قد لا يتعلق الأمر بالخسارة المدوية التي مني بها تشيلسي أمام مانشستر سيتي بسداسية نظيفة، لأن تلك الكارثة لن تكون سوى مقدمة لمزيد من الأوضاع المخيبة للبلوز في ظل التخبطات المستمرة للفريق اللندني هذا الموسم على الرغم من تولي المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري المهمة خلفاً لمواطنه أنطونيو كونتي.
من الواضح ان الحكم على الوضع السيئ في تشيلسي لم يصدر عقب الهزيمة القاسية أمام السيتي، لأن فريق المدرب ساري خسر كافة مبارياته خارج ملعبه هذا العام، حيث سقط أمام آرسنال (2-0)، ثم أمام بورنموث (4-0)، وأخيراً أمام السيتي(6-0) مما يعني ان البلوز خسر 3 مباريات خارج ملعبه دون أن يسجل أي هدف، بينما استقبلت شباكه 12 هدفًا، بمعدل 4 أهداف كل مباراة.
لن نخوض هنا في التكتيك الفني الذي يتبعه المدرب الإيطالي والذي أطلق عليه البعض إسم "كرة ساري" على الرغم من نجاحه في بداية الموسم، لكن بدا واضحاً ان لاعبي البلوز خسروا الثقة بقدراتهم في ظل العجز عن تحقيق الثبات والاستقرار في النتائج بين مباراة وأخرى، أضف إلى ذلك ان المدرب ساري وقف هو الآخر عاجزاً عن تصحيح الأخطاء الكارثية للفريق في المباريات الأخيرة.
لعل الحقيقة الثابتة عقب "مباراة الفضيحة" أمس، أن ساري بدأ يشعر بأن أيامه في البلوز باتت معدودة وهو ما عبّر عنه صراحة في المؤتمر الصحفي حين ألمح لصعوبة التكهن بمستقبله في الوقت الذي تشير فيه كل المؤشرات إلى ان نهاية حقبة ساري مع تشيلسي باتت قريبة جداً.
في المقابل يبدو إن النجم الأرجنتيني غونزالو هيغوايين المنتقل حديثاً من ميلان كتب هو الآخر نهايته الكروية بعد صياغته فصلاً جديداً من الفشل في مسيرته مؤخراً، وهو بدا ايضا خلال مباراة مانشتسر سيتي "ضيف شرف" على فريق متهالك كان بأمس الحاجة لخدماته.
في المحصلة وعلى الرغم من استمرار تشيلسي في منافستي كأس انكلترا ورابطة المحترفين وأيضا في الدوري الأوروبي، إلا ان بلوغه دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل يبدو صعب المنال في ظل التألق الواضح لمانشستر يونايتد منذ تولي سولسكاير تدريب الشياطين الحمر خلفاً لجوزيه مورينيو، وعليه فإن مهمة ساري مع البلوز ربما انتهت عملياً وبالتالي فإن قرار إقالته سواء الآن او في نهاية الموسم سيكون منطقياً بالنسبة لأنصار ومشجعي الفريق.
ربما بات من الأفضل أن يركز تشيلسي على بطولة الدوري الأوروبي والفوز بلقبها اذا ما اراد المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، والا فإنه سيجد نفسه خارجها للعام الثاني على التوالي.