حقق تشيلسي الإنكليزي لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعدما فاز على مانشستر سيتي بهدف يتيم في المباراة النهائية التي اقيمت في بورتو. المدير الفني لتشيلسي توماس توخيل لعب المباراة بالرسم التكتيكي 3-4-2-1، بينما لعب المدير الفني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا بالرسم التكتيكي 4-3-3.
الشوط الأول:
بدأ تشيلسي المباراة بمحاولة إغلاق مناطقه الدفاعية أمام هجمات السيتي الذي عمل على قاعدة اللعب المنظم من الخلف ومحاولة إيجاد الثغرات في العمق الدفاعي لتشيلسي، مع تطبيق مبدأ الضغط العالي لاسترجاع الكرة. في المقابل، لعب تشيلسي ورقةالهجمات المرتدة السريعة حيث حصل الفريق على فرص حقيقية لكن المهاجم فيرنر لم ينجح في استغلال الفرص. السيتي استمر في العمل الهجومي وحاول التركيز على الجهة اليسرى مع نشاط ستيرلينغ ومساندة من ظهير الفريق، لكن تشيلسي أظهر تنظيما دفاعيا وقدرة على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم وهذا ما جعل إيقاع السيتي الهجومي متقطعا في ظل انتشار جيد من لاعبي تشيلسي. بفعل هذه المواجهات، هدأ إيقاع المباراة مع لعب محصور في خط وسط الملعب، ودفعت الاصابة الى قرار توخيل استبدال اللاعب سيلفا بزميله كريستنسن. وقبيل نهاية الشوط، استفاد الفريق اللندني من هجمة مرتدة مميزة وضرب عمق دفاعات السيتي بفعل اللاعب هافيرتز الذي سجل هدف التقدم الغالي.
الشوط الثاني:
حاول السيتي تسريع الايقاع، لكنه عانى بشكل واضح في اختراق الدفاعات المنظمة لتشيلسي حيث كان الفريق قد تحول إلى الرسم التكتيكي 5-4-1 مع تراجع الأظهرة والتزامهم فقط بأداء الأدوار الدفاعية. وتلقى السيتي ضربة موجعة بإصابة اللاعب دي بروين ودخول خيسوس مكانه، كما أخرج غوارديولا برناردو سيلفا وأدخل فيرناندينيو في خط الوسط لتحرير غوندوغان والتحول فعليا للرسم التكتيكي 4-1-2-3. ورد توخيل بإخراج فيرنر وإدخال بوليستش مع اللعب بدون مهاجم، وذلك من أجل السرعة في المرتدات. ولم تحمل هجمات السيتي أي جديد حيث كان جناحا الفريق معزولين تماما ومن دون أي حلول رغم الدعم من الأظهرة ليقوم غوارديولا برمي ورقة أخيرة وإدخال أغويرو مكان ستيرلينغ مع التحول للرسم التكتيكي 4-2-4 مقابل تراجع تام من تشيلسي واعتماده على الهجمات المرتدة، مع دخول كوفاسيتش مكان ماونت لتعزيز الشق الدفاعي في خط وسط الملعب. وفي الدقائق الاخيرة، ضعغط السيتي لفرض التعادل على الاقل، لكنه اصطدم بدفاع منظم من تشيلسي اضافة الى سوء حظ مهاجميه وتسرعهم في بعض الاحيان.
ملاحظات عامة:
قدم توماس توخيل نسخة تكتيكية رائعة عن تشيلسي حيث كان الفريق مترابط الخطوط خاصة بين خطي الدفاع والوسط، والأهم كان السرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم وبناء الهجمات المرتدة المنظمة التي كانت سببا في حسم الأمور لمصلحته، فضلاً عن العودة بعد خسارة الكرة وعدم منح السيتي أية مساحات طوال دقائق المباراة.
حاول غوارديولا تغيير شيء ما في تشكيلته وإدخال ستيرلينغ والإعتماد على ثلاثي في خط الوسط يميل لأداء الأدوار الهجومية، لكنه عانى من أمرين: الأول هو انكشاف خط وسط الفريق وهذا ما ظهر في لقطة الهدف الأول، والثاني هو عدم القدرة على التحرك وإيجاد المساحات اللازمة من أجل اختراق الجدار الدفاعي لتشيلسي مع بطء في التحرك من دون كرة وغياب الحلول، وهذا ما جعل أداء السيتي الهجومي عقيما على مدار الدقائق التسعين.