مع دخول النصف الأخير من الموسم الحالي، تلوح في الأفق الكثير من التحديات خاصة بالنسبة للمدربين الذين يخوضون موسمهم الاول مع فرقهم الجديدة، في وقت بدأت ملامح المنافسة واضحة للعيان في معظم الدوريات الأوروبية، وفي ظل اقتراب الادوار الحاسمة من دوري أبطال أوروبا عبر اقامة الدور ثمن النهائي هذا الشهر.
أربعة مدربين هم محور الأنظار خاصة بعد التغييرات الفنية التي طرأت هذا الموسم على كل من برشلونة ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وتشيلسي، مع العلم ان تلك الفرق تأهلت جميعها الى دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، لكنها بالمقابل لا تتبوأ الصدارة في كل من دوري اسبانيا، إيطاليا، فرنسا وانكلترا على التوالي.
ربما يكون الهولندي رونالد كومان الذي خلف كيكي سنتين في تدريب برشلونة، الأكثر تعرضاً للضغوطات خاصة وان تدريب الفريق الكاتالوني ليس كغيره في الأيام العادية، فكيف اذا كان البارشا يعاني من أزمات فنية ومالية، وازمة اخرى اسمها النجم ليونيل ميسي المرشح لمغادرة الكامب نو مع نهاية هذا الموسم، لذلك فإن التحدي الأبرز بالنسبة للمدرب الهولندي هو بناء فريق قادر على تحقيق البطولات بدءاً من موسمه الاول وتحسباً لرحيل البرغوت الأرجنتيني الى فريق آخر، وهو أمر لن تقبل الجماهير الكاتالونية بغيره، لان رحيل ليو والخروج خالي الوفاض هذا الموسم سيكون بمثابة ضربتان في الرأس بالنسبة لكومان.
في المقابل يبدو التحدي الأكبر بالنسبة لأندريا بيرلو مع يوفنتوس هو إثبات نفسه في موسمه التدريبي الاول كمدرب وكذلك مع السيدة العجوز، لذلك ربما يلتمس جمهور تورينو العذر بالنسبة لمدربهم الجديد اذا تمكن من ضمان مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل دون الفوز بالدوري الإيطالي وكذلك التأهل الى الادوار المتقدمة من البطولة القارية هذا الموسم، ليكون لقب السوبر الإيطالي الذي حققه اليوفي مؤخراً عربون لاداء أفضل في الموسم المقبل، وان كان الفريق الايطالي ما يزال قادراً على الاحتفاظ بلقبه للمرة العاشرة على التوالي والفوز بكأس ايطاليا وهو أمر سيكون كافياً بغض النظر عما يمكن ان يحققه أمام بورتو البرتغالي في دوري أبطال أوروبا هذا الشهر.
بدوره يبدو الألماني توماس توخيل مدرب تشيلسي الجديد والمقال من باريس سان جيرمان تحت أنظار الإدارة اللندنية خاصة بعد "الفوضى"الفنية التي خلفها المدرب السابق فرانك لامبارد، ولكون المدرب الجديد يملك تشكيلة جاهوة من اللاعبين اثبتت قدرتها على المنافسة، لكن الهدف الأول لتوخيل هذا الموسم سيكون ضمان حلول البلوز في أحد المراكز الاربعة الأولى في ظل المنافسة الشرسة هذا الموسم، خاصة وانه يبتعد اربع نقاط عن صاحب المركز الرابع ويملك مباراة مؤجلة، لكن تشيلسي بدا واثقا في أول مباراتين تحت قيادة المدرب الألماني وتمكن من تحقيق انتصارين على بيرنلي وتوتنهام، الا ان المشوار لن يكون سهلا في البطولة المحلية وكذلك القارية حيث سيواجه اتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا.
أما الارجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو العائد الى التدريب من بوابة باريس سان جيرمان خلفاً لتوخيل، فلديه الكثير من التحديات الملقاة على عاتقه، بدءاً من الفوز بالبطولات المحلية، ومن ثم تحقيق الهدف الأسمى الا وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا، مع العلم ان مواجهته أمام برشلونة في دور ثمن النهائي لن تكون سهلة على الاطلاق، لكن اخفاقه قد لا يمنحه ورقة الاقالة بانتظار الموسم المقبل الذي تعول عليه كثيرا ادارة النادي الباريسي خاصة اذا ما تمكنت من اقناع ليونيل ميسي بالقدوم واللعب الى جانب البرازيلي نيمار، لكن بوتشيتينو سيكون أمام تحد أكبر وهو التخلي عن كليان مبابي اذا ما نجحت صفقة قدوم نجم برشلونة وهو أمر فيه الكثير من المخاطر بالنسبة للمدرب الارحنتيني.