اتجهت الانظار امس الى مباراة القمة في اسبانيا التي جمعت برشلونة بأتلتيكو مدريد، وكان لاعتمام مركّزاً بشكل خاص على لاعبين ثلاثة لاعبين: ليونيل ميسي، وانطوان غريزمان (لاعب اتلتيكو السابق)، ولويس سواريز (لاعب برشلونة السابق). ولم تكن المباراة ممثلة، الا انها كانت خالية من الاهداف، والسبب يعود الى اسلوب لعب كل من رونالد كومان مدرب برشلونة (3-1-4-2) رغم انه كان خارج مقعد البدلاء بسبب العقوبة، ودييغو سيميوني مدرب اتلتيكو (3-4-2-1)، لعلمهما بأن الخسارة لاي منهما ستطعن طموحاته في احراز اللقب.
إيقاع المباراة بدأ هادئا حيث سعى برشلونة إلى الإمساك بخط الوسط الملعب، فيما اعتمد أتلتيكو على التحرك والضغط العالي الا انه تعرض لعنصر مفاجىء تمثل باصابة ليمار ودخول ساؤول نيغيز مكانه كلاعب وسط مهاجم. الأمور بقيت هادئة وسط تنظيم دفاعي كبير من أتلتيكو نجح فيتعطيل المفاتيح الهجومية لبرشلونة الذي رغم نسبة السيطرة الأكبر على الكرة، عجز عن إيجاد الحلول وعانى من بطء كبير في نقل الكرة والتحول من الدفاع الى الهجوم. وشيئاً فشيئاً كانت خطورة اتلتيكو في هذا الشوط تتصاعد وتهدد مرمى تير شتيغن، فيما اضطر برشلونة الى إجراء أول تبديل إضطراري بعد اصابة بوسكيتس عند الدقيقة 31 ليدخل موريبا بدلا منه. أتلتيكو اعتمد على انطلاقاته العكسية الخطيرة خاصة عبر الثنائي كاراسكو وسواريز لكن تير شتيغن قام بدوره، فيما اضاع اللاعبان بعض التسديدات الواعدة، لتبقى النتيجة دون تغيبر.
الشوط الثاني:
استعان كومان مع بداية هذا الشوطباللاعب أراوخو بدلاً من ميغيزا في الخط الدفاعي للفريق. وبقي الاتلتي الطرف الهجومي الأخطر والأكثر محاولة على المرمى، فكان يتحرك بشكل سريع ويصل إلى منطقة جزاء برشلونة بأقل عدد من التمريرات، وهو ما فرض على لاعبي برشلونة عدم التقدم كثيرا للأمام والتراجع الدفاعي. في المقابل، وعلىالرغم من التحرك الجيد لميسي ومحاولته الهروب من الرقابة الدفاعية المفروضة عليه وكاد ان ينجح في احداها،عمد مدافعو أتلتيكو الى تضييق المساحات بشكل جيد.ثم اخرج سيميوني كلا من نيغيز وكوريا وادخل جواو فيليكس وكوندوبيا في محالة لتعزيز النفس الهجومي، فيما سعى مدرب برشلونة إلى إعطاء نشاط لطرفي الملعب مع خروج ديست وبيدري ودخول سيرجي روبيرتو وديمبيلي. برشلونة تحسن كثيرا في آخر 20 دقيقة من عمر المباراة حيث اعتمد على الكرات العرضية وتحركات ميسي من العمق مقابل تراجع من لاعبي أتلتيكو، لكن الأمور لم تتغير رغم بعض الكرات التي كانت خطرة لبرشلونة لتنتهي المباراة كما بدأت.
ملاحظات عامة:
1. عانى برشلونة من البطء في صناعة اللعب الهجومي وكان اعتماده كالعادة على ميسي، الا ان اللاعب كان مراقبا بشكل جيد ولم يحصل على المساحات لكنه أيضا لم يلق الدعم من زملائه، خاصة في طرفي الملعب من أجل فتح المساحات في جدار أتلتيكو الدفاعي.وهذا البطء سمحللاتلتي بالعودة وتنظيم الصفوف الدفاعية، دون ان ننسى الإشادة بالحارس أوبلاك الذي تكفل بالتصدي للكرات الخطيرة.
2. رغم النجاح في احتواء هجمات برشلونة، لم ينجح أتلتيكو في هز الشباك، لكنه حاول وقدم أداء جيدا، وكان سواريز مصدر خطورة على مرمى برشلونة ولقي في أكثر من مناسبة، المساندة من لاعبي خط الوسط الهجومي لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة الى جانب تألق حارس برشلونة في تعطيل المحاولات الجدية.