على الرغم من كل ما أحدثه انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان قبل عامين، والارتدادات العنيفة التي خلفها "زلزال" رحيل اللاعب البرازيلي عن الفريق الكاتالوني، إلا ان القصة فتحت من جديد بعدما تبيّن أن فصولها لم تنته على ما يبدو.
ومما لا شك فيه ان الإشارات التي يرسلها النجم البرازيلي والتي تفيد برغبته العودة إلى ما أسماه "بيته" مبدياً ندماً بالانتقال الى الفريق الفرنسي بعد فقدانه لذة المنافسة، لم تكن مجرد إشارات لأن دويها بدأ يتردد صداه بشكل مسموع في برشلونة وهو الذي عانى من هذا الرحيل وما يزال، ليس على أرض الملعب فحسب إنما خارجه وتحديداً في المحاكم.
من الواضح ان الفريق الكاتالوني الذي شعر بـ"الخيانة" بعد رحيل نيمار هو بأمس الحاجة لعودة اللاعب خاصة في ظل الترنح الواضح في النتائج التي يحققها البارشا في الآونة الأخيرة حيث اكتفى بثلاث نقاط فقط في المباريات الأربع الأخيرة، لكن الأمر دونه الكثير من الصعوبات لعل أولها وأهمها مسألة "الكرامة" بعدما أمعن البرازيل في إهانة النادي العريق عن قصد ودون قصد.
أضف الى ذلك ان برشلونة قام بإنفاق الكثير منذ رحيل اللاعب بغض النظر ان كانت البدائل صائبة أم لا، وهو غير مستعد لدفع 222 مليون يورو من أجل استعادة من أطلق النار عليه في غفلة من الزمن رغم الحاجة الفنية الملحة لعودته.
وبعيداً عن كل تلك التحليلات فإن عودة نيمار ستفيد البارشا دون ادنى شك خاصة اذا ما استمر المدرب ارنستو فالفيردي في منصبه، لأن عودته ستُنقذه كثيراً من التخبّط خاصة مع وجود امكانية للاستغناء عن لاعبين وفي مقدمتهم راكيتيتش الذي يريده باريس سان جيرمان منذ الصيف الماضي وكذلك عثمان ديمبيلي المعتاد على اللعب مع نجم الفريق الباريسي كيليان مبابي.
قد يبدو الوضع شائكا نوعاً ما خاصة بالنسبة لرئيس برشلونة بارتوميو والذي نال نصيبه من الانتقادات بعد رحيل نيمار، لذلك ما يزال يتمسك بإقفال كل الأبواب أمام هذا الأمر، لا بل انه أعلن صراحة الا عودة محتملة للبرازيلي على طريقة "البضاعة التي تباع لا ترد ولا تستبدل".
لكن رغم هذا التشدد بعدم الرغبة في اعادة اللاعب من جديد للفريق، الا ان بارتوميو قد يجد نفسه مضطراً للتخفيف من كل "الاقفال" التي وضعها اذا ما وجد محاولات جدية من الغريم التقليدي ريال مدريد للتعاقد مع اللاعب وهو أمر سيجعله يختار أخف الأضرار عبر نسيان كل ما حدث من نيمار مقابل الا يرتدي القميص الأبيض.
وحتى يحين هذا الأمر باتت هناك واقعة شبه ثابتة وهي عدم استمرار نيمار مع باريس سان جيرمان أكثر من نهاية الموسم الحالي. فهل يُمحى فعل الخيانة بسهولة؟.