حقق مانشستر يونايتد فوزا صعبا على توتنهام 3-2 في الجولة التاسعة والعشرين من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، في مباراة تألق فيها النجم البرتغالي لليونايتد كريستيانو رونالدو مسجلاً هاتريك اشعل به مدرجات اولد ترافورد والاهم انه كان الورقة الرابحة غير المتوقع لفريقه.
من غير المنصف القول ان رونالدو لا يمكن الاعتماد عليه لقلب نتيجة مباراة او للفوز بها، ولكن ما حصل في المواجهة مع توتنهام، كان غير متوقع بالفعل، ولو ان المدرب رالف رانغنيك لعب برونالدو كرأس حربة وفق خطة 4-2-3-1، ولكنه حتماً لم يتوقع هذا الاداء الباهر والرغبة الجامحة للنجم البرتغالي في تسجيل هاتريك واهداء الفوز لفريقه. وكان هدف رانغنيك الضغط على توتنهام ومنعه من التحكم بايقاع المباراة، ونقل المعركة خارج منطقة عمليات الشياطين الحمر. وكمان له ما اراد، حيث شكل اليونايتد خطورة كبيرة وخصوصاً من الاطراف بفعل تألق اللاعب سانشو، الى ان فاجأ رونالدو الجميع بهدف مبكر من خارج منطقة الجزاء بعد نحو 13 دقيقة على البداية. وحاول توتنهام العودة الى المباراة عبر السعي للتحرك عبر الأطراف مع سون وكولوسيفسكي الذي كان مميزاً ايضاً، خلف رأس الحربة كاين، بينما استمر اليونايتد على تحركاته السريعة لتكون المباراة نوعا ما متكافئة. وكاد اليونايتد ان يزيد غلته لكن الحكم لم يحتسب له ركلة جزاء، فواصل المدرب انطونيو كونتي خطته 3-4-2-1 مراهناً على الكثافة العددية لدفع لاعبي اليونايتد الى الخلف، وحقق التعادل بعد ركلة جزاء ناجحة في الدقيقة 34.
بدا الاحباط نوعاً ما على اليونايتد، لكن المحاولات استمرت، ولم يشهد نمط المباراة اي بطء، وضرب رونالدو مجدداً من لعبة سريعة تطلبت جهداً لافتاً دفع فيها توتنهام ثمن الإعتماد على الضغط العالي والدفاع المتقدم.
رونالدو يصلح خطأ ماغواير
بدا وكان المدربين راضيان عن جهود لاعبيهما، مع التأكيد على ان رانغنيك اغتبط فرحاً بحالة رونالدو التي لم يكن يتوقع ان تكون بهذا المستوى. ومع بداية الشوط الثاني، كان من الطبيعي أن يستحوذ توتنهام بشكل اكبر على الكرة، ولكن من دون فرص حقيقية في ظل نجاح اليونايتد في تضييق المساحات والإلتزام الدفاعي مع البقاء بالصورة الهجومية بفعل سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، الى ان حصل ما لم يكن في الحسبان. ووقع المدافع ماغواير في خطأ متأثراً بفترة ضغط كبيرة مارسها توتنهام، فحاول تشتيت كرة عرضية ليضعها بالخطأ في مرمى فريقه ويعيد الاوضاع الى نقطة الصفر مع تبقي نحو ربع ساعة على النهاية.
تحرك رانغنيك فأخرج راشفورد وادخل ألانغا ثم دفع بكافاني مكان ماتيتش لتعزيز الخط الهجومي والتحول إلى طريقة اللعب 4-4-2، ورد كونتي بإخراج كولوسيفسكي وإدخال مورا. ولكن احداً لم يحسب ما كان يخبئه رونالدو الذي اخرج من جعبته هدف الفوز في الدقيقة 81 وسط ذهول الجميع. عندها، عمد المدرب الالماني الى إخراج رونالدو واعتمد خطة 4-5-1 مع كافاني وحيدا في خط الهجوم في محاولة للحفاظ على النتيجة في ما تبقى من وقت، والابتعاد عن اي مخاطر تفقده النقاط الثلاث. وبالفعل، نجح اليونايتد في إحتواء ضغط توتنهام في آخر الدقائق وخرج فائزاً بفضل ورقة رونالدو ومفاجأته السارة لمحبي الشياطين الحمر.