الفنون القتالية المختلطة (Mixed martial arts) أو (MMA) ، هي رياضة قتالية تجمع تقنيات ومهارات قتالية مختلفة وتلاقي رواجا كبيرا في العالم اليوم وفي المنطقة العربية وخصوصا في لبنان حيث بدأت هذه الرياضة بالانتشار وبجذب اهتمام الناس إليها رغم طابعها القتالي والعنفي إذا جاز التعبير، واعلن منذ يومين في لبنان عن افتتاح اتحاد لها بشكل رسمي برئاسة رجل الاعمال خليل نصور. وتتشكل من الإتحاد ثلاث لجنات أساسية:
Submission Geo /MMA Geogetso / Brazilian MMA /، وهنالك حوالي 30 نادياً يمارسون الرياضة حاليا في لبنان.
يكون الفوز في هذه الرياضة عبر عدة طرق ابرزها استسلام المنافس، قرار من الحكم بأن المقاتل غير قادر على مواجهة خصمه، قيام الطبيب بإنهاء المباراة بسبب عمق الجرح أو كسر ناتج عن القتال، أو الضربة القاضية. وعند انتهاء مدة المباراة دون أن يتمكن أحد المقاتلين من التغلب على خصمه، يقوم ثلاثة من الحكام بإعلان الفائز حسب إحرازه لأكبر عدد من النقاط. كما ان هناك فئات عديدة في هذه الرياضة تعتمد على وزن المنافس وتقسم إلى خمس: 70، 77، 84، 93 و 120 كلغ.
جورج مخول
الزميل احمد علاء الدين التقى رئيس ومؤسس أكاديمية "أم أم إي أكاديمي" والامين العام المساعد للإتحاد، رئيس لجنة الجيوجيتسو " جورج مخول " وسأله بداية كعضو في إتحاد اللعبة، عن واقع الرياضةالحالي في لبنان، فأجاب: الرياضةانتشرت بكثافة في الفترة الأخيرة بسبب الفضائيات التي تبثها وبطولاتها العالمية رغم أنها موجودة في لبنان منذ 10 سنوات لكنها كانت تلعب بطريقة مختلفة.
واضاف أن الإتحاد اللبناني يقوم بنشاطات عديدة فينظم عدة مباريات في السنة، وكل لجنة من اللجان الثلاث تقوم على الاقل بتنظيم مسابقتين سنويا. لدينا في لبنان الكثير من اللاعبين المميزين منهم " أحمد اللبان "، وإذا تابع فوزه في تلك المباريات سيلعب على نهائي درع "ديزيرت فورس"، إضافة إلى العديد من اللاعبين الذين يشاركون في بطولات محلية، قارية وعالمية. كما يقيم الإتحاد العديد من الدورات التدريبية لإعداد مدربين على مستوى عال كي يساهموا في تطوير اللاعبين بطرق علمية وصحيحة وعلى أسس يضعها الإتحاد الدولي للعبة.
ويرى مخول أن تغطية الإعلام للعبة خجول حاليا ، والإعلام المحلي "مقصّر" لكن الذي يساعدنا حاليا هو وسائل التواصل الإجتماعي التي نستعملها لتغطية نشاطاتنا وإيصالها إلى أكبر قدر من الجمهور اللبناني. وثمّن دور وزارة الشباب والرياضة في دعم الرياضةمشيرا إلى أنها تدعم على قدر المستطاع كما ان هناك بعض الاشخاص الذين يحبون الرياضةوخصوصا بعض رجال الأعمال فيقدمون الدعم، لكن تبقى الرياضةبحاجة إلى عدد اكبر من الممولين ما يؤثر بشكل إيجابي عليها ويطور من مستوى اللاعبين.
