يستطيع الفرنسي تيري هنري الحديث مطولاً عن الإنجازات التي حققها في عالم المستديرة سواء مع الأندية التي لعب لها او مع المنتخب الفرنسي والتي توجت بالفوز بكاس العالم وكأس أوروبا وكأس القارات اضافة للعديد من الألقاب مع الفرق، لكن مقاربته لتلك الإنجازات في مسيرته كمدرب تحتاج للكثير والكثير من التعمق وان كان توليه مهمة مدرب بلجيكا لعامين قادته لبرونزية مونديال 2018 في روسيا.
لكن عمله كمساعد للمدرب روبرتو مارتينيز لا يمكن ان يكون قد وفر له كل المقومات لكي يصبح الرجل الأول في موناكو بعدما أفضت المهمة الأولى لخسارة أمام ستراسبورغ بهدفين لواحد ليزداد الوضع سوءاً بحلول فريق الإماراة في المركز قبل الأخير في الدوري الفرنسي لكرة القدم وهي اسوأ بداية للفريق الفرنسي في تاريخه.
اختار هنري تدريب موناكو رغم العروض التي تلقاها من اندية مختلفة على الرغم من انه كان يعلم ما آلت اليه الأمور في النادي والنتائج السيئة سواء في فرنسا أو في دوري أبطال أوروبا حيث تلقى خسارتين متتاليتين أمام اتلتيكو مدريد وبورسيا دورتموند هو سيخوض مهمته الثانية بلقاء كلوب بروج يوم الاربعاء المقبل.
صحيح ان تيري هنري تلقى الكثير من الدعم قبيل تولي المهمة لاسيما من بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي وزميله السابق في برشلونة، لكن الإلهام الذي يقدمه الاسباني للفرنسي بحاجة للكثير من أجل ترجمته على أرض الواقع في الوقت الذي يفتقد فيه نجم منتخب فرنسا السابق للكثير من الأسلحة على أرض الملعب تساعده في مهمته المعقدة مع موناكو.
من الواضح ان هنري دخل موناكو في مهمة "انتحارية" خاصة وان الأوضاع في غرفة الملابس لا تبشر بالخير بسبب كثرة الهزائم المتتالية التي نالت من معنويات لاعبي موناكو، أضف الى ذلك ان التفريط بعدد كبير من نجوم الفريق في آخر عامين، أضعف من المستوى الفني لفريق لطالما شكل منافساً لباريس سان جيرمان على لقب الدوري، فلم يستطع القادمون تعويض غياب كل من كليان مبابي، فابينيو، ليمار، باكايوكو وبرناردو سيلفا.
وبالنظر الى اللاعبين الحاليين في الفريق، فإن هنري دخل موناكو مصطدماً بتراجع مستوى العديد منهم لاسيما الكولومبي الذي اكتفى بتسجيل أربعة أهداف فقط في 10 مباريات، وإصابة آخرين خاصة الحارس دانييل سوباسيتش الذي تألق مع منتخب كرواتيا في نهائيات كأس العالم الماضية، مما يعني ان المدرب الشاب قد يكون دخل في مغامرة غير محسوبة على الإطلاق.
ومع ذلك فإن تيري هنري سيلعب على عامل الوقت والصبر من جانب جماهير موناكو التي اظهرت الكثير من الامتعاض قي الآونة الأخيرة عبر بقاء مدرجات ملعب لويس الثاني غير ممتلئة، لذلك يبقى الانتظار لمعرفة ما يمكن ان يفعله ابتداء من مباراة كلوب بروج يوم الاربعاء وقدرته على كسب ثقة مسؤولي النادي الفرنسي ومن خلفهم جماهير الابيض والأحمر.