كونوا متل هادي نسخة عباس عطوي
مقولة تتردد على مسامعنا: "عشق من الطفولة " .. اي عشق ابدي للمستطيل الاخضر والمستديرة ..
تبدأ كمشجع ربّي في منزل على ايام الاجيال الذهبية لتلعب في وسط الاحياء في عطلة نهاية الاسبوع، لست آبهاً بالأحوال الجوية، لأن المهم في قاموسك هو الهدف في المرمى .
وفي المدرسة تتنافس مع رفاقك لتحصد علامات جيدة تمكنك من الالتحاق بأكاديمية خاصة لتعليم مهارات كرة القدم .
وفي الملعب تجلس على كرسي صغير والكرة تحت قدمك منتظراً خروج كرة لتدحرج اخرى، وان كنت تعشق فريقا ما.
بريق عينيك يبان عند تسجيل هدف فكيف اذا كان اسطورتك هو من ترجمه ؟ وعند نهاية المباراة تسرع لالتقاط صورة معه تبقى للذكرى!.
كل من يتواجد في الملعب يرى اطفالاً يحملون علم الفيفا عند بداية كل مباراة رسمية وبعدها يجلس كل منهم على كرسيه الصغير في زاوية الملعب وما بين الشوطين يلعبون بالكرة كمحترفين صغار .
هؤلاء اللاعبون الصغار يحلمون بأن يصبحوا كأساطير محليين او عالميين،بدأوا مشوارهم الكروي مثل هؤلاء الصغار.
اردا توران التركي لعب لصفوف اتلتيكو مدريد في السابق وبرشلونة، منذ صغره وهو يتابع تمارين فريقه الكتالوني وينتظر كرات برشلونة لتخرج خارج حدود الملعب و كان يحلم بأن يكون لاعبا لصفوف هذا النادي وتحقق حلمه.
ولاعب المنتخب الالماني توماس مولر كان يجمع الكرات في زمن مارادونا واضحى مولر لاعباً كبيراً فاز في مباراة على مارادونا نفسه.
وكذلك في لبنان كابتن الأهلي صيدا مصطفى جمال وحارس الراسينغ محمد سنتيتا ومعشوق الجماهير لاعب الانصار عباس عطوي اونيكا ولاعب الصفاء عمر الكردي وغيرهم الكثير.
لذلك تطرقت النشرة السبورت الالكترونية لاجراء حديث خاص مع بعض اللاعبين الصغار الذين يتواجدون في الملاعب لجمع الكرات فلاحظنا العفوية والشغف في حديث نابع من القلب..
بدأنا بالحديث مع هادي سعد عاشق لنادي النجمة يحلم بأن يكون كمثله الأعلى عباس عطوي، وهو متيم بالساحر الارجنتيني ميسي أسطورة برشلونة، وقال هادي: "اكتر شي بحبو بالدني الفوتبول يا ريت لو الدني كلها تكون عندها روح رياضية متلنا نحنا مش لانو الرياضة بتجمعني انا ورفقاتي بالملعب، نحنا شخص واحد،وعنجد مش قصة عمولة ولا كأس وبطولة نحنا عشقنا النجمة عشق من الطفولة.
انا بحلم كون لاعب بنادي العشق نادي النبيذي وصير محبوب ولاعب اسطوري مثل عباس عطوي،عباس اللي انا بتعلم منو ، بحضرو بنبسط وببكي معو ، انا بشكر اهلي انو سمحولي شارك واتمرن لحقق حلمي،كيف اذا كان حلمي قدامي عم يتحقق ولما اصرخ غووووووول وابكي بالملعب هالشعور كتير حلو،وان شاء الله اقدر مثل منتخب بلدي لبنان، يا ريت الجمهور يبطل شغب لنحافظ على صورة الملعب الحلو ونقول كلنا الرياضة بتجمعنا".
كما قال احمد شبيب عاشق بايرن ميونيخ الالماني والنجمة واللاعب المحترف حسن معتوق: "انا بحب الفوتبول لانو حياة.
مش عيب انو انا لم الطابة واركض وراء لاعب بحلم بيوم من الايام انو كون متلو، احترف وصير مشهور كل العالم تحكي باسمي،كيف اذا رفعت اسم بلدي بالعالي ،والحمدالله قدرت انو اتصور مع اللاعب البرازيلي رونالدينيو بزيارة تاريخية للبنان
اكيد بشكر اهلي والاتحاد اللبناني على الفرصة الحلوة اللي قدرت من وراها بلش اول خطوة بحياتي الرياضية واكيد انا كل يوم عن يوم عم بتعلم اكتر، وانشالله بيبقى الفوتبول حلو بصورة الجماهير واللعب الحلو".
