هي واحدة من أسوأ وأصعب اللحظات في تاريخ مجد إسمه ليفربول، وهي واحدة من أكثر اللحظات حزناً على احداث في الأنفيلد استمدت طابعها من اللون الأحمر، وكأن الأحمر بات يجسّد جروحاً عميقة تنزف من قمصان فريق لطالما كان صانعاً للفرح في انكلترا وأوروبا، ليتحول هذا الموسم إلى فريق مضرّج بدماء الهزائم والخيبات.
تلقى الريدز امس الهزيمة السادسة على التوالي في آنفيلد، في واقعة تحدث لأول مرة في التاريخ، حيث لم يسبق أن خسر على ملعبه أكثر من 4 مباريات على التوالي، كما ان فشل ليفربول في الفوز خلال 8 مباريات على التوالي بملعب آنفيلد لم يحدث منذ عام 1955.
أربعة أنتصارات فقط في آخر 13 مباراة في جميع المسابقات، وست هزائم في آخر 8 مباريات، هي أرقام تعبّر عن حجم الكارثة التي وصل اليها ليفربول بطل الدوري الإنكليزي، لكن تلك الارقام تبقى مجرد صورة صغيرة للواقع الكبير الذي يعيشه المدرب يورغن كلوب ولاعبيه، والذي يبدو انه يعيش أيامه الأخيرة في المدينة التي أحبته والمشجعون الذين آمنوا بقدرته على إعادة النادي إلى "عظمته" وهو ما حدث في السنوات الماضية، لكنه اليوم بات غريباً في "داره".
الواقع اليوم بات مختلفاً تماماً، هناك مدرب يائس ولاعبون يفتقدون للزخم، وهناك أيضا نجوم سابقون باتوا يرفعون الصوت عالياً ويطرحون اسئلة لم يكن مسموح طرحها قبل أعوام ومنها: لماذا لا نبيع محمد صلاح، ولماذا لا نفكر بخيار آخر غير يورغن كلوب؟
صحيح ان الأزمة التي عانى منها ليفربول منذ بداية الموسم والتي تجسدت بالعدد الهائل من اللاعبين المصابين، كانت السبب الرئيسي لهذا الضياع الذي يعيشه النادي، لكن في المقابل فإن ما نشاهده على أرض الملعب من تراخٍ وضياع للاعبين وفقدان للتركيز، لم يعد مسموحاً له بالاستمرار خاصة وان الريدز بات يبتعد شيئاً فشيئاً عن المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، وهو أمر سيعني كارثة في حال لم يتمكن الفريق من اللعب في المسابقة الاهم الموسم القادم.
ربما يعيش النادي والمدرب يورغن كلوب لحظة مصيرية ستبقى محفورة في أوراق التاريخ، لأن استمرار تلك الكارثة حتى نهاية الموسم، ستعني دخول الانفيلد في مرحلة مظلمة يذكرها كل من عاصر النادي في التسعينات وبداية الألفية، لكن هذ المرة قد تكون الأسوأ خاصة اذا ما انتهت الى رحيل جماعي للمدرب ونجوم الفريق، والخسائر المادية التي سيتكبدها النادي في حال فشله بالتأهل الى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
لطالما كان اللون الأحمر هو رمز هذا النادي العريق، لكن من المؤكد ان هذا اللون الناتج عن جروح وخيبات لا يليق على الاطلاق بمن أدخل يوماً ما الفرح الى قلوب الملايين حول العالم وقدم اليهم نخبة من أفضل اللاعبين والذين ما تزال اسماؤهم ساطعة حتى الآن في ذاكرة التاريخ!.