تعتبر لعبة كرة الطائرة من الرياضات الجماعية القديمة في لبنان وهي كانت في فترة الستينات والسبعينات اللعبة الشعبية الأولى في لبنان قبل أن تتراجع أمام لعبتي كرة القدم وكرة السلة. لكنها بقيت محافظة على جمهورها الذي يتابع دوما النشاطات الإتحادية والبطولات الرسمية. كما ان لعبة كرة الطائرة هي من الرياضات الأكثر هدوءا وابتعادا عن المشاكل في لبنان.
وكما في كل سنة، انطلقت بطولة لبنان للدرجة الأولى أو بطولة أكس أكس أل لموسم 2015-2016 بمشاركة 12 نادياً هي: الزهراء الرياضي الميناء، الأنوار الرياضي جديدة المتن، الشبيبة الرياضي البوشرية، الشبيبة الرياضي تنورين، الثقافي الرياضي حبوب، حالات الرياضي، الشبيبة العاملة بلاط، الطلائع الرياضي دلهون، سبيدبول شكا، الرسالة الرياضي الصرفند، القلب الأقدس بيروت وخريجي مدرسة القلمون الرسمية الرياضي.
يتوقع ان تشهد هذه البطولة منافسة شرسة بين الفرق إن كان من جهة الصراع على اللقب أو الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية حيث أعدت كل الاندية العدة وضمت إلى صفوفها ثلاثة لاعبين أجانب كما ينص قانون البطولة بغية تحقيق أهدافها المنشودة.
اميل جبور
وقبل الإطلالة على تحضيرات بعض الفرق للبطولة كان لا بد لنا من معرفة رأي الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة بالبطولة الحالية مع إطلالة على واقع كرة الطائرة اللبنانية الحالي. لقاؤنا كان مع مدير كرة الطائرة في الإتحاد اللبناني الخبير إميل جبور، الذي بدأ حديثه بالتأكيد أن المنافسة هذه السنة ستكون قوية، حيث يوجد تقارب في المستوى مع تجهيز الفرق لنفسها بشكل جيد واستقدامها للاعبين أجانب على مستوى عال، فالأندية سجلت أجنبيا من الطراز العالي بواقع ثلاثة لاعبين أجانب لكل ناد. مستوى اللاعبين الأجانب القادمين إلى لبنان في تحسن مستمر وهذا ما يدل على المستوى الذي وصلته كرة الطائرة، ومعظم هذه الاجانب تلعب في منتخبات بلادها.
واوضح أن ميزانيات الفرق مقبولة نوعا ما قياسا للوضع الإقتصادي السائد في البلد وحال الرياضة بشكل عام، إذ يمكن تقسيم الفرق بحسب ميزانياتها إلى قسمين: قسم بميزانيات عالية والهدف هو الفوز باللقب، وقسم بميزانيات متوسطة بغية عدم الهبوط إلى الدرجة الثانية والمباريات التي تكون بين الرباعي الأخير في الترتيب حول الهروب من الهبوط تضاهي بجمالها الفني لمباريات المنافسة على اللقب.
ورأى أن الامر اللافت هذه السنة هو وجود عدد من المدربين الأجانب ايضا في عدد من الأندية كالأنوار، حالات، البوشرية، حبوب... وقال ان كرة الطائرة فعليا ومن دون أي مزايدات، هي اللعبة الأكثر شعبية في لبنان وهناك أكثر من أربعمائة وعشرون ناديا مسجلين في الإتحاد ما يعني أن هناك أكثر من ثلاثمائة وخمسين مدينة وقرية تمارس فيها لعبة كرة الطائرة، على انتشار متوازي في كل المناطق اللبنانية لكن الذي يغطي على هذه الحقيقة هو الضوء الإعلامي المسلط على ألعاب جماعية اخرى ككرة القدم وكرة السلة. واعرب عن رضاه على التواجد الجماهيري، حيث هناك بعض الملاعب ترى المدرجات فيها ممتلئة، المشكلة أنه يوجد عدد من المباريات في نفس اليوم وخصوصا السبت والأحد ما يجعل الجمهور مقسما على جميع المباريات علما أن دخول الجماهير في جميع مباريات البطولة هو بشكل مجاني.
