مع كل بطولة لكأس العالم للأندية، تعود الأسئلة ذاتها لتطرح نفسها كما في كل عام حول الفوائد المبتغاة من تلك البطولة في وقت أصبحت النتائج شبه معروفة مسبقاً والتي تفضي في غالب الأحيان إلى مواجهة نهائية بين بطل دوري أبطال أوروبا وبطل كاس ليبرتادوريس.
ربما لن تختلف النسخة الحالية في أبوظبي عن سابقاتها في ظل مشاركة ريال مدريد حامل اللقب في العامين الماضيين وريفربليت المتوج حديثاً بزعامة أميركا الجنوبية على حساب بوكا جونيورز، لكنها ومع ذلك ربما تشكل منطلقاً لتغييرات مطلوبة من أجل إعادة الوهج اليها خاصة بعد سيطرة الأندية الأوروبية على النسخ الخمس الأخيرة.
من الواضح ان الأوضاع التي يمر بها الفريق الإسباني في الوقت الحالي تشكل حافزاً للفريق الأرجنتيني من أجل إعادة انتاج بطل من اميركا الجنوبية خاصة في ظل التراجع المخيف في مستوى النادي الملكي والنتائج المخيبة للآمال التي يسجلها من وقت لآخر وكان آخرها سقوطه الكبير أمام سسكا موسكو بثلاثة أهداف نظيفة يوم الاربعاء في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال اوروبا.
أضف الى ذلك ان فوز ريال مدريد بلقب كأس العالم للأندية ثلاث مرات في السنوات الأربع الأخيرة قد لا يكتمل بلقب جديد هذا العام خاصة في ظل الاصابات التي تضرب أركان الفريق وتراجع مستوى العديد من اللاعبين أصحاب الخبرة والذين باتوا يشكلون عبئاً واضحاً في مسيرة إعادة بناء الفريق، وهو ما يترافق مع نشوة أرجنتينية متمثلة باللقب الأخير في سانتياغو بيرنابيو.
وكما في كل بطولة أيضاً، فإن أنظارنا تتوجه نحو الممثلين العرب والمدى الذي يمكن ان يبلغوه خاصة مع تألق الجزيرة الإماراتي في النسخة الماضية وبلوغه نصف النهائي قبل أن يخسر بصعوبة بالغة أمام ريال مدريد ويكتفي بالمركز الرابع، لذلك فإن المسؤولية ستكون كبيرة على العين الإماراتي والترجي التونسي من أجل ان يحذو أحدهما حذو الجزيرة على الأقل او تكرار ما فعله الرجاء البيضاوي حين بلغ المباراة النهائية عام 2013 قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ.
ربما تكون الحسنة الوحيدة لكأس العالم للأندية انها رفعت من مستوى بطولات الأندية القارية وحفزت الكثير من الفرق من أجل التتويج باللقب واللعب في هذا الاستحقاق العالمي، لكنها في المقابل أرست صورة تقليدية لمواجهة نهائية معروفة نتائجها سلفاً، لذلك ربما يكون من المفيد تغيير النظام عبر اقامة مباراة نصف نهائية بين بطلي أوروبا وليبرتادوريس وترك الفرق الأخرى تتصارع من أجل بلوغ المباراة النهائية علها تحظى يوماً بشرف الصعود الى منصة التتويج!.