في زمن نعيش فيه مآسي وويلات الحرب على لبنان، كان لا بد أن يسطع نجم أحد أبنائه في الخارج.. هذه المرة أيضاً إنجاز رياضي جديد حققه اللبناني بشارة نصر إبن بلدة الحدت المقيم في فرنسا منذ خمس سنوات، الذي قرر ركوب دراجته قاطعاً مسافة طويلة إمتدت من فرنسا إلى لبنان، فكان له ما أراد مؤكداً مدى قدرة اللبناني على الصمود والتحدي رغم كل الصعاب.. و كان لصحيفة "السبورت" الإلكترونية هذا الحوار مع بشارة نصر، إليكم أبرز ما تضمن.
بداية اللقاء كان بالحديث عن بشارة نصر، يقول: أنا إبن بلدة الحدث، ٢٥ سنة أقيم في فرنسا منذ خمس سنوات، تخرجت مؤخراً وسأبدأ مطلع العام المقبل بمزاولة مهنتي مهندساً.. أعشق الرياضة والطبيعة وأمضي وقتاً طويلاً في الجبال، وكنت أمارس سابقاً في لبنان كرة القدم، ولا زلت حتى اليوم في فرنسا أمارس رياضة الركض، المسافات الطويلة، التسلق والتزلج.
وعن رحلته الصعبة ولماذا إختار هذا التوقيت تحديداً يقول نصر، منذ أن غادرت إلى فرنسا قبل خمس سنوات وهذه الفكرة تراودني، ودائماً كنت أرغب أن أنطلق بفكرة مختلفة غير إعتيادية، فكانت الرحلة بالدراجة هي فكرتي الأساس وعندما حان الوقت إنطلقت بالمشروع الذي تطّلب تحضيراً طويلاً وتحضير ذهني وجسدي، خاصة أن الوقت قد لا يسمح لي مستقبلاً، قبل البدء بعملي الجديد في فرنسا مطلع العام المقبل 2025، والرحلة هذه قد تستغرق وقتاً ما بين 40 إلى 60 يوماً فكان هذا هو المناسب لذلك.
في بداية رحلتي، كانت الأوضاع الأمنية في لبنان مقبولة نوعاً ما، ولكن بعد أسبوعين من ذلك إختلفت الأمور تحديداً عندما وصلت إلى كرواتيا، وهنا بدأت أسأل نفسي هل أتوقف هنا وأعود في منتصف الطريق، ولكن صدقاً خلال متابعتي لما يحصل في بلدي ورؤيتي لصمود الشعب اللبناني رغم الحرب والظروف قررت أن لا أستسلم.
وحول إذا ما كان هناك رسالة معينة من خلال رحلته، يقول بدايةً لم تكن هناك رسالة ولكن مع مرور الوقت، كنت دائم التفكير بوطني وما يعيشه من مآسي وظلم ودمار، وعندما تحب بلدك هذا يشعرك بالمسؤولية
السؤال التالي تمحور حول شغف ركوب الدراجات والذهاب لمسافات بعيدة، أكدّ نصر أنّه يهوى كل الرياضات التي تتطلب مجهوداً لفترات طويلة.. ويقول أطمح للكثير، ولدّي مشاريع عدّة أوّد القيام بها، ولكن لا زال هناك وقت كافٍ للقيام بذلك.
وبالحديث عن المدن التي مرّ بها خلال مشواره، وأكثر الصعوبات التي واجهها، يقول: كان لدّي خيارات عديدة للقيام بها، منها المرور ببلدان لم يسبق لي أن زرتها أو تعرفت إليها من قبل، فعلياً مررت بعشرة بلدان إنطلاقًا من فرنسا، ايطاليا، سلوفينيا، كرواتيا، البوسنة، مونتنيغرو، مروراً بالبانيا، اليونان.. ومن اليونان برحلة عبر الباخرة إلى تركيا، والأمر ذاته من تركيا وصولاً إلى طرابلس في لبنان.
ما أحببته في رحلتي أنّي قمت بزيارة عِدّة مدن كنت راغباً بالتعرف إلى عاداتها وتقاليدها، منها مثلاً مدينة سبليت الكرواتية، كذلك الأمر سعدت بالتواجد في أثنيا اليونان.
وعن نصيحته لهواة ركوب الدراجات في لبنان، يقول نصر بدايةً، كونوا آمنين، إرتدوا خوذة الرأس، والسترة الصفراء، إبتعدوا قدر الإمكان عن المدن والطرقات غير الآمنة، إذهبوا إلى الجبل، والأهم من كل ذلك كونوا أقوياء كما عودتمونا، فالرياضة تساعدنا وتُعلّمنا كيف نتخطى آلام الحرب.
يقول نصر، أحترم كل شخص لديه شغف هذه اللعبة، وأتوقع لها مستقبل كبير إن توفرت الظروف المناسبة لها، فمن الرائع أن نستكشف بلدنا من خلال زيارتنا له عبر ركوب الدراجة.
قبل الختام وبعيداً عن ما حققه مؤخراً، و سؤالنا حول ما تعنيه له كرة القدم، يُشّدد هنا أنه يعشق اللعبة ولم يبتعد يوماً رغم سفره في السنوات الأخيرة، فهذه الرياضة جماعية مختلفة تماماً عن ركوب الدراجات، ويصعب عليه الإبتعاد عنها.
ختاماً، توجه بشارة نصر برسالة للبنانيين عامةً، إعلموا أنكم أقوياء أكثر مما تتصورون، فقط إن إمتلكنا الجرأة قادرين أن نجتاز الصعاب في كافة المجالات، كما وأشكر صحيفتكم على هذه المقابلة، وإلقاء الضوء على كافة الإنجازات التي تتحقق في لبنان أو خارجه.