ولفت إلى أن المشكلة الأساسية في موضوع الجمهور هي وجود عدد كبير في مناطق بعيدة عن بيروت مثل عكار وحبوب وحالات، لذلك الإنتقال إلى بيروت صعب خصوصا في ظل وضع البلد المعيشي. كما أثنى على التشجيع الحضاري لجميع فرق الكرة الطائرة، ولفت الى ان الأمور مضبوطة خصوصا مع وجود رؤساء أندية متفهمين ونحن دائما نقوم باجتماعات دورية مع الأأندية والمدربين واللاعبين كما أصدرنا كتيبا خاصا حول واجبات وحقوق كل طرف في اللعبة لذلك نحن بعيدون كل البعد عن أي مشاكل في اللعبة ما يعطينا استقرارا ضمن اللعبة.
ولدى السؤال عن الأسباب التي تقف وراء عدم تحقيق لبنان نتائج إيجابية خارجيا رغم كل الظروف الإيجابية المحيطة باللعبة داخليا، أجاب: للأسف نحن في منطقة عالية المستوى وهناك دول تفوقنا جدا على كل الصعد الفنية والمادية، ومع انضمام قارة أوقيانيا زادت الأمور صعوبة لذلك نحن لا نستطيع تجاوز المركز الثامن برغم كل ما نقوم به فدول إيران، أستراليا، اليابان، كوريا تفوقنا حتى في نوعية اللاعبين من ناحية الطول والجسم. وكشف أن هناك العديد من اللاعبين في الخارج من أصول لبنانية على مستوى عال لكن تكلفة استقدامهم للعب في المنتخب الوطني مرتفعة للغاية. جبور كشف أن ما فعله لبنان في بطولة آسيا الماضية من الوصول للدور ربع النهائي كان إنجازا كبيرا تحقق بجهود ذاتية خصوصا من رئيس الإتحاد جان همام. وفي الختام وجه تحية للمحاسب والعضو في الإتحاد اللبناني ميشال أبي رميا مدير شركة أكس أكس أل الراعية للبطولة على الجهود التي يقوم بها من أجل تأمين رعاية مستمرة للعبة.
زياد يزبك
ولمعرفة تحضيرات الأندية لهذا الموسم كان لا بد من الحديث مع مسؤولي بعض الأندية لمعرفة مدى الجهوزية للموسم الحالي. البداية كانت مع زياد يزبك مدير نادي الأنوار، الذي أخبرنا أن النادي بدأ تمارينه بأوائل شهر تشرين الثاني مع وصول المدرب الصربي بمعدل أربع أو خمس تمرينات أسبوعيا إضافة الى ثلاث تمرينات لياقة بدنية في الصالة الرياضية. كما شارك الفريق في بطولة سامي أبو جودة الودية التي افاده كثيرا حيث عرف أين هي مشاكلنا ومن هي أكثر الفرق جهوزية.
وقال ان النادي يعتمد على الثلاثي الأجنبي " داركو، فيلبوس وغريغوري"، كاشفاً انه فيما خص الميزانية، فإن وضع البلد بشكل عام غير سليم، لذلك لا يوجد أي ممول أو راعي للفريق، لكننا كبقية الأندية نؤمن الميزانية من مصادر خاصة، كبلدية الجديدة، ورئيس النادي بول كنعان إضافة إلى والده يوسف كنعان.
وابدى رضاه عن اللاعبين اللبنانيين في صفوف الفريق خصوصا وأن المجموعة تلعب مع النادي منذ اكثر من عشر سنوات وهم دائما أبقونا في الصفوف الامامية في المنافسة طوال هذه الفترة حيث كنا دائما ننافس دائما على لقب البطولة.
وردا على سؤال حول وضع اللاعبين الناشئين في النادي، رأى يزبك أن الأندية بشكل عام تعاني في هذه النقطة حيث يميل اللاعب الصغير للعبة كرة السلة أو كرة القدم لكننا في صدد تأسيس أكاديمية لتشجيع اللاعبين الصغار على ممارسة كرة الطائرة.
وأكد رضاه التام عن عمل الإتحاد خصوصا رئيسه جان همام الذي يعمل دائما على مساعدة الأندية لتقديم أفضل ما لديها، وامل ان تعود لعبة كرة الطائرة كما كانت اللعبة الأولى مشدداً على ان هناك جمهور كبير للعبة ما يشجعنا دائما على تقديم أحسن المستويات. وختم حديثه بالتأكيد أن هدف الأنوار هذه السنة وكما كل سنة هو لقب البطولة.
