لمعَ نجمها وسطع بريقها، في السنوات القليلة الماضية، على الصعيد التحكيمي محلياً عربياً ومؤخراً أسيوياً.. الحديث هنا عن الشابة المجتهدة الطموحة والمثابرة، التي حازت شارة القيادة الأسيوية، بكل إستحقاق وجدارة. فكان لصحيفة " السبورت " الإلكترونية هذا الحوار مع الحكم ​حنين مرعي​:

بداية الحديث مع حنين، ترّكز حول بدايتها في المجال الرياضي، تقول: منذ بدايتي أحببت كرة القدم، أتابعها وأشاهد مبارياتها، كنت أمارسها كهواية وتعلقت بها أكثر، ولعبت لمدّة سنتين لأحد الفرق في بطولة الدوري.

وحول إختيارها مهنة التحكيم، تؤكد مرعي أن تعلقها بكرة القدم، منحها الدافع الأكبر لخوض مجال التحكيم، وإنضممت إلى إحدى الدورات ومن هنا كانت البداية، وأردفت قائلة: التحكيم مهنة مميزة ورائعة، تتطلب التحضير البدني والذهني والتدريب المستمر.

ولدى سؤالها عن أولى المباريات الرسمية التي خاضتها كحكم، تقول: "أولى مبارياتي، كانت مزيجاً بين الحماس والشعور بالخوف والتوتر، كانت المسؤولية كبيرة جداً، ولا أرغب أن أخطئ وأردت إثبات نفسي، وبعد نهاية المباراة بنجاح كان شعوراً لا يوصف، وهذا ما منحني الدافع الأكبر للإستمرار والتقدم".

وحول الإنتقادات التي يتلقاها الحكم في أرضية الميدان: "أحاول أن أُرّكز على النقد البنّاء ورؤية نقاط ضعفي وسبل معالجتها".

واضافت: في البداية واجهت الكثير من الصعوبات، بسبب رفض الكثيرين و عدم تقبّل فكرة أن تدير حكم (أنثى) مباراة ​كرة قدم​، ولكن بعدها بفترة نلت ثقة وإستحسان الجميع".

وعن أجمل التجارب التي خاضتها تحكيمياً، تؤكد أنّ تجربة ​الأكاديمية الأسيوية​ الأفضل، كونها تعطي مفهوم آخر للتحكيم، متقدم ومتطور، ولكنها تطلبت أيضاً ثلاث سنوات من الجهد والتحضير المستمر دون أي توقف، و عقب نهاية الإختبارات كانت فرحتي كبيرة لا توصف.

وحول رسالتها للجيل الجديد من الحكام (الإناث) منهم تحديداً، أكّدت بدايةً أن الإناث يثبتون فعاليتهم، ورسالتي اليوم لأقول لهم: "التحكيم ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية كبيرة تستوجب منكم الإلتزام، والتطوير المستمر، عليكم تحدّي الصعاب ومواجهة كل السلبيّات، إعملوا بِجّد وكونوا على إستعداد دائم للتعلم والإستفادة من كافة التجارب".

قبيل الختام، سالنا حنين حول تقبل الأهل والبيئة المحيطة بها، فكرة خوضها عالم التحكيم، فكان الجواب: "بداية كان هناك رفض ولم يتقبل أحد فكرة خوض هذه التجربة، بإعتبار أنّها مهنة صعبة وجديدة خاصة بالنسبة للإناث، ولكن فيما بعد تقبلوا ذلك وأصبحت ألقى الدعم والمتابعة لكافة مبارياتي".

وعن رأيها، بإعتماد تقنية الفيديو "var" في الدوري المحلي ومدى أهميته، تؤكد مرعي أنه إضافة ثمينة جداً وذلك بعد جهد وعمل كبير من الإتحاد، ومن شأنه مساعدة الحكم لإتخاذ القرار السليم وإعطاء الحق لكل فريق.

ختاماً، توّجهت حنين بالشكر كل الشكر للأستاذ ​جهاد الشحف​ أمين عام الإتحاد اللبناني لكرة القدم، و رئيس لجنة الحكام الحاج ​محمود الربعة​، لحرصهما ومتابعتهما الدائمة للحكام، كما أرادت توجيه رسالة مفادها، أنّ النجاح لا يأتي وليد الصدفة، بل هو نتيجة العمل الجاد، الإصرار، والإيمان بقدرة التغلب على التحدّيات.

وفيما خّص طموحاتها وأهدافها المستقبلية، أكدّت أنها تتركز حول تطوير قدراتها وقيادة المباريات الدولية والآسيوية. ولزملائها ومحبيها، أشكركم على دعمكم المستمر