تستمر تحضيرات الأندية اللبنانية لإستئناف بطولة الدوري العام لأندية الدرجة الأولى، وكان لصحيفة "السبورت" الإلكترونية هذا اللقاء مع المدير الفني لنادي ​البرج​ الكابتن ​فؤاد حجازي​، للحديث معه عن تحضيرات فريقه وأبرز التحدّيات التي ستواجه الأندية بعد فترة توقف بسبب الحرب.. فدار هذا الحوار:

بداية اللقاء، كان بالإطمئنان عن حاله وحال كل محبيه بعد إنتهاء الحرب الأخيرة، يقول حجازي: لا يَسعُنا بداية إلاّ أن نترّحم على الشهداء، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، تبقى هناك بارقة أمل ونور يلوح في الأفق، فنحن كلبنانيين تعوّدنا أن نكون يداً واحدة وقت الأزمات والمِحَن.
ولعّل هذه الحرب، أعطتنا دروساً يُستفاد منها مع المدى الطويل، فمَا لمسناه ورأيناه كيف إحتضن اللبناني أخاه اللبناني، من مختلف الطوائف والمناطق ما هو إلاّ رسالة، كي نبقى شعباً واحد ويداً واحدة لأجل بناء وطن ومستقبل مشرق لأبنائنا.

تناولنا مع الكابتن حجازي بعدها، رأيه بعودة وإستئناف النشاط الكروي: يُؤّكد أنّ عودة لعبة كرة القدم إلى الحياة، هي بمثابة عودة الروح، فالتوقف كان قسري بسبب الظروف، ولكن متأكد أننّا سنعود أقوى وعلينا أن نستغّل هذا الأمر لنبرهن أن قدرة اللاعب والمدرب اللبناني على الصبر والتحمل، تؤكد مدى حُبّه وتعلقه بهذه اللعبة، العودة كانت بمكانها و يجب التعامل بحنكة وذكاء، الأهم هو إستئناف النشاط المحلي في موعده.

وحول إستعدادات فريقه لإستئناف بطولة الدوري في وقت لاحق، يقول الحافز كبير، والرياضة هي أولوية لدينا كلاعبين ومدربين وإداريين، تبقى المتنفس الوحيد، علينا بالتماسك والعمل بالحد الأدنى المتاح لدينا.

نحن في نادي البرج، بدأنا رحلة العودة متأخرين بعض الشيء، ظروف الأندية صعبة جداً ويمكن القول أننّا نعمل باللحم الحي، المرحلة إستثنائية وصعبة ولكن غير مستحيلة، بالتكاتف سَوِيّاً سنقود البرج إن شاء الله لتحقيق أهدافه في الموسم الحالي، وجمهور الفريق كبير جداً ومدرك تماماً واقع الحال الذي وصل إليه النادي في السنوات الأخيرة، ولكن بوقوفهم إلى جانبنا وفي ظل الإمكانيات الضئيلة المتوافرة نعدهم بتقديم موسم يليق بإسم نادي البرج وتاريخه.

يتابع حجازي حواره مع " السبورت " قائلاً: "سنخوض المرحلة الأولى أقلها بدون العنصر الأجنبي، بعدما كُنّا أول نادٍ بدأ مشوار البطولة بدون أجانب بمواجهة ​العهد​، أجانب الفريق وصلوا فيما بعد وكانت الحرب والأحداث الأليمة قد إندلعت، لِيَتّم ترحيلهم بأمن وآمان إلى بلدهم، و بعد إستئناف التدريبات تقرر مع الإدارة إستكمال المرحلة الأولى بالتشكيلة المحلية ولدينا كامل الثقة، ولاحقاً في حال إرتأى الجهاز الفني حاجتنا للأجانب عندها يبنى على الشيء مقتضاه".

وعن رأيه بالفارق بين جيله من لاعبي كرة القدم، والجيل الحالي، يقول : "بِكّل أمانة الجيل السابق ذو نوعية أفضل والأمور إختلفت اليوم كليّاً، كُنّا نعتمد على حّب اللعبة ولا تعنينا عقود، بعكس ما يتمتع به اللاعب اليوم حيث بإستطاعته أن يلعب لعدّة نوادٍ في غضون سنوات قليلة".

وحول رأيه بكرة القدم اللبنانية بشكل عام، وهل يرى أن اللعبة بخير؟ يقول : "الكرة اللبنانية ليست بخير أبداً، تحتاج لعمل جبّار لكي تصل إلى مرحلة نطمح إليها، كما وتحتاج فعلياً للرجل المناسب في المكان المناسب".

كرة القدم تحتاج، بنى تحتية، عقلية إحترافية وتطوير دائم، كرة القدم تحتاج لإقامة دوري قوي، تحديث قوانين، إحتراف حقيقي، تحتاج لمؤسسات لا أفراد يأتون لسنوات قليلة ومن ثم يرحلون تاركين أنديتهم في مهب الريح. الحل هو بالمؤسسات الرياضية، يجب العمل بدون كيدية، نملك العناصر والمواهب، تتوافر لدينا الكوادر الإدارية التي من شأنها أن تعمل لمصلحة اللعبة، كرة القدم لن تتطور في حال إستمرت المناكفات وهذا ما نعانيه منذ وقت طويل وإذا إستمرينا بذلك سنبقى على نفس الحال، اللعبة تحتاج لخطة طويلة الأمد، تحتاج للدعم والمال، وأيضاً دور الدولة الغائب منذ سنوات، فنحن كرياضيين نعمل لإسم لبنان.

قبل الختام، تَوّجه حجازي برسالة لمحبّي نادي البرج قائلاً:
البرج هو كيان، هو بمثابة هوية ومنزل لكل أبناء منطقة برج البراجنة، أدرك تماماً أنّ المحبين والغيارة على مصلحة النادي وإسمه وتاريخه هم كُثر، حان الوقت رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا جميعاً، لإنقاذ البرج، واكبونا طوال الموسم نحن بحاجتكم في الملاعب وعلى المدرجات، فهذا النادي لا يُمثّل فؤاد حجازي فقط، إنما يُمثّلنا جميعاً دون إستثناء.

ختاماً، تمنى حجازي أن يَعُّم الأمن والسلام في البلد، لبنان يجب أن ينعم بالإستقرار وهذا شأن جميع اللبنانيين، وأشكر صحيفتكم على هذه اللفتة الكريمة، بدوام النجاح والتقدم.