سيمون تاجر
هو حامل لقب الموسم الماضي، نادي الزهراء الرياضي الميناء، الذي التقينا عضو لجنته الإدارية سيمون تاجر وقال ان النادي بدأ تحضيراته في 15 تشرين الأول بتمارين مختلفة انتقلت من اللياقة الى الفنية لتحقيق الإنسجام المطلوب في التشكيلة، بمعدل ستة تمارين اسبوعيا كي يصبح اللاعب جاهزا ويبتعد عن الإصابات خلال الموسم، مشيدا بالعمل الكبير الذي يقوم به مدرب الفريق سيمون عطالله صاحب الخبرة الكبيرة.
واعتبر أن النادي يضم أفضل اللاعبين اللبنانيين في صفوفه أمثال أرتور زايد، كلايستيان عساف، جميل عبيد، هاني حليحل، هذه المجموعة كانت السبب الرئيسي في كل ما حققناه في المواسم الماضية إضافة إلى وجود عدد من اللاعبين الشباب الموهوبين الذين يلعبون معنا ويعطيهم المدرب فرصا في الفريق الأول.أما فيما خص اللاعبين الأجانب، فالنادي اعتمد على لاعب منتخب فنزويلا وصاحب الصيت العالمي كيرفن، كما على أحد موزعي منتخب صربيا ميتيتش والذي خاض بطولة أمم أوروبا الصيف الفائت، وعلى اللاعب الصربي الآخر دوكيتش وهو لاعب خبرة سبق ولعب في لبنان ويتميز انه يلعب بعقله قبل يديه مستبعدا أن يلجأ النادي إلى تغيير الأجانب قبل الفاينال فور كما حصل السنة الماضية فالاجانب هذه المرة أفضل.
واشار إلى أن وضع النادي ماديا ممتاز ولا يوجد اي صعوبات فكل الرواتب تصرف في موعدها وكل المستلزمات التدريبية مؤمنة من قبل راعي الفريق الأول الرئيس نجيب ميقاتي إضافة إلى بعض الأشخاص من قبل محبي النادي. كما أثنى على الدور الإيجابي جدا جدا للإتحاد اللبناني لكرة الطائرة مع رئيسه جان همام المتعاون جدا والذي يلبي كل ما تطلبه الأندية دون تردد وما قام به من أجل مشاركتنا المقبلة في البطولة العربية لهو أكبر دليل. وشكر تاجر جماهير نادي الزهراء على وقوفها الدائم خلف الفريق وما نهائي الموسم الماضي الا أكبر دليل على ذلك، مشيدا باداء جماهير كل الفرق المنضبطة والتي تعطي رونقا خاصا للعبة. تاجر ختم حديثه بالتأكيد على أن هدف نادي الزهراء الميناء هو تحقيق اللقب وأي شيئ ما عدا ذلك هو بمثابة فشل للفريق.
انطوان شهوان
هو أحد الداعمين الاساسيين لنادي الشبيبة البوشرية، أحد الرعاة الحاليين ورئيسه السابق، أنطوان شهوان رئيس مجمع ميشال المر الرياضي. السؤال الاول له كان عن مدى رضاه على تحضيرات الفريق قبل انطلاقة الموسم فاجاب: تحضيراتنا كانت جيدة وهي بدأت منذ فترة، وبعد المشاركة في بطولة سامي أبو جودة رأينا نقاط ضعف الفريق كما لم نقتنع بمستوى بعض اللاعبين الأجانب فغيرنا اثنين منهم كما اعتمدنا هذه السنة على مدرب أجنبي لديه خبرة كبيرة واطلاع واسع من باب رغبتنا بتطوير الشق الفني في الفريق.
