لم تكن دورة الألعاب الأولمبية في باريس بمثابة عرضٍ للبراعة الرياضية فحسب، لكن أيضاً بمثابة عرض لعلاجات مثل حمامات الجليد والطب التقويمي (للعظام) والتي ليس لها قيمة طبية مثبتة علمياً، وفقاً لخبراء.
لطالما كانت الألعاب الأولمبية أرضاً خصبةً لعلاجات طبية مشكوك فيها، إذ يبحث الرياضيون عن تحسين أدائهم وتخفيف آلامهم بكل الطرق الممكنة.
بالنسبة للألعاب الأولمبية هذا العام والتي انطلقت الجمعة في باريس، فإن الجليد هو الصيحة الرائجة.
العلاج بالتبريد والذي يشمل السباحة في ماءٍ باردٍ، حمامات الجليد وغرف التبريد الأكثر تقدُّماً، يوصف لمساعدة الرياضيين على التعافي بعد ممارسة تمرين رياضيّ قويّ.
- العصر الجليدي الجديد -
وفقاً لافتتاحية نُشرت مؤخراً في المجلة البريطانية للطبّ الرياضي، طلبت الاتحادات المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس مُجتمعةً أكثر من 16 ألف طنٍ من الجليد، بتكلفةٍ بلغت 2.5 مليون يورو (2.7 مليون دولار).
لم يتمكّن أي بائع من تأمين مثل هذه الكميّة الهائلة في الجليد، لذا سيتعيّن على الألعاب الأولمبية الاكتفاء بـ650 طناً، وفقاً للافتتاحية. وهذا رقم أكثر بعشر مرات مما كان مطلوباً في الألعاب الأولمبية في طوكيو قبل ثلاثة أعوام فقط.
وفي حين يمكن لحمامات الجليد علاج بعض الحالات، مثل ضربة الشمس، يستخدمها رياضيون غالباً "للحصول على فوائد لا تستند إلى أدلّة"، كما كتبوا. "قد يكون للجليد تأثيرٌ معاكسٌ لما هو متوقع مثل تأخر تجديد الأنسجة أو ضعف التعافي".
كما أكّد الكتّاب على التأثير البيئي لإنتاج، نقل وتخزين مثل هذه الكميّات الهائلة من الجليد.
- "طريق طويل بعيد عن العلم -
هناك نوع آخر من الطب البديل يبحث عنه الرياضيون، وهو الطب التقويمي، ليس جديداً على الألعاب الأولمبية.
ويُشكّل مقوّمو العظام جزءاً من طاقم الاتحادات، كما يُدمجون في الفرق الرياضية في العيادة الأولمبية الرسمية التي تراقب الرياضيين يومياً.
لكن الطب التقويمي الذي يعد باستعادة الصحة عن طريق التلاعب بالجسم، يستند إلى أساس علمي ضعيف، ولا تزال فعاليته محلّ نزاعٍ شديدٍ.
ووجدت دراسات أُجريت بمنهجية صارمة أن قطاعات واسعة من هذا الاختصاص، مثل الطب التقويمي "الجمجمي" أو "الحشوي"، ليس لها أي تأثير بكل بساطة.