وفيما خص أكاديمية " أم أم إي أكاديمي"، لفت الى أن عمرها 15 عاما وهي أكتسبت شهرة أكبر منذ خمس سنوات تضم حوالي 300 لاعب من أعمار مختلفة من 10 وحتى 50 سنة. وردا على سؤال حول نظرة الأهل إلى هذه الرياضة وخوفهم من تأثيرها سلبيا على أولادهم أجاب: الأهل فهموا الموضوع جيدا فالامر لا يتعلق بالقتال، بل هي رياضة تقوّي الجسد وتعطيه لياقة وتكسبه تقنية معينة. وليس كل من يتمرن أصلا يستطيع القتال فمن أصل 200 لاعب ومتدرب يتم اختيار فقط اثنان للدخول والقتال داخل القفص نظرا لصعوبة هذه الرياضة.
واشار الى ان الاكاديمية منضمة للإتحاد اللبناني للكونغ فو، كيك بوكسينغ وغيرها... وتنظم بطولتين في شهر آذار من كل سنة، واحدة للمحترفين وأخرى للمبتدئين كما أنها تتعاون مع أكاديمية " شوت فايتر " العالمية ونتج عن هذا التعاون مشاركة اللاعب أحمد اللبان في معسكر تدريبي بلندن. وتلقت الاكاديمية دعوة للمشاركة في بطولة دولية في مالطا سيشارك فيها من الأكاديمية اللاعب الناشئ عمر بعيون.
وكشف مخول أن الاكاديمية تتكفل مصاريف السفر والاقامة للاعبيها وذلك لعدم وجود رعاة يدعمون لاعبي الاكاديمية المميزين، مشدداً على أن مستقبل الرياضةفي لبنان يبشر بالخير حيث ستنتشر وتتطور مع الوقت لتصبح صناعة رياضية وليس فقط هواية، لكنه في المقابل دعا لتنظيمها لأنه برز عدد مما اسماهم بـ" الدجالين " الذين يسمون أنفسهم مدربي MMA وهم لا يملكون أي شهادة دولية وهذا يضر اللاعب كما يؤدي إلى تخريج عدد من " الزعران " وليس اللاعبين لأن هذ الرياضةة وإن كانت تعتمد على القوة والقتال لكنها رياضة أخلاق قبل كل شيئ.
جورج عيد
هو بطل لبنان لست مرات في الساندو ووشو، بطل العرب لأربع مرات، وثاني غرب آسيا، ومسيطر على جميع البطولات المحلية في البوكسينغ الصينية منذ 2009 كما خاض 4 مباريات في MMA، فاز في ثلاث وخسر واحدة فقط. هو جورج عيد الملقب بالبلدوزر.
أخبرنا جورج أنه بدأ هذه الرياضةفي عمر الـ15 لكنه توقف لفترة ثم عاد بعد سنتين ليتوقف مجددا قبل أن يبدأ المسيرة من دون توقف في عمر 19 عاما وهو مستمر حتى الآن، ويتوقع أن يستمر في هذه الرياضة حتى عمر الـ 38 لأنه "كل ما تكبر بالعمر، بتزيد الخبرة" وهناك الكثير من اللاعبين الذين استمروا لعمر 45 لكنه يفضل أن ينهي مسيرته وهو بطل وليس بسبب عدم قدرته على الفوز.
يتمرن جورج بشكل يومي ويعتمد تمرينه على الركض لفتح النفس، إضافة للتمرين في النادي والتركيز على تمارين القوة والطاقة. ويرى أن أهم شيئ للمقاتل في هذه الرياضة هو البعد كليا عن شرب الكحول لأنها تضر العضل، وتصبح المرء بحاجة لشرب كميات كبيرة من المياه لإخراج الكحول من جسمه إضافة طبعا إلى الإبتعاد عن التدخين والأركيلة، واللجوء الى النوم الصحيح والبعد عن الإرهاق والسهر.