ورأى أنه رغم اعتماد ثلاث أجانب، الا أن اللاعب اللبناني هو "بيضة القبان" في تحديد الفائز باللقب إذ يكمل اداء الفريق ويعكس الصورة الجيدة له ومن هنا لاعبونا المحليين هم من خيرة اللاعبين ولدينا كامل الثقة بهم. وفي موضوع اللاعبين المحليين، اعتبر أن المشكلة هي في غياب اللاعبين الناشئين وهذا يعود إلى عدم الإهتمام باللعبة منذ الصغر، فاللعبة أساسها في المدارس لكن للأسف نرى اليوم الإهتمام أكثر بكرة القدم وكرة السلة، وهذا ما يضعنا امام مشكلة، وفي حال استمرينا بهذه السياسة فليس مستبعداً الاعتماد في المستقبل على ستة لاعبين أجانب لغياب اللاعبين المحليين المميزين.
واكد ان الإتحاد اللبناني يقوم بعمل مميز وهو لا يألو جهدا أو وسيلة كي يطور اللعبة وينشطها لكن الأمنيات شيئ والإمكانيات على الارض شيئ آخر، لذلك لا يمكننا تحميل اتحاد اللعبة أكثر من طاقته.
وشدد على ان هدف البوشرية وبكل تأكيد هذه السنة إحراز اللقب متوقعا أن تكون المنافسة شديدة مع أندية الزهراء، الأنوار وتنورين دون استبعاد الفرق الأخرى خصوصا أن بعض الفرق لم تكشف عن كل أوراقها بعد.
فراس قصار
هو أحد المدربين الاجانب في البطولة هذا الموسم، المدرب السوري لنادي حالات فراس قصار الذي اكد أن فريق حالات يعتبر من الفرق التي حضرت بشكل جيد، لكن المشكلة الأساسية التي واجهته وتواجه الفرق بشكل عام هو الوصول المتأخر للأجانب حيث يأتون قبل شهر تقريبا من انطلاق البطولة لأسباب مالية طبعا بسبب الأجور العالية، لذلك هذا يجعله غير راض نسبيا عن التمارين.
واشاد باللاعبين اللبنانيين الموجودين في الفريق كنادر فارس، شربل خوري، فراس الحلو، مروان حبيب وجوزيف النار وغيرهم لذلك فهو سعيد بالمجموعة الحالية المحلية في الفريق بشكل كامل. اما فيما خص اللاعبين الأجانب، فالاعتماد على بيدرو من الدومينيكان، فيكا من سلوفينيا وهوميرتو من البرازيل، وممكن جدا إذا دخلنا مرحلة الفاينال فور أن نستبدلهم في حال لم يقدموا المستوى المطلوب، وهذه الفكرة مهمة للتوفير في الميزانية في ظل الوضع المادي للأندية، لكن وبكل صدق فالرضى عن الاجانب وفي حال أكملوا على نفس المستوى فهم بلا شك سيستمرون معنا.
واعرب عن ثقته بأنه يعمل على خلق الكيميائية المطلوبة داخل الفريق من ناحية اللعب مع الموزع وأيضا من ناحية اللياقة البدنية، كما بمراقبة جميع الخصوم ومعرفة نقاط ضعفها والعمل على هذا الأساس لأن فترة تحضير شهر قليلة وبالتالي فترة التحضير تستمر خلال البطولة أيضا.
الهدف لنادي حالات هذا الموسم هو بالطبع دخول المربع الذهبي لكنه بعدما رأى مستوى الفرق المرشحة في بطولة سامي أبو جودة التحضيرية زاد طموحه وكبر، والتركيز هو الفوز بكل مباراة لتجميع أكبر عدد من النقاط. وفي حال بلغنا المربع الذهبي، لكل حادث حديث فمن يحسم اللقب وبكل صراحة هو مستوى اللاعبين الأجانب.
ولم ينس قصار ان يشكر جمهور حالات الكثيف الذي يواكب الفريق دائما في كل مبارياته ووعد بأن يقدم الفريق كل ما يستطيع من أجل إسعادهم.
مما لا شك فيه أن موسم كرة الطائرة الحالي سيكون من أقوى المواسم التي ستشهدها اللعبة وسيكون الجميع بانتظار مباريات على مستوى عال تعكس التقدم الذي حققته اللعبة وهذا إن حصل سيشكل بكل تأكيد دفعة قوية للعبة التي يحاول إتحادها وأنديته إعادتها إلى ما كانت عليه في الماضي، لعبة جماهيرية بامتياز مع مستوى فني عال يعكس قوة لبنان في الكرة الطائرة.