يعتبر اتباع نظام صحي من أبرز القرارات التي يتخذها الناس في بداية العام الجديد، حيث يبدؤون بارتياد النوادي الرياضية وممارسة تمارين اللياقة البدنية بصورة منتظمة. لكن، في بعض الأحيان، سرعان ما يتلاشى هذا الحماس نتيجة وقوع إصابة غير متوقعة. وسواءً كانت هذه الإصابة ناجمة عن أذية جسدية سابقة أو عن ممارسة التمارين المكثفة التي لم يعتد الجسم عليها بعد، يمكن أن تشكل هذه الإصابات بمختلف أشكالها -مثل الجهد العضلي؛ أو التواء المفاصل؛ أو كسر الإجهاد– عائقاً يحول دون تحقيق الأهداف الصحية.
وتشير التقديرات العالمية إلى أن معدل الإصابات السنوية الناجمة عن ممارسة الرياضات والأنشطة البدنية لا يزال مرتفعاً، لكنه لا يفوق الفوائد الإيجابية العديدة لممارسة الرياضة بصورة منتظمة. وتعتبر الراحة الجسدية محوراً أساسياً في عملية التعافي من الإصابات وتخفيف حدة الألم وتحقيق الأهداف الصحية المتعلقة باللياقة البدنية، وذلك إلى جانب نيل قسط جيد من النوم الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الشفاء.
وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال دومينيك زانكوفيتش : "تنطوي جميع الأنشطة البدنية على بعض مخاطر الإصابة الجسدية، لذا ينبغي علينا الاطلاع على الأساليب اللازمة للتعافي بصورة مثالية تتيح لنا مواصلة جني الفوئد الصحية لممارسة التمارين الرياضية لأعوام قادمة. ويبرز الحصور على قسط جيد من النوم كواحد من العوامل الرئيسية للشفاء والتي لا يدرك الكثيرون أهميتها".
ومن المعروف أن قلة النوم قد تسبب عواقب خطيرة على الصحة ترتبط بارتفاع ضغط الدم وضعف الجهاز المناعي والاكتئاب. وبالإضافة إلى ذلك، حذر دومينيك من أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم قد يعيق شفاء الإصابات الجسدية بشكل كامل.
وتوضيحاً لذلك، قال دومينيك: "تتم عمليات تجديد وترميم الأنسجة والألياف العضلية أثناء النوم، حيث يسمح النوم العميق بزيادة تدفق الدم للعضلات وتزويدها بالأوكسجين والعناصر الغذائية التي تساعد على ترميمها وتجديد خلاياها. كما تعمل الغدة النخامية، أثناء النوم العميق، على إفراز هرمونات النمو الضرورية لترميم الأنسجة العضلية. وبالتالي فإن عدم الحصول على قسط كاف من النوم يحد من قدرة الجسد على الشفاء من الإصابات".