بعد انتهاء النصف الأول من الموسم، وضع المهاجم المصري عمر مرموش فريقه أينتراخت فرانكفورت على طريق حجز مقعد بين الأربعة الأوائل في الدوري الألماني لكرة القدم وذلك للمرة الأولى منذ 30 عاما، وبات في الوقت عينه محط اهتمام أبرز الأندية الأوروبية.
بعد 17 مباراة خاضها في الدوري، تمكن من تسجيل 15 هدفا، متأخرا بفارق هدف عن الإنكليزي هاري كاين مهاجم بايرن ميونيخ ومتصدر ترتيب الهدافين. رقمٌ كان كافيا لربط اسمه بانتقال محتمل إلى مانشستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنكليزي في المواسم الأربعة الماضية.
ويحتل مرموش المركز الثاني في الدوريات الخمسة الكبرى على صعيد المساهمات التهديفية بـ25 هدفا، خلف مواطنه وقائد منتخب بلاده محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنكليزي، الذي لعب ثلاث مباريات إضافية وفي رصيده 31 مساهمة تهديفية.
تسلّط الأضواء مجددا على مرموش عندما يستضيف فرانكفورت الثالث بـ33 نقطة، بوروسيا دورتموند العاشر الذي يبتعد عنه بثماني نقاط في المرحلة الثامنة عشرة الجمعة.
تعود المرة الأخيرة التي احتل خلال فرانكفورت مرتبة بين الاربعة الأوائل إلى موسم 1992-1993، لكنه يتخوّف من ألا يتمكن من تكرار هذا الإنجاز في حال انتقال نجمه الفرعوني.
وعلى الرغم من أن المصري البالغ 25 عاما يخوض غمار الدوري الالماني منذ 2017، تراوده من دون أدنى شك فكرة الانتقال إلى ناد كبير في القارة العجوز.
وُلد مرموش في القاهرة عام 1999، وبرز مبكرا في أكاديمية وادي دجلة.
في سن السابعة عشرة فقط، تم ترفيع مرموش إلى الفريق الأول قبل أن ينضم إلى الفريق الرديف لفولفسبورغ بعد عام. واجه في بداياته صعوبة في فرض نفسه والحصول على فرصة حقيقية للعب، ما دفع النادي إلى إعارته إلى سانت باولي وشتوتغارت.
لم تكن دقائق اللعب هي الوحيدة التي أعاقت تقدمه بسرعة، بل واجه أيضا صعوبة في التأقلم مع الحياة في ألمانيا.
وكونه لم يكن يجيد اللغة الألمانية، يتذكر مرموش وقوفه بالقرب من المنضدة في المقاهي والانتظار حتى يرى الطلب الذي يريده، قبل أن يشير إلى النادل بأنه يريد الشيء عينه.
قال أحمد عبدون، وكيل مرموش لوكالة فرانس برس إن هذه الصعوبات الأولية كانت أساسا لإنجازاته.
وأضاف: "إتقان مرموش للغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية ساهم بشكل كبير في نجاحه. إنه يزدهر في أينتراخت فرانكفورت".
وتابع: "كانت البوندسليغا دائما خطوة نحو الدوريات الكبرى مثل الدوري الإنكليزي الممتاز أو الدوري الإسباني. إذا كانت هناك عروض، فسوف نناقشها مع النادي ونتخذ القرار الأفضل".
- ليس "صلاح الجديد" -
عام 2021، حين خاض مباراته الأولى مع الفريق الأول لفولفسبورغ، تلقى مرموش الذي يحمل الجنسية الكندية أيضا، الاستدعاء الأول إلى منتخب مصر.
في مباراته الدولية الأولى، وإلى جانب صلاح، سجل مرموش هدف فوز "الفراعنة" على ليبيا 1-0 في تصفيات المونديال المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر.
بعد انتقاله إلى فرانكفورت في صفقة مجانية قبل انطلاق الموسم الماضي، سجل مرموش 12 هدفا خلال 29 مباراة في الدوري.
واستكمل المصري تألقه هذا الموسم. سجل هدف التعادل بمواجهة بايرن ميونيخ المتصدر (3-3) في تشرين الأول/أكتوبر، وتلقى إشادة من المدرب البلجيكي فنسان كومباني.
قال مدرب الفريق البافاري "مرموش لاعب سيتطور مع مرور الوقت"، مؤكدا أن مهاراته "غير عادية".
بات تطور مرموش مادسة دسمة لمقارنات حتميّة مع صلاح، لكن نجم ليفربول حذّر من هذا الأمر.
قال صلاح في تشرين الثاني/نوفمبر "لا تقارنوه بي، لا تقولوا +محمد صلاح الجديد+، دعوه يخوض مسيرته. مقارنة لاعب في بداية مسيرته مع آخر حقق الكثير في العديد من السنوات، أمر لا يساعده".
وعلى الرغم من أن مرموش قد يرغب في شق طريقه الخاص، فإن الانتقال إلى مانشستر سيتي سيجعل المقارنة بينه وبين صلاح، أشهر ما قدّمته مصر على الصعيد الرياضي أخيرا، أمرا لا مفر منه.