لا يمكن تحميل الحارس عباس حسن لوحده مسؤولية خسارة المنتخب اللبناني أمام نظيره الكويتي بهدف دون رد في أولى مبارياته ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات على الرغم من الخطأ الفادح الذي ارتكبه قبل نهاية المباراة وسمح بتسجيل "الأزرق" هدفاً قاتلاً منحه صدارة المجموعة السابعة.

شكلت المباراة الرسمية الأولى للمنتخب اللبناني بجهازه الفني الجديد بقيادة ميودراغ رادولوفيتش خيبة أمل كبيرة لدى الجماهير التي كانت تمني النفس برؤية روح مختلفة لدى اللاعبين لا سيما وأنها المباراة الأولى لهم في التصفيات وأمام جماهير غفيرة غطّت مدرجات ملعب صيدا، لكنهم فشلوا في إحراز ثلاث نقاط أو حتى نقطة أمام منتخب يعيش هو الآخر مرحلة جديدة وكان من السهل التغلب عليه لو أحسن اللاعبون استغلال الفرص التي لاحت لهم في شوطي المباراة.

من الواضح ان المنتخب اللبناني إفتقد للتحضير الجيد لتلك المباراة حتى أن كثير من اللاعبين الذي خاضوا مواجهة الكويت لم يشاركوا في المباراتين الوديتين أمام سوريا والأردن بينما التحق آخرون بالمنتخب قبل يومين فقط على موعد اللقاء وهذا بحد ذاته شكّل عوامل سلبية انعكست على ادائهم داخل أرض الملعب، إلا أن الغريب والملفت كان التباعد "المخيف" بين خطوط المنتخب حتى ان بعض اللاعبين بدا وكأنه لا يعرف مركزه وهي مسؤولية يتحملها رادولوفيتش خاصة بسبب الطريقة التي انتهجها منذ بداية اللقاء وهي (4-2-3-1)، فلم يتمكن فايز شمسين لوحده من تهديد المرمى الكويتي في حين ان لاعبي الأطراف في خط الوسط لم يؤديا دورهما والدليل ان التقدم المتواصل من الخلف كان على عاتق علي حمام الذي كان أحد أفضل لاعبي المنتخب اللبناني.

وفي الوقت الذي كان فيه لاعبو المنتخب قادرين على الاقتراب من المنطقة الكويتية، طغت الأنانية على بعضهم وكثر المرور غير المدروس للاعبين الأمر الذي أدىّ لقطع الكرات من أمامهم وفقدانها في كثير من الأحيان، كما افتقد المنتخب الى صانع ألعاب حقيقي وظهر "الترهل" واضحاً على خط الوسط، ولم يكن القائد رضا عنتر في يومه ويعاب عليه إضاعته لفرصة ثمينة في الشوط الأول بعدما وصلته الكرة على طبق من ذهب لكنه سددها بطريقة مثيرة للاستغراب.

لم يكن ال​منتخب الكويت​ي خطراً بما للكلمة من معنى، لا بل على العكس فإنه استسلم في بعض فترات الشوط الثاني للضغط اللبناني وكان بمثابة "حمل وديع" حتى استطاع الظفر بنقاط لا يستحقها عبر "هدية" من الحارس وتقاعس من اللاعبين عن اداء دورهم على أرض الملعب.

ترك المنتخب اللبناني الكثير من الأحباط لدى الجماهير بعد الاداء المخيّب للآمال في مباراته الأولى في التصفيات وبدا انه غير جاهز حتى لخوض مباراة ودية، لذلك يتحتّم على المعنيين أن يدركوا حجم ما فقدناه أمام الكويت خاصة وأنه كان بإمكاننا الظفر بالنقاط الثلاث والبناء عليها قبل مباراة لاوس الاسبوع المقبل الأمر الذي كان سيريحنا خلال التصفيات.

صحيح ان المنتخب لديه سبع مباريات أخرى في التصفيات، لكن بعد المستوى الذي شاهدناه في مباراة الأمس فإن الكثير من علامات الاستفهام يجب عن أن تطرح حول قدرته في إعادة انتاج مستوى جيد خلال فترة التوقف التي سيعقب المباراة الثانية أمام لاوس.