حقق ​باريس سان جيرمان​ فوزا هاما ومستحقاً على ​ريال مدريد​ في دوري الابطال، على ارض فرنسية. وعلى الرغم من ان النتيجة لا يمكن ان تنهي الامور وتضمن تأهل الفريق الفرنسي، الا انها اضاءت على حقيقة مقلقة للميرنغي عليه معالجتها، وهي عجزه عن الفوز في معركة خط الوسط. فقد عمد سان جيرمان الى بسط سيطرته على وسط الملعب منذ البداية وسعى إلى التحرك واستعادة الكرة من لاعبي الريال مع تضييق المساحات. وبدل ان يقاتلوا، اختار لاعبو الريال على ما يبدو النزعة الدفاعية والقيام برد فعل فقط من دون المبادرة الى الفعل، وعجزوا عن التقدم بالكرة،فاكتفوا بالتكتل في الخلف والسعي للعب الكرات الطولية التي لم تفزع الفريق الباريسي فانصب تحركه على نزول ليونيل ميسي الى خط الوسط وتحرك كيليان مبابي في الجهة اليسرى، بدعم من الظهير منديس ليحصل الفريق على فرصتين خطيرتين تكفل الحارس تيبو كورتوا في التعامل معهما.

وظهر بوضوح أن ريال مدريد يعاني ويخسر معاركه في الوسط، وليس لديه القدرة على تجاوز الضغط العالي الذي قام به لاعبو باريس سان جيرمان، وبلغت نسبة استحواذ الريال على الكرة في الشوط الأول 38 % فقط، كما انه لم يكن قادراً على الاعتماد على اختراقات ​فينيسيوس​ المعتادة والتي كانت تخفف الضغط على لاعبي الوسط والدفاع المدريديين.

فرص ضائعة وضياع الريال.

لم يهدأ سان جيرمان في الشوط الثاني،لا بل سرّع إيقاع اللعب واعتمد على التحرك من دون كرة، مع دور مهم لميسي في الوسط لصناعة اللعب من العمق، وكانت كماشة مبابي- دي ماريا تضغط على مدافعي الريال بالجهتين اليسرى واليمنى. وبعد سلسلة من الفرص الحقيقية، حصل سان جيرمان على ركلة جزاء كانت بمثابة الفرصة الأهم لافتتاح التسجيل، لكن ميسي وعلى غير عادة امام الريال، أضاعها بعد تصد مميز من كورتوا.

وادرك المدرب ​كارلو انشيلوتي​ متأخراً انه لا يمكنه الاستمرار بالاعتماد على الحظ، وحاول اعطاء نفس جديد للفريق فأخرج أسيسنيو وكارفخال وأدخل رودريغو وفاسكيز من أجل تنشيط الأطراف، ثم أخرج مودريتش وأدخل فالفيردي لإعطاء نزعة دفاعية أكبر لخط الوسط، فيما حل هازاراد مكان فينيسيوس. الا ان كل هذه التغييرات لم تعدّل في طريقة اداء الريال الذي بقي تائها في خط الوسط ومكتفيا بأداء الأدوار الدفاعية. ومع دخول ​نيمار​ بدلا من دي ماريا، تضاعفت المشاكل والضغوط، الى ان تمكن مبابي من مجهود هجومي مميز من تسجيل هدف الفوز عند الدقيقة 90+4 ليكون الفوز مستحقا ويخيب امل الريال بالحصول على نقطة من المباراة.