ربما لم يكن الإبقاء على سانتياغو سولاري مدرباً أصيلاً لريال مدريد لثلاث سنوات مقبلة بالأمر المفاجئ خاصة لكل من باتوا يعرفون طريقة تفكير رئيس النادي فلورنتينو بيريز منذ أن قرر خوض مغامرة التعاقد مع الفرنسي زين الدين زيدان والتي اثمرت عن سلسلة من الإنجازات المحلية والأوروبية في المواسم الثلاثة التي قضاها مع الميرينغي.
كان زيدان يومها مدرباً مغموراً مع فريق لاكاستيا شأنه شأن سولاري القادم من الفريق الثاني لريال مدريد، لكن الأول وجد فريقاً جاهزاً يضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وصفوة من اللاعبين في جميع المراكز والمتعطشين للفوز بالألقاب وهو ما حدث على مدى المواسم السابقة.
اليوم يجد سولاري نفسه مجرداً من أهم تلك الأسلحة بعد رحيل الدون الى يوفنتوس في الصيف الفائت، أضف إلى ذلك ان اللاعبين الذين حققوا الإنجازات للريال خلال عهد زيدان قد أصابهم داء التشبع وباتت خطواتهم مثقلة بالكثير من اللامبالاة وقلة التنظيم على أرض الملعب وهو ما أثمر تراجعاً مخيفاً في اداء الفريق عكسته النتائج المحققة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
صحيح ان سولاري الذي تسلم الفريق خلفاً للإسباني لوبيتيغي، استطاع وضع الاسس لانطلاقة جديدة تجلت في اربعة انتصارات متتالية، إلا ان قدرته على الاستمرار لثلاث سنوات وتكرار انجازات زين الدين زيدان تبدو شبه معدومة في ظل الوضع الحالي لريال مدريد.
من هنا لن يستطيع سولاري ان يخوض غمار منافسات الموسم دون ان ترف له جفن نحو فترة الإنتقالات الشتوية وإن كانت كل المؤشرات تؤكد عدم رغبة فلونتينو بيريز في التعاقد مع أكثر من لاعب خلال تلك الفترة، مما يعني ان على المدرب الأرجنتيني ألا يتوقع تصفيقاً اوترحيباً جماهيرياً بما يمكن أن يحدث للميرينغي نهاية هذا الموسم.
ومما لاشك فيه ان رغبة سولاري بتحقيق النجاح في النادي الملكي تحتاج الى الكثير من المقومات وفي مقدمتها التعاقد مع مدافعيْن خاصة بعد ان زادت إصابات كل من مارسيلو وفاران وكارفخال الأمور تعقيداً في الريال ليضاف اليها الأخطاء الكارثية لقائد الفريق سيرجيو راموس.
في الجانب الآخر لا يمكن للمدرب سولاري أو لادارة ريال مدريد الاستمرار في تجاهل المستوى المتراجع للويلزي غاريث بايل، لذلك فإن البحث عن لاعب جناح أو مهاجم هي حاجة ملحة للفريق حتى يستطيع مواصلة الزخم خلال الفترة المقبلة.
وعليه، لا يمكن للمدرب سولاري ان يقنع نفسه بقدرته على اجتراح المعجزات بوجود مثل هؤلاء اللاعبين، لأن استمرار الأمر على ما هو عليه قد لا يبقيه أكثر من موسم مع الفريق الأبيض!.