وتابع عبدالكريم احمد شبيب المسؤول عن هؤلاء اللاعبين في الملاعب: "انا مسؤول عن كل ما يتعلق بهم، عن ردائهم ومكانهم في الملعب،بالطبع هم يتعاملون بطريقة جيدة مع الجميع ويعرفون اصول كرة القدم في الملاعب فهم ايضاً متدربون على كيفية الدخول الى ارض الملعب واشدد على انهم لقنوا استراتيجية عدم تأخير المباراة في حال خسارة او ربح الفرق، يمتلكون سرعة بديهة رائعة ففي النهاية هم لاعبين في صفوف اكاديميات ويحلمون للوصول الى الاعلى، وبالفعل انها خطوتهم الاولى في عالم كرة القدم اللبناني ومن يدري بان تكون خطوة الاحتراف .."
ولاسترجاع بعض من الذكريات اجرينا حديثاً خاصاً مع عدد من اللاعبين من الجيل الماضي وما زالوا يقدمون الكثير لهذه اللحظة .
اكد مصطفى جمال كابتن الاهلي صيدا ان اللاعب اللبناني يجب ان يكون مهاري يتمتع بسرعة بديهة .
كما لا يقتصر دوره فقط على مركز او عمل معين لا بل على العكس يجب ان يكون لديه حس المسؤولية تجاه اي نشاط " كنت جامع للكرات في اكثر المباريات . اجمل صدفة كانت في مباراة التضامن صور والاهلي صيدا بوجود نجوم التضامن على راسهم الهداف هيثم زين والسفاح ابراهيم مناصري وبعد 10 سنوات سنة 2007 وقع مناصري للاهلي صيدا وحملت انا حينها شارة الكابتن . شعور غريب بصراحة كنت اجمع الكرات للاعبين اضحوا الان من الجيل الذهبي ولعبت معهم وضدهم في المباريات . وهذا ما اقصده . في كرة القدم كنا نحب هذا الفريق نواكبه دائماً ونجمع للاعبيه الكرات اما الآن العملية اصبحت منظمة من قبل الاتحاد وهذا شيء جيد بالفعل .هؤلاء الصغار ممكن ان يتحولوا لنجوم ستقدم الكثير للكرة اللبنانية".
واضاف محبوب الجماهير لاعب الانصار عباس عطوي اونيكا: "في البداية كنت اجمع الكرات لنادي البرج وكان حلمي وطموحي فقط ان يلمع اسمي عالياً في الكرة اللبنانية وان تهتف الجماهير بإسمي . كنت اشاهد المباريات مثل الديربي النجمة والانصار وتمنيت لو اكون مثل موسى حجيج، جمال طه، فؤاد حجازي، مالك حسون ودايفيد ناكيد . بالفعل تحقق حلمي ولعبت لصفوف الاندية . انا انصح كل لاعب يجمع الكرات ان يطمح ويقدم كل ما لديه للكرة اللبنانية ويمارس اللعبة بجدية ليرفع اسم لبنان عالياً ويعمل على تنمية موهبته وقدراته الرياضية والكروية".
وتابع حارس الراسينغ محمد سنتينا: "جمعت الكرات منذ عشرين سنة وكنت اعشق حراسة المرمى لطالما حلمت بأن اصبح مثل الجيل الذهبي".
كنت اراقب الحراس من بعيد واسأل نفسي . هل يا ترى سأكون حارساً مهارياً مثلهم؟ هل سأكون يوماً ما اسماً لامعاً في المستطيل الأخضر؟ طموحي كان بسيطاً وكنت اسعى لأتمرن يومياً لاثبت نفسي امام تلك الشباك . هذه الموهبة هي ظاهرة ولا تطلب الكثير فأنا اوجه كلمة خاصة للاعبين الصغار . اتمنى بأن تبتعدوا عن كل ما يضر صحتكم وان تثبتوا انفسكم ونكون فعلاً نحن كما تقولون المثل الأعلى لكم ، فكرة القدم ليست بصورة، هي لغة واخلاق وحياة وروح لمستقبلكم ".