فاز بطل لبنان في الكرة الطائرة الشبيبة البوشرية على فريق الطلائع دلهون بمجموعتين لصفر في المباراة الودية التي أقيمت بينهما على ملعب نادي المون لاسال لاحراز كأس انطوان شارتييه بمناسبة ذكرى مرور اربعين يوماً على رحيله. تقدّم الحضور عائلة الفقيد الكبير، رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية النائب سيمون ابي رميا، رئيس اللجنة الأولمبية رئيس اتحاد الكرة الطائرة جان همّام، اعضاء اللجنة الأولمبية واعضاء الاتحاد، ورئيس مدرسة مون لاسال ادوارد اسبانيولي، والرئيس الفخري للاتحاد ولنادي الشبيبة البوشرية شحادة القاصوف، رؤساء أندية البوشرية المحامي قيصر باخوس والطلائع دلهون المهندس علي بو علي والمون لاسال جهاد سلامة، رؤساء وأعضاء أندية، رئيس تجمّع اللاعبين القدامى كمال يعقوب واعضاء التجمّع، مدير مجمّع ميشال المر الرياضي انطوان شهوان وعدد كبير من هواة اللعبة.
بداية النشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيبية من عريّف الحفل رفيق العريبي. ثم القى رئيس اللجنة الأولمبية جان همّام كلمة استهلها بالقول "لا يمكن ان نجتمع في اي لقاء رياضي دون ان يتراءى لنا صورة الرئيس الراحل انطوان شارتييه. القيم والأخلاق وأجيال مرّسها على النزاهة والاستقامة وانجازات كانت شواهد وافعال. غريب امر هذا الرجل، كان مثالاً للتواضع وكان من حقه واعماله وسيرته ان يتكابر وهو القادر ان يتظاهر في العلاء. لم يسع يوماً الى المناصب والمواقع بل هي نادته ولم يفاخر ويتباهى". واضاف همّام "لفتة كريمة من بطل لبنان الشبيبة البوشرية ان يلعب المباراة تكريماً وتخليداً لذكراه وهذه المبادرة تؤكد أصالة هذا النادي والقيّمين عليه وعلى رأسهم الرئيس الفخري الصديق شحاده القاصوف وهو من الكبار الكبار في عالم الرياضة. ان انطوان شارتييه سيبقى في ضمير وذاكرة الرياضة اللبنانية". وختم قائلاً "ارقد بسلام طالما الأوفياء كثر والذاكرة باقية فينا ومطبوعة بالصديق الحبيب جهاد سلامة". بدوره تحدث الرئيس الفخري للاتحاد ولنادي البوشرية شحاده القصوف فقال "ان كان لا بد للرياضة ان تكرّم روادها فان انطوان شارتييه واحد من أوائل المكرّمين. لقد خسرنا بغيابه أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً ورفيق درب وهب حياته من اجل الرياضة. انطوان شارتييه خسرته الرياضة ولبنان. ان مسيرة دربه الرياضية الطويلة المليئة بالانجازات الكبيرة جعلت منه العصامي الأول الذي تبوّأ أعلى المناصب الرياضية ". واضاف القاصوف "بعد رحيلك اخاطب روحك في الأعالي بألا تحزن فان مساحات المون لاسال التي ملأتها حركة ونشاطاً لن تفرغ". واردف قائلاً "ان لعبة الكرة الطائرة هي في ايد أمينة فرئيس اللجنة الأولمبية ورئيس الاتحاد الصديق جان همّام يوفيها حقها الى جانب الحضور الدائم والفاعل للصديق ميشال ابي رميا. كما اود ان اشكر ادارة ناديي الشبيبة البوشرية والطلائع دلهون ورجال الصحافة والاعلام". الكلمة الأخيرة لرئيس نادي المون لاسال جهاد سلامة الذي ارتجل كلمة قال فيها "شكراً جزيلاً للعاطفة التي أظهرها الكثيرون تجاه الراحل الكبير. واود ان اشير الى ان انطوان شارتييه كان لاعباً كبيراً في الكرة الطائرة وكان قائداً لفريق القلب الاقدس في العام 1955 وكان عمره 17 عاماً ولقد نشأ الراحل انطوان شارتييه على حب الرياضة منذ نعومة اظفاره ومارس اللعبة في المدرسة التي نشأ فيها. فالمدارس هي خزان الرياضة والنجوم ولقد كان للراحل الكبير تاريخ مليء بالانجازات الكبيرة. وفي الختام، اتمنى للعبة الكرة الطائرة ان تعود للتحليق مجدداً بدءاً من خلق جيل في المدارس".
