تتجه الأنظار إلى جائزة اليابان الكبرى، الجولة الثالثة من بطولة العالم للفورمولا وان، في ظل التغيرات التي بدأت تطرأ على المشهد العام بعد البداية القوية لفريق مكلارين التي وضعت الهيمنة المطلقة للهولندي ماكس فرستابن وفريقه رد بل في المواسم الاربعة الماضية على المحك.
وفرض مكلارين نفسه بقوة في مستهل الموسم بعد فوز البريطاني لاندو نوريس بالجولة الأولى في أستراليا، قبل أن يخطف زميله الاسترالي أوسكار بياستري الثانية في الصين متقدما على نوريس نفسه.
يتصدر نوريس الترتيب العام للسائقين برصيد 44 نقطة بفارق 8 عن فرستابن الذي حل وصيفا ثم رابعا في الجولتين الافتتاحيتين.
ويبحث فرستابن، بطل العالم في المواسم الأربعة الماضية، عن تسجيل انتصاره الأول في الروزنامة الحالية، متسلحا بفوزه بالنسخ الثلاث الأخيرة في اليابان، حيث حسم لقبه الثاني في بطولة العالم على هذه الحلبة بالذات في عام 2022.
كما عبر فرستابن الذي حل ثانيا في ملبورن، رابعا في شنغهاي وثالثا في سباق السرعة، في الآونة الأخيرة عن محبته لحلبة سوزوكا التي وصفها بالـ "المدرسة القديمة".
وكان الهولندي قد تفوق على زميله السابق في رد بل، المكسيكي سيرجيو بيريز بفارق 12.5 ثانية في سباق الموسم الماضي.
من جهته، يواصل فيراري البحث عن موطئ قدم له هذا الموسم بعد نتيجته الكارثية في الصين قبل أسبوعين.
واستهل الصانع الايطالي الجولة السابقة بمعنويات عالية بعد أن هيمن البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم سبع مرات على سباق السرعة (سبرينت) محققا فوزه الاول بقميص سكوديريا.
لكن الفرحة تحولت الى مأساة بعدما أُقصي الثنائي شارل لوكلير من موناكو وهاميلتون من جائزة الصين مع شطب نتيجتيهما بسبب مخالفات في سيارتيهما.
من ناