نشرت صحيفة "ذا دايلي ستار" البريطانية، مقابلة فريدة من نوعها اجراها المراسل مارك وايلي، توجه فيها الى لبنان للقاء احد النساك في منطقة قنوبين الشمالية. اللافت في المقابلة انها اجريت مع لاعب سابق لكرة القدم كولومبي الجنسية، اختار التخلي عن اللعبة التي احبها، وعن الاختصاص الذي مارسه في الولايات المتحدة، ليستقر في لبنان ويعيش حياة الراهب الناسك، على غرار القديس شربل مخلوف.
الشخص المعني في المقابلة هو الاب داريو اسكوبار، وعلى الرغم من ان اسمه يوحي بارتباطه بزعيم المخدرات الدولي بابلو اسكوبار، الا انه اختار الابتعاد عن لعبة كرة القدم التي احبها ومارسها للهرب من الآفة الكارثية التي طالما تنتشر في مدينته، فتوجه الى الولايات المتحدة (ميامي) وانخرط في تعليم مادة علم النفس وتقديم الاستشارات الزوجية.
ويروي الاب داريو انه في العام 1990،سمع نداء الله، وقرر التوجه الى لبنان والانخراط في رهبنة تمجد الله وقرر بعدها التنسك حيث يعيش اليوم في احد المنازل القديمة المبنية من حجر العقد، والمحاطة بالكهوف القديمة الخاصة بالرهبان والتي يعود عمر بعضها لاكثر من الف عام.
ويقول الاب داريو انه يأكل مما يزرع على الرغم من انه يناهز التسعين من العمر (88 عاماً)، وانه منقطع تماماً عن اخبار العالم منذ 33 عاماً، ما عدا ما يسمعه من بعض المؤمنين الذين يزورونه للصلاة معه. ويعترف الراهب الناسك، انه "يشتاق" الى كرة القدم التي تعلق بها كثيراً، ولكنه لم يشاهد اي حدث كروي وغابت عنه احداث 8 فعاليات لكأس العالم، اضخم حدث كروي في العالم.
وعانى الاب داريو في بداية حياته الرهبانية لانه لم يكن يعرف كيف يتأقلم مع متطلبات الحياة الرهبانية وبالاخص الاعتناء بالارض، والصلاة لما يقارب الـ14 ساعة يومياً، فيما يقتصر وقت النوم على خمس ساعات (ما بين السابعة مساء ومنتصف الليل).