ثم اقيمت المباراة بين بطل لبنان الشبيبة البوشرية والطلائع دلهون واسفرت عن فوز البوشرية بمجموعتين لصفر(25-20)(27-25) وفي الختام تسلّم قائد فريق البوشرية الياس معوض "كأس انطوان شارتييه" من الرئيس همام، ثم قدمه رئيس نادي الشبيبة البوشرية المحامي باخوس الى اسبانيولي وسلامة
قاد المباراة الحكم الدولي حنا الزيلع وعاونه الحكم الاتحادي جورج صعب.
القداس والجناز
وكان سبق المباراة، قداس وجناز ذكرى مرور 40 يوماً على وفاة شارتييه في كنيسة القديس جان باتيست دي لاسال ترأسه الرئيس العام للرهبنة المارونية الاباتي داوود رعيدي ولفيف من الكهنة والاخوة، وحضره الى عائلة الفقيد وعائلة الفرير مون لاسال والاخوة والإدارة والجسم التربوي ونادي مون لاسال، رئيس الجمهورية الشيخ امين الجميل ممثلاً بالنائب فادي الهبر، والرئيس العماد ميشال عون ممثلاً برئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية النائب سيمون ابي رميا، والرئيس سعد الحريري ممثلاً بالدكتور داوود الصايغ، والوزير سليم الصايغ، والسفير توفيق كوار، ورئيس اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية جان همام، وعضو اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري، والرئيس السابق للجنة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية اللواء سهيل خوري، وعدد من أعضاء اللجنة الأولمبية اللبنانية ورؤساء وممثلي اتحادات ونواد رياضية وجمعيات كشفية واعلاميين وأصدقاء ومحبي الراحل.
وقبل الذبيحة الإلهية القى الأخ اميل عقيقي كلمة تناول فيها مزايا الراحل "والوزنات التي ثمرها" وقال "لم تتكابر ولم تتصاغر، بل ثمّرت الوزنات بكل بساطة وضمير حي". وأضاف "لا نبالغ ان قلنا فيك قلب كبير يتسع للجميع، خدوم، صامت، سيّد نفسه".
وفي عظته اعتبر الأباتي رعيدي ان شارتييه "ترك بصمات لا تقل أهمية عما تركه القديس انطونيوس الكبير ليس على المستوى الروحي بل في التكرّس، فهو المكرَّس بامتياز للرياضة، اذ صار راهباً ناسكاً في محراب الرياضة وانموذج الاستقامة"، وأضاف "مدهش هذا الانسان الذي جعل من الرياضة رسالة، يوم جسد قيمها بشخصه وبطريقة تعاطيه (..) كان مدرسة للحياة الرياضية ولا يمكن لمن يريد التعاطي الراقي بالرياضة ان يتجاوز هذه البصمة (..) هنا في مون لاسال لا حاجة لصالة على اسمه، اذ اقترن اسمه بمون لاسال وصار من الممكن ان نسميه "أنطوان شارتييه دو مون لاسال". ودعا المدارس المسيحية لتخليده "على طريقتها" ووزارة الشباب والرياضة لإصدار طابع بريدي رياضي عل اسمه.
وقبل تقديم القرابين، حمل افراد من عائلة شارتييه وأبناء مون لاسال خريطة لبنان، وكأس وكرة وكتاب كدلالة على القيم الوطنية والرياضية والتربوية السامية التي لازمت حياة ومسيرة شارتييه.
وبعد الجناز القى الأخ ايل دوفونس ماري كلمة بالفرنسية روى فيها شهادات حية عن الراحل في التربية والتطوير والقيم والمسامحة.
وفي ختام القداس والجناز شكر رئيس نادي مون لاسال جهاد سلامة باسم عائلة الفقيد وعائلة الفرير مون لاسال والإدارة والجسم التعليمي ونادي مون لاسال والقلب الاقدس مدرسة ونادياً.وحصل الحاضرون على كتاب يتضمّن سيرة ومحطات في حياة الراحل.