بعد ان أعيد إنتخابه مؤخراً بالتزكية في الإنتخابات التي جرت منتصف شهر ايلول/ سبتمبر الماضي، رئيسا للإتحاد اللبناني للدراجات، اجرت صحيفة "السبورت" الإلكترونية مقابلة مع ​ميساك نجاريان​ للحديث معه عن تفاصيل هذه اللعبة، تاريخها، حاضرها والمستقبل الذي ينتظرها في ظل الأوضاع الراهنة في لبنان.

تحدث نجاريان عن المراكز التي تبّوأها رياضياً ولا يزال، أضف إلى دوره الحالي رئيساً للجنة العليا لجمعية هومنمن الرياضية، شَغل نجاريان منصب رئيس الإتحاد اللبناني السابق للدراجات في الفترة بين أعوام ١٩٩٨ و ٢٠٠٢ خلفاً للمرحوم طانيوس المير، كذلك كان رئيساً للجنة محافظة بيروت لكرة القدم، وعضو اللجنة البارالأولمبية اللبنانية، وعضو لجنة الألعاب الأرمنية العالمية.

وحول إنتخابه لولاية جديدة لإتحاد اللعبة، قال:" كنت رئيساً سابقاً للإتحاد وإستلمت يومها المهمة من شخصية مرموقة المرحوم طانيوس المير، وإستمرت ولايتي من عام ١٩٩٨ لغاية ٢٠٠٢، من بعدها سلّمت الأمانة للسيّد ​رات زادوريان​ ليكمل أخوه فاتشيه من بعده المهمة".

ولماذا إخترت الدراجات مجدداً، اضاف: "نحن في نادي هومنمن قدّمنا أبطالاً وبطلات في هذه اللعبة، فهي ليست بعيدة عني أبداً، ولكن تكمن المشكلة أنها مكلفة جداً، ولكنها من صميم الألعاب وكنا من أبرز مؤسسيها وقدمنا أبطالاً للمنتخب الوطني".

فمن هنا كان واجباً ترشحي للإنتخابات والرئاسة تحديداً، فاللعبة تشهد تراجعاً كبيراً وتحتاج لصيغة ونهج جديدين، الدراجات لعبة أولمبية ولها وجود كبير في أوروبا والعالم وسنعمل سوياً أقلها في الظروف الراهنة أن تستمر ونسعى لتمثيل خارجي.

وعن البطولات المحلية التي ينظمها إتحاد اللعبة، اردف: " بالطبع لدينا مسابقات وبطولات سنوية، وتصنيف للمتسابقين والألعاب، هناك ثلاث أو أربع أنواع سباقات لكل فئة من الفئات".

ومن خلال البطولات المحلية، تأتي المشاركات الخارجية التي تراجعت في السنوات الأربع والخمس الأخيرة، لعدة أسباب أبرزها الوضع الإقتصادي، فيروس كورونا، وغياب الداعم والممول، فنحن كإتحاد نتلقى دعمنا من وزارة الشباب والرياضة وبعض المساعدات من الإتحادات العربية الأسيوية والدولية.

وبالحديث عن إنجازات اللعبة سابقاً، وأبرز الوجوه التي مثّلت لبنان، يقول نجاريان، الفترة الذهبية للعبة الدراجات في لبنان بدأت من عام ١٩٦٠ وإستمرت تقريباً لعام ١٩٨٠، كانت فترة مليئة بالإنجازات وشاهدنا فيها أبطالاً وبطلات من فئات الشباب والسيّدات وحتى الفئات العمرية.

من أبرز الوجوه التي مثّلت لبنان، الأخوين زادوريان اللذين تناوبا على رئاسة الإتحاد في فترات لاحقة، لا ننسى أيضاً فاسكين ميلكيان، ميساك أدوريان، ماكسيم شعيا البطل اللبناني كان متسابقاً وبطلاً لعدة سنوات، وأيضاً سيزار سلوم أمين سر الإتحاد الحالي.

كان لهؤلاء الأبطال مشاركات خارجية ونتائج مهمة تحققت، خاصة في البطولات العربية، كون المشاركات الآسيوية غالباً ما تكون فيها المنافسة صعبة جداً، ولدى السيدات تميزت كارول بوياجيان ونالت ميدالية في الألعاب الأرمنية العالمية.

وعن سقف طموحات الإتحاد المنتخب حديثاً، أكد السيّد ميساك أنّهم إستلموا الإتحاد بوضع مزري جداً، كافة النشاطات كانت متوقفة والرئيس السابق للإتحاد كان متواجداً خارج لبنان طيلة فترة ثلاث سنوات، أضف لذلك غياب التجانس بين أعضاء الهيئة الإدارية للإتحاد. أمّا فيما خّص سقف الطموحات يقول : نحن في حالة حرب، ولا نعلم بأي إتجاه ذاهبون، ولكن يبقى هدفنا وحسب الظروف أن تتقدم اللعبة وتتطور.

وطبيعة الحال، الأوضاع الراهنة ستلقي بظلالها على قطاع الرياضة بشكل عام، أتابع شخصياً وضع الأندية وندرك تماماً أن وضعها بعد الحرب مختلف تماماً عمّا كان عليه سابقاً، الإتحادات تسعى دائماً للتطور، ولكن كل ذلك مبني على وضع الجمعيات والأندية، من بعدها بإمكاننا أن نضع برامجنا.

وأخيراً، توجه السيد نجاريان برسالة رياضية، في زمن يعاني فيه الوطن من ويلات ومآسي الحرب، حيث قال:" نطلب الرحمة لكل الرياضيين الذين إستشهدوا في الفترة الأخيرة، هذا وقت عصيب علينا جميعاً، وللبنانيين عامةً أتمنى أن تكونوا قلباً ويداً واحدة متمسكين بالوحدة الوطنية، لتكون خلاصنا في هذه الأيام الصعبة، عدّونا واحد، شرس وحاقد، يدّمر الحجر والبشر، ولا يفرق بين طائفة وأخرى، آملنا في النهاية أن تزول هذه المحنة لكي نستعيد نشاطنا الرياضي مجدداً، ولصحيفتكم أيضاً جزيل الشكر على حرصكم وإهتمامكم بالأنشطة الرياضية كافة".