ويقول انه طوال مسيرته لم يكن هناك من راع له، رغم كل البطولات التي حققها لأن هذه الرياضة ربما ليست معروفة وهو حصل على بعض المساعدات من بعض الشركات التي امنت ملابس رياضية ومستلزمات غذائية لكن العائق الاساسي الذي تمنعه الأمور المادية من تحقيقه هو إقامة معسكرات خارجية تدريبية تؤمّن له الإحتكاك واللعب مع مقاتلين جددا، مؤكدا أن هذه المعسكرات لو تحصل فهي بالطبع ستطور مستواه وسيستطيع تقديم الأفضل.
ووجه رسالة للناس أن الـ MMA ليست لعبة عنف بل هناك الكثير من الدراسات أجريت وأكدت أنها أقل خطورة من رياضات أخرى كالملاكمة حيث هناك الكثير من الضرب على الرأس، وأن من يمارس MMA يكون إنسانا هادئا وبعيدا عن كل الأشياء السلبية والعادات السيئة المضرة بالصحة كما يكون شخصا مهذبا بعيدا عن كل المشاكل لأن الرياضة تترك تأثيرا كبيرا على سلوكيات ممارسها.
الإستحقاق المقبل لعيد سيكون بطولة العالم في إندونيسيا حيث يحتاج للفوز في حوالي 7 نزالات ليتأهل إلى الأدوار النهائية وهو يأمل بتحقيق نتيجة جيدة يرفع فيها اسم لبنان.
بشير نخول
نادي " أتلانتيس جيم " يضم العديد من المدربين الحاصلين على شهادات تدريبية في مجال هذه الرياضة، وهو بدأ منذ 6 سنوات ولديه فرعين في صبرا والكسليك. يوضح صاحبة بشير نخول ان هناك 35 لاعبا معظمهم لاعبون سابقون في الألعاب القتالية الأخرى : الكيك بوكسينغ، كاراتيه والعاب أخرى لأنه مهم جدا للاعب أن يكون لديه خلفية قتالية ما يساعده على الوصول بشكل اسرع الى مستوى عالي في هذه الرياضة. ويرى أن مشكلة الرياضة الاساسية حاليا هي عدم وجود خلفية قتالية للعديد من اللاعبين فنادراً ما ينجح اللاعبون الذين يريدون لعب هذه الرياضة إذا لم يكونوا مارسوا سابقا رياضة قتالية أخرى هادئة، لأن العمل يكون مضاعفا كي تصل إلى مرحلة مقاتل في " أم أم إي "، اذ خلال سنة ونصف تستطيع تحضير مقاتل لديه خلفية سابقة أما اللاعب الآخر فتحتاج إلى ثلاث أو أربع سنوات لتحضيره بشكل كامل.
وينتقد بعض من يدعون أنهم مدربو أم أم إي والحقيقة أن لا علاقة لهم بذلك بل يعلمون بعض التمرينات ولديهم حزام معين في رياضة قتالية معينة ويدربون بطريقة خاطئة ما يسبب الكثير من الإصابات، داعيا الإتحاد إلى وضع حد لهكذا أمور لأنها تضر كثيرا بالرياضة وبسمعتها حيث أن الكل يقول أن هذه الرياضة تسبب خطورة على الجسد وبهكذا نوعية من المدربين نحن وبغير قصد، نؤكد ما يقوله الناس عنا.
وبحسب نخول يحتاج لاعب الـ " أم أم إي " إلى تمرين لخمسة أيام في الأسبوع والتمرين يكون معنويا، بدنيا وغذائيا. ودعا إلى اختيار الأشخاص بعناية لأن البعض أخذ الأمر إلى غير منحاه الطبيعي فأصبح يستعمله خارج الإطار، في الشارع ومع الناس العاديين ونسي أنه لا يستطيع اللعب إلا مع اللاعبين زملاءه وليس عامة الناس وضمن استعراض للقوة في الشارع أو في خلاف ما.
ورأى نخول أن المشكلة في لبنان هي مادية بامتياز حيث يعاني معظم اللاعبون من عدم وجود راع مالي وبغياب هذا الراعي لن يتمكن احد من المنافسة على مستوى عالمي، لأن الامكانات المادية لمنافسينا في الخارج تفوق امكاناتنا بأشواط فمهما بلغ حجم الموهبة، تبقى الإمكانات المادية العائق الأساسي.
ويلفت إلى أن هناك بعض العناصر النسائية التي تجذبها هذه الرياضة، لكنها تستعملها أكثر في معرض الدفاع عن النفس مع أن العادات والتقاليد في لبنان لا تحبذ دخول السيدات في هذا المجال، وطبعا تمارين السيدات في هذه الرياضة مختلفة كليا عن تمارين الرجال نظرا لأن قدرتها الجسدية وطبيعة جسمها مختلفة عن جسم الرجل.
شخص آخر مارس هذه الرياضة واحب الحديث عنها وعن تجربته. ناصيف عازار بدأ اولاً في الحديث عن اوائل خطواته في هذه الرياضة فقال: الكونغ فو ساندا سهلت لي الطريق وفتحته أمامي لدخول الـ " ام أم إي " وبدأت مع المدرب إيلي بيطار مع فريق بلاك كوبرا حيث حققنا خمس مرات بطولة لبنان في الساندا وإيليت مواي تاي، بالإضافة إلى مراكز متقدمة في البطولات العربية والشرق أوسطية. كما لعبت ثلاث مباريات احترافية في الـ " أم أم إي " ، وسأشارك الشهر المقبل في بطولة العالم في الساندا فوشو.
يرى عازار أن هذه الرياضة واسعة وفيها مجالات كثيرة وهي بحاجة إلى تمرين يومي، وهذا ما يقوم به، تمرين صباحي وآخر مسائي ومدربي يرافقني دائما في كل التمرينات. وعما أحبه في هذه الرياضة وجذبه إليها، يجيب:" أحببتها لأنها لعبة جميلة حيث يمكنني أن ألعب مع كل الناس لكن العكس ليس صحيحاً، وهي بحاجة إلى ذكاء وقدرة تحمل عالية. كما أن فيها تحد لذاتك ولقدراتك عدا عن أنها تقوي شخصيتك وتجعلها أقوى لذلك أنصح الجميع بممارسة هذه الرياضة وسيرون تغييرها الإيجابي عليهم. "
ويؤكد وجود مشاكل مع اللاعب وهي نوعين: نفسية ومادية لكن الأهم هي المادية التي تحول دون رفع مستوى الطموحات لكننا كفريق نسعى دائما إلى تأمين رعاة لنا، لأنه يوجد لدينا استحقاقات كبيرة كبطولة العالم في الكونغ فوـ بطولة لبنان في " أم أم إي "، ومباراة مهمة في بطولة الديزيرت فورس وكل هذا يحتاج إلى ميزانية كبيرة.
ورأى أن أهم أمر في هذه الرياضة هو كيفية اختيار المدرب، فهو من يرافقك في كافة مراحلك ويكون الداعم الأول لك، كما أكد أن الصورة المشوهة عن الرياضة يتحمل مسؤوليتها الأول المدربون لأن تصرفات بعض اللاعبين لا تنم أبدا عن روح الرياضة وما تمثله اللعبة، فتحولت لدى البعض الى مبدأ " اضربني تأضربك " فعلى المدرب أن يعلم تلاميذه كيف يضبطوا النفس والمحبة قبل تعليمهم الضرب واسلوب اللعبة.
إذا الرياضة في لبنان تنمو وأصبحت في طريقها لكي تنتشر في لبنان وهنا المسؤولية مضاعفة على القيمين عليها لتنظيمها وإظهار الصورة الجميلة للعبة التي عاجلا أم آجلا ستجذب جمهورا ومستثمرين لدعم الرياضة، كما على الدولة أن تهتم بها كي تنمو وتزدهر خصوصا أنه لا ينقص لبنان المواهب للتألق في المحافل الدولية بل كل ما ينقصهم هو الدعم المادي والمعنوي وتأمين كافة مستلزماتهم كي يعطوا أكثر ويطوروا من أنفسهم وينافسوا على المستوى الخارجي.