خمسة أعوام مضت ولم يشاهد محبو بطل سباقات الفورمولا 1 الألماني مايكل شوماخر صورة له أو سمعوا خبراً شافياً عن صحته، منذ تعرضه لحادث مروع على مضمار التزلج في جبال الألب، خمسة أعوام أضحى خلالها حامل الرقم القياسي في الحلبات خيالاً لا يعرف أحداً تفصيلاً ولو صغيراً عن وضعه الطبي بعد أن دخل في غيبوبة في ذلك اليوم الأليم.
بعد خمسة أعوام من هذا الفراغ القاتل، أثبت مايكل شوماخر انه لم يكن في يوم من الأيام مجرد اسطورة فرضت نفسها على حلبات الفورمولا حول العالم،بقي ابن الـ50 عاماً ثابتاً راسخاً في قلوب وعقول كل الجماهير حول العالم، حيث لم يغب ولو لحظة عن يومياتهم وحتى عن تفاصيلهم الدقيقة والتي لطالما لحظت الكثير من الأسئلة عن وضعه دون أن تجد للأسف إجابة شافية.
أثبت مايكل شوماخر مرة أخرى انه قدوة لكل أبناء جيله وللجيل الحالي، ففي الجانب الرياضي بقي اسم الألماني يتردد (رغم اعتزاله) مع كل فوز يحققه البريطاني لويس هاميلتون، في حين ان تأثيره لم يتغير رغم بقائه خمس سنوات أسيراً لأجهزة طبية تتحكم بمصيره بعدما كان أفضل من يتحكم بمقوده وسرعته في مختلف جولات بطولة العالم.
وفي الوقت الذي بلغ فيه مايكل شوماخر عامه الخمسين، فإن العالم أجمع ما يزال يقلب صفحات بطل غير عادي لطالما عرف كيف يفرض وجوده سواء على المضمار أو خارجه لدرجة ان اعتباره قدوة أو مثال لم تحجبه غيبوبة من هنا أو غياب عن المشهد من هناك.
على الرغم من أن عالم الرياضة يعج بالكثير من الأساطير ممن تركوا بصمة مشرقة في تاريخهم، إلا ان تأثير الألماني مايكل شوماخر فاق كل التوقعات مع العلم ان الكثير من الرياضيين تعرضوا لحوادث أو ان بعضهم فقد حياته ومنهم البرازيلي الشهير إيرتون سينا، إلا ان حالة شوماخر شكلت إلهاماً لكثيرين رأوا في الألماني مصدر كفاح وأمل بغد أفضل.
ربما يتفهم كثيرون إصرار عائلة مايكل شوماخر على فرض حاجز من السرية حول وضعه الصحي منذ الحادث المأساوي قبل خمس سنوات، لكن من حق عشاق اسطورة الفورمولا الحصول على معلومات تخفف من وابل الأسئلة التي لم تجد لها إجابات شافية حتى الآن.
وبانتظار أي تطور إيجابي عن الحالة الصحية لمايكل شوماخر، فإن السائق الالماني سيبقى مثالاً رائعاً لذلك البطل العاشق لرياضته المفضلة وللأنسان الذي يكافح على فراش الموت من أجل بارقة أمل تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتكتب صفحات جديدة في تاريخ "أسطورة الحلبات".