عام، يعتبر أبو شاهين أن غياب الدورات في فصل الشتاء هو العائق الأساسي إذ أن اللاعب يحتاج للتمرن يوميا واللعب بطريقة متواصلة، وهنا يجب إقامة بطولة للاندية في الفترة الشتوية لإبقاء اللاعبين في جو المنافسة.
وعما ينقصنا للوصول إلى المنافسة على الصعيد الخارجي، يؤكد ابو شاهين أن على الإتحاد تأمين ملاعب أكثر وإقامة دورات خارجية و الإحتكاك بلاعبين على مستوى عال، وهذا ما لا يستطيع اللاعب اللبناني تحمل تكاليفه لوحده إذ أن المشاركة في أي دورة خارجية هو أمر مكلف للاعبين، و يعتبر أمرا صعبا في ظل غياب أي دعم رسمي أو من ممولين لهذه المشاركات.
على الصعيد الشخصي، يطمح ابو شاهين إلى اللعب على أعلى مستوى لمدة سبع سنوات مقبلة على الأقل والمحافظة على اللقب المحلي، كما يتمنى أن يحقق إنجازات نوعية مع المنتخب الوطني و يرفع اسم بلده عاليا.
أما على صعيد نادي كرة المضرب الذي يديره، فيتمنى ابو شاهين أن ينظم دورات على مستوى عال وأن يخرّج جيلا جديدا من اللاعبين و يؤمّن جوا رياضيا أفضل لهم من الذي يتوفر حاليا.
نانسي كركي: من المؤسف عدم وجود منتخب للسيدات
في لبنان، تستهوي الرياضة ايضاً الجنس الناعم، لكن رغم قلة عددهن غالبا ما يكن متألقات. هكذا هو حال ابنة التسعة عشر ربيعا نانسي كركي. نانسي احدى نجمات عالم التنس اللبناني حاليا، بدأت بممارسة اللعبة وهي في عمر 9 سنوات مع أخيها جاد و مدربها ريشار الحاج وهي حاليا تدرس في جامعة " موراي " في الولايات المتحدة الاميركية.
التقينا نانسي فسألناها عن أبرز ما حققته حتى الآن من إنجازات في عالم اللعبة الصفراء فأجابت: أنا بطلة لبنان للسيدات منذ أن كنت في عمر الثانية عشر وأنا حاليا الرقم المصنفة رقم واحد في لبنان. إضافة إلى أنني أحرزت لقب بطولة آسيا للأشبال ( تحت ال14 عام ) في ماليزيا عدا فوزي ببطولة غرب آسيا لمرتين، وأنهيت السنة الماضية في التصنيف العالمي في المركز 600 لتحت 18 عاما.
تضيف نانسي أنها فخورة بما حققته حتى الآن في عالم اللعبة الصفراء خصوصا بالنظر لصعوبة أن تكون رياضيا في بلد مثل لبنان. وتعبّر عن أسفها لعدم وجود منتخب وطني للسيدات وتتمنى أن يتحقق هذا الامر في الغد القريب لأن حلم كل رياضي تمثيل بلاده خارجيا و تحقيق إنجازات له.
و عندما سألناها عن آخر نشاطاتها الحالية، أجابت نانسي: أنا الآن أكمل دراستي في جامعة موراي و امثل فريق الجامعة بعد أن عرضوا عليّ منحة جامعية كاملة لقاء أن أكون ضمن فريق كرة المضرب في الجامعة. حاليا أتمرن بشكل مكثف حيث سيبدأ الموسم في شهر كانون الثاني وسنشارك ضمن 19 دورة محترفة.
وعن طموح نانسي و أهدافها المستقبلية تقول: اركز حاليا على دراستي وعلى تحسين مستوى اللعب و رفعه الى درجة أعلى كي أتمكن من أخذ الخطوة الأعلى التي تمكنني من المشاركة في بطولات المحترفين.
وعن وضع اللعبة حاليا في لبنان، اجابت نانسي:على إتحاد اللعبة أن يجد طريقة ما لزيادة عدد الدورات خصوصا لدى الناشئين كي يلعبوا أقصى عدد ممكن من المباريات ما سيساعدهم على تحسين أداءهم و زيادة ثقتهم بأنفسهم واكتسابهم لخبرة أكثر.
نانسي لا تنسى العنصر النسائي فخصته بكلمة أخيرة: على الرغم من أن لعبة التنس هي لعبة صعبة و قوية غير أني أشجع كل الفتيات على ممارسة هذه الرياضة لأنها بداية تحافظ على صحتهن، و فيها الكثير من المتعة إضافة إلى أنها تزرع لديهن مفاهيم التحدي والثقة بالنفس و التواصل الإجتماعي مع الغير.
حسين بدر الدين: من الصعب الفوز على تايوان وسيريلنكا ولكننا لن نيأس
توجهنا الى الشخص الذي عاصر المنتخب في كل فتراته، في أوقاته الحلوة و المرة، الشخص الذي كان و ما زال وسيبقى المكافح الأول لرفع راية كرة المضرب خارجيا، إنه اللاعب السابق و كابتن و مدرب منتخب لبنان لكرة المضرب حسين بدر الدين .
بدأ حسين الذي يبلغ من العمر 43 سنة مسيرته كلاعب عام 1988 و مثل المنتخب منذ سنة 1992 أصبح كابتن المنتخب عام 2000 ومدربه عام 2005 حتى يومنا هذا. و هو صاحب الرقمين العربي والأسيوي كلاعب ومدرب بقي في منصبه لاطول فترة. أبرز إنجازات حسين كانت المركز الاول في لبنان لفئة الناشئين تحت 18 عام وتحت 16 عام و بطولات محلية كثيرة .
سألنا حسين عن أيام علي حمادة و هشام الزعيتيني فأجاب : هما من طلباني إلى المنتخب فأنا كنت مدربهم الشخصي، وقتها كان منتخب لبنان في المنطقة الأولى حسب تصنيف الإتحاد الدولي و حاليا نحن في المنطقة الثانية ( المجموعة الأوقيانوآسيوية) لكن مستوى المجموعة الثانية اليوم أقوى من مستوى المجموعة الاولى أيام علي و هشام.
حسين أخبرنا ان المواجهة المقبلة للبنان ستكون في 6 آذار المقبل ضد تايوان في تايوان ثم ضد سيريلانكا في تموز المقبل. الخسارة في المواجهتين تعني ان لبنان سيسقط إلى المستوى الثالث في عام 2016 و هذا ما سيحاول لبنان تجنبه حسب بدرالدين فالهدف هو البقاء في المستوى الثاني.
وعن رؤيته للمواجهة مع تايوان قال: تايوان لديها لاعبون مميزون و تصنيفهم ضمن أفضل مئتين في العالم وحظوظنا صعبة خصوصا أن نجم المنتخب الأول بسام بيدس مصاب و من الممكن عدم مشاركته.
اللاعبون الذين سيخوضون اللقاء حسب بدرالدين هم : بسام بيدس ( إن كان جاهزا )، باتريك شكري، كريم العلايلي و ابراهيم أبي شاهين و حسين بدر الدين لاعبا خامسا. و حسب أداء اللاعبين في هذا اللقاء، سيتم تغيير واحد أو اثنان منهم قبل اللقاء الثاني امام سيريلانكا.
وعن التحضيرات للقاء تايوان يقول بدر الدين : سنبدأ التحضيرات قبل شهرين بشكل يومي ما عدا الاحد و لمدة 3 ساعات يوميا لكنني على تواصل يومي مع اللاعبين الذين هم خارج لبنان حاليا عبر الإنترنت حيث أرسل لهم برنامج التمرين الكامل. لكن بدرالدين يؤكد أن الفوز في كلا المواجهتين أمر صعب في ظل ظروف المنتخب الحالية.
بدر الدين أضاف: لا يمكن للمنتخب ان يستمر هكذا بدون ميزانية سنوية و لا أحد ينتظر منا نتائج إيجابية من دون دعم مادي لكننا اليوم دخلنا في حديث جدي مع وزارة الشباب و الرياضة من أجل تأمين دعم مادي قبل السفر إلى تايوان.
بدر الدين يرى أن ما نحتاجه اليوم للمنافسة خارجيا هو لاعبين من طراز بسام بيدس و ميزانية سنوية حوالي 300 الف دولار أميركي و هناك يمكننا إنتظار نتائج مشرفة للتنس اللبناني. وعن عدم وجود منتخب للسيدات يرى بدر الدين أن مستوى السيدات لا زال دون المستوى المطلوب ما يجعلنا لا نحصل على مساعدات من الإتحاد الدولي في هذا الشأن لكننا نعمل لإقامة منتخب للسيدات عام 2016 مع ضم لاعبتين على مستوى عال جدا من الولايات المتحدة الاميركية و البرازيل والإثنتان من أصحاب اصول لبنانية.
وعما إذا كان راضيا عن عمل الإتحاد، أجاب بدر الدين: أداؤه مقبول نسبيا و لديه حب العمل على تطوير اللعبة لكن العنصر المادي هو مشكلة المشاكل.
ولتطور اللعبة بحسب بدرالدين يجب توفر ثلاثة أمور: الموهبة و التضحية و المال. العنصران الأول والثاني متوافرين لكن المال غائب لعدم توفر رعاة للعبة لذلك لا يمكننا حاليا الوصول إلى العالمية.
عن دور الإعلام في تغطية المنتخب يرى بدر الدين أن الإعلام يجب أن يضيئ أكثر و أكثر على لاعبي المنتخب وأبطاله ما يحمسهم لإعطاء أفضل ما لديهم.
وختم حديثه بالقول ان هدفه تسليم مهمة تدريب المنتخب عام 2016 و أن يشغل منصب المدير الفني للمنتخبات الوطنية كي يستطيع تسخير خبرته الطويلة لمصلحة بلده لبنان و اللعبة التي يعشقها.
لعبة تستطيع تقديم الكثير للبنان و فيها من المواهب ما يستحق أن يتم دعمه و المشكلة كما في باقي الرياضات هي مادية بإمتياز. و لا ينبغي التركيز على الدعم الرسمي لأنه لن يأتي و إن أتى سيكون محدودا جدا ... فالهدف الأهم هو جلب استثمارات للعبة لضخ أموال جديدة يمكن استغلالها في إقامة دورات على مستوى أفضل ما يكسبنا الخبرة و لا يجب أن ننسى أن لبنان حاليا لديه مواهب ممتازة يجب رعايتها و تشجيعها على اللعبة و محاولة التوفيق بين الدرس والرياضة.
إن الإيمان بالنجاح هو مفتاح النجاح الأول لذلك ينبغي علينا أن نكافح معا، إتحادا و مدربين و حكاما و لاعبين وإعلاميين كي ندفع اللعبة إلى الأمام و نحاول لعب الدور الإيجابي فيها، فبلاد الارز مليئة بالمواهب و لا ينقصها شيئ لأن تخرّج نجوما صوب العالمية.
أمل و لو كان بسيطا سيبقى يراودنا ان نرى لبنانيا في بطولة ويمبلدون أو رولان غاروس.... ربما هذا حلم صعب لكن من قال إن الحياة تستمر بلا أحلام ... أحلام نستطيع تحويلها إلى حقيقة إن أعطينا كرة المضرب ما تستحق منا ان نعطيها إياها...
لا شك أن ما ذكرناه في ما يخص الناشئين ونظام التدريس الخاص بهم هو أمر مهم جدا، ولن نتخطى واقعنا لنطلب من المؤسسات التربوية أن توفر نظاما خاصا أو دواما مسائيا لإتاحة الفرصة للصغار لممارسة رياضتهم المحببة وفقا للأصول، رغم أن هذا الامر تعتمده معظم الدول المتطورة رياضيا.
ونوجه نداء إلى وزارة الشباب والرياضة ووحدة الأنشطة الرياضية في وزارة التربية والتعليم العالي، للتنسيق مع إدارات المدارس التي تضم أبطال فئات الناشئين و الأشبال وأصحاب المواهب الواعدة، لتأمين برنامج تعليمي خاص يسهل عليهم تحصيلهم العلمي من جهة، و ممارسة رياضتهم من جهة ثانية لأن هذه الخطوة ستكون حجر الزاوية في بناء لاعبين للمنافسة على أعلى المستويات، فبناء بطل في كرة المضرب لا يحصل بين ليلة وضحاها بل هو نتيجة اهتمام و رعاية متواصلين منذ الصغر.