بعد نحو 14 عاماً على انضمام استراليا إلى الإتحاد الآسيوي لكرة القدم تعود الأسئلة ذاتها لتطفو على السطح مجدداً مع خروج المنتخب الأسترالي من ربع نهائي كأس أمم آسيا على يد نظيره الإماراتي وبعد اداء مخيب للآمال لحامل اللقب في البطولة القارية منذ مباراة الإفتتاح أمام الأردن والتي شهدت خسارة غير متوقعة أمام النشامى.
لماذا أبدت استراليا رغبتها في الإنضمام للإتحاد الآسيوي، ماذا استفادت وماذا استفدنا، وهل تحققت الإيجابيات التي سمعهنا عنها منذ القرار الشهير بفتح أبواب اتحاد القارة الصفراء لمن هم خارج حدودها؟.
من الواضح ان كل الإسباب التي سيقت دعماً لهذا القرار في العام 2005 ذهبت أدراج الرياح في السنوات الأخيرة، لكنها أعطت مثالاً واضحاً وصريحاً عن غياب الجدوى الفعلية لانضمام استراليا من خلال الاداء الهزلي في أمم آسيا 2019 وقبله التأهل الصعب إلى مونديال 2018 عبر منتخب سوريا.
واذا كانت استراليا قد تمكنت من التأهل ثلاث مرات إلى نهائيات كأس العالم على حساب منتخبات عربية، إلا أن محصلة انجازاتها القارية على مدى تلك السنوات اقتصرت على لقب وحيد للمنتخب تمثل بكأس آسيا 2011، وآخر على صعيد الأندية مع فوز ويسترن بدوري أبطال آسيا عام 2014، مما يعني ان غلتها من الألقاب لم تكن وفيرة كما كان متوقعاً.
أضف إلى ذلك ان كل القراءات التي روجّت لقدرة استراليا على رفع مستوى الكرة الآسيوية لم تحظ بالعلامة الكاملة، بمعنى ان استراليا لا أفادت ولا استفادت وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على منتخبات القارة الصفراء، هذا الأمر شاهدناه ولمسناه مع غياب الفوارق بينها وبين المنتخبات الاسيوية والعربية، فعلى سبيل المثال سقطت استراليا امام الأردن في الإفتتاح وحققت فوزاً بشق الأنفس على سوريا في دور المجموعات، كما انها احتاجت لركلات الترجيح لتخطي أوزبكستان في دور الستة عشرثم سقطت امام الإمارات في ربع النهائي.
كل تلك المؤشرات توحي ان الهدف من وجود استراليا في الاتحاد الآسيوي لم يتحقق، لا بل انه حرم عدد من المنتخبات العربية من بلوغ نهائيات كأس العالم أعوام 2010،2014 و2018، لذلك فإن من الأولى إعادة قراءة ما حققه هذا القرار وانعكاسات بقاء استراليا من عدمه ضمن المنظومة الآسيوية وهذا ما يترتب عليه اتخاذ قرارات حاسمة طالما ان المصلحة هي الكرة الآسيوية.
من هنا يتعين على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وضع دراسة دقيقة ومعمقة لما حققه التواجد الاسترالي على مدى السنوات الماضية واتخاذ قرار شجاع بإعادتها الى المكان الذي جاءت منه علّ المنتخبات الآسيوية تحظى بفرصة لترتيب أوضاعها والإنطلاق من جديد الى رحاب المنافسة العالمية.