ربما يكون الفوز الذي حققه برشلونة على ليفانتي في الليغا بمثابة "المسكّن" للفريق الكاتالوني الذي يعاني من سلسلة أزمات خرجت للعلن منذ رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الى باريس سان جيرمان، فلا الهدوء عمّ غرفة الملابس ولا السكينة عادت الى العلاقة المتوترة بين رئيس النادي خوان لابورتا والمدرب الهولندي رونالد كومان، لذلك فإن هذا الانتصار على أهميته، هو بمثابة حجر في بئر عميق ومليء بالمشاكل الفنية والإدارية.
يدرك الجميع حجم الهوة الفنية داخل النادي الكاتالوني والتي ظهرت للعلن في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي شكّل تعيين رونالد كومان بارقة أمل لمشجعي البارشا من اجل إنقاذ ما يمكن انقاذه وإعادة الفريق الى منصة التتويج، لكن الخيبة بدأت تكبر مع النتائج المتواضعة هذا الموسم سواء على الصعيدين المحلي او الأوروبي، وهي ترافقت مع الأزمة المالية الخانقة والديون المتراكمة على النادي والتي تخطت حدود المعقول.
لا يمكن اعتبار رونالد كومان مدربًا عاديًا كغيره من المدربين، فالهولندي قدم الى برشلونة بخبرة واسعة تصل الى عشرين عامًا لكنه واجه ظروفًا غير طبيعية منذ وصوله وامتدت هذا الموسم ليمنى بضربة كبيرة تجلت بخروج أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، ثم الأزمة المالية التي حرمت الفريق من الدخول في سوق الانتقالات الصيفية.
ومع ذلك فإن من الواضح ان الثقة باتت مفقودة بينه وبين جماهير النادي وكذلك مجلس الادارة، خاصة انه لم ينجح حتى الآن في إعادة الهدوء الى غرفة الملابس وهذا ما بدا واضحًا من خلال الاداء الذي يقدمه الفريق والتغييرات التي يجريها خلال المباريات، مما يعني انه قد لا يستطيع إعادة التوهج الى برشلونة وهو ما يحتم على الادارة الكاتالونية البحث عن مدرب جديد، لكن ذلك لن يتحقق في ظل الأزمة المالية الحالية.
لذلك فإن الحل الوحيد للفريق الكاتالوني هو إكمال الموسم وفق قاعدة "الجود من الموجود" مع أهمية ضمان مركز في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، قبل أن تبدأ عملية الإنقاذ في الموسم المقبل بالتعاقد مع مدرب جديد ولاعب مدافع اضافة الى نجم كبير في خط الهجوم قادر على رفع النادي على اكتافه في المواقف الصعبة، الا ان كل ذلك لا يمكن تحقيقه ما لم تسعى الإدارة لإيجاد مصادر تمويل وتقليص حجم الديون على النادي.
من المهم جدًا ان يعود برشلونة الى موقعه الطبيعي لان استمراره على هذه الحال سيساهم في اضعاف الدوري الاسباني مع العلم انه بدأ يتهاوى منذ رحيل كريستيانو رونالدو قبل اربعة مواسم ثم ليونيل ميسي هذا الموسم، لذلك فإن من مصلحة الجميع عودة الفريق الكاتالوني الى توهجه وفي المقدمة رئيس النادي خوان لابورتا الذي بنى حملته الانتخابية على وعود لم يتحقق اي منها حتى الآن!.