لا يخلو المجال الرياضي من الأحداث التاريخية الغريبة أو الطريفة، ومنها الخطيرة، من بينها رياضة كرة القدم معشوقة الملايين واللعبة الشعبية الأولى حول العالم، والتي يختزن تاريخها وقائع أغرب من الخيال في بعض الأحيان، لعلّ أغربها على الإطلاق، مباراةٌ إنتهت بـ"مجزرة أهداف".

في التفاصيل: قبل نحو 22 عاماً، سَجل التاريخ حدثاً رياضياً قد يكون من الصعب جداً تكراره ما لم يكن مستحيلاً، ذلك الحدث كان مباراة في كرة القدم، والتي دخلت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأكبر نتيجة في مباراة كرة القدم على مرِّ التاريخ، فما هي قصة تلك المباراة؟

* نتيجة خرافية

في تاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2002، جرت مباراة بين فريقَي "​أديما​" و"​ستاد أولمبيك دو ليميرن​" من الدوري المحلي في ​مدغشقر​، وهما غريمان تقليديان، وقد شهدت المباراة ما هو أغرب من الخيال، إذ انتهت بنتيجة خرافية وصلت إلى 149 هدفاً دون مقابل لمصلحة أديما، ولكن السؤال هل كانت النتيجة، طبيعية؟
لا شك في أن المنطق لا يقبل بأن يستطيع فريق ما تسجيل هذا العدد الهائل من الأهداف في 90 دقيقة، وتلك كانت حقيقة المباراة بالفعل، حيث سجل لاعبو ستاد أولمبيك دو ليميرن كلَّ تلك الأهداف في مرماهم، وذلك إحتجاجاً على ما اعتبروه أنه إنحياز من جانب الحكم للفريق الخصم، ومن ثم بدأوا بتسجيل الأهداف في مرماهم واحداً تلو الآخر، وبمجرد أن تبدأ الكرة من منتصف الملعب، كانوا يعيدونها على الفور إلى مرمى فريقهم، إلى أن وصلت النتيجة إلى هذا الحد.
وعقب إنتهاء المباراة، فرض الإتحاد الرياضي في مدغشقر عقوبات قاسية على مدرب ولاعبي ستاد أولمبيك دو ليميرن على ما فعلوه، والطريف في تلك المباراة، أنّ كل لاعب كان على أرضية الملعب، تلقى إنذاراً، إلا أنّ الوحيد الذي نجا من أي عقوبة، كان حكم المباراة الذي تسبب بالمشكلة بعد إتهامه بالانحياز.

* مهزلة كروية

لم تكن الأحداث التي شهدتها مباراة ودّية في العام 1945، أقّل غرابة من الحادثة المذكورة أعلاه، ففي ذلك التاريخ، جرت مباراة ودّية بين فريقَ ​أرسنال​ الإنكليزي، و​دينامو موسكو​ الروسي في مدينة ​لندن​، ومن الغريب أن الحكم أصّر أن تُلعب المباراة علماً أن الرؤية كانت شبه معدومة بسبب الضباب الكثيف في ذلك اليوم، ومن هنا بدأت عجائب تلك المباراة.
وكتب أحد المواقع الرياضية يومها عن تلك الواقعة، أن الضباب كان كثيفاً لدرجة أن مدى الرؤية لم يكن يتجاوز بضعة أمتار في أفضل الأحوال، الأمر الذي حوَّل المباراة إلى ما يمكن أن يسمى بـ"المهزلة الكروية"، وقد وصل الأمر إلى درجة أن الفريقين لم يُطبقا أيَّاً من القوانين الرياضية المعروفة، بل لعبا وفقاً لقوانينهما الخاصة، لا سيما وأن حكم اللقاء لم يكن يعلم أصلاً ما يجري حوله.
من عجائب تلك المباراة، أن دينامو موسكو إستبدل أحد لاعبيه، ولكنه أبقى على كلا اللاعبَين داخل الملعب، وقد تكرر الأمر إلى أن وصل عدد لاعبي الفريق الروسي إلى 15 لاعباً على أرضية الميدان، وذلك إعتماداً على شهادات بعض الجماهير، وأضاف الموقع أن فريق أرسنال لم يفوت الفرصة من جهته، حيث أعاد أحد لاعبيه إلى الملعب بعد أن طرده حكم المباراة.
ومن الأحداث المثيرة في تلك المباراة أيضاً، أن حارس مرمى أرسنال إرتطم بالقائم دون أن يراه، ما أدى إلى إصابته وخروجه من الملعب، ليدخل "أحد مشجعي" الفريق اللندني ويتولى حراسة المرمى بدلاً منه، أما نتيجة المباراة، فجاءت لمصلحة الفريق الروسي بخمسة أهداف مقابل أربعة.

* الموهوب المستهتر

من نجوم كرة القدم الذي سطّروا أسماءهم في تاريخ اللعبة، المهاجم الإيطالي جيوسبي مياتزا، الذي جمع بين ثنائية الموهبة والإستهتار، إذ نادراً ما كان يحضر المباريات في موعدها، مهما كانت أهميتها، لدرجة أن الكثير من الشائعات تتحدث عنه، رغم التشكيك في صحة بعضها.. لعب المهاجم المخضرم في صفوف "الثلاثي المرعب" الإيطالي "​إنتر​ و​ميلان​ و​يوفنتوس​"، ومن القصص الغريبة التي تُحكى عنه، أنه في إحدى المرات تأخر في نومه حين كان لاعباً في صفوف الإنتر، وفي طريقه إلى الملعب، إلتقى بأحد أصدقائه، فجلس معه يحتسي القهوة ثم أكمل طريقه إلى الملعب ليصل في الدقيقة 75 من عمر اللقاء ويدخل بديلاً، ومن ثم يسجل ثلاثة أهداف ويطلب من المدرب إخراجه بعد 7 دقائق من دخوله ليعود إلى المنزل ويكمل نومه، لكن هذه الرواية قوبلت بالكثير من السخرية لأنها غير قابلة للتصديق.
ويذهب آخرون إلى أن القصة الحقيقية للاعب الفائز بلقبين في كأس العالم مع "الآتزوري" عامَي 1934 و1938، هي أنه تأخر عن تلك المباراة لمدة 5 دقائق، وعَلِم أن إدارة الفريق تعتزم معاقبته، وخوفاً من ذلك، ضاعف اللاعب جهده على أرضية الميدان ونجح في تسجيل 3 أهداف كانت كفيلةً بنجاته من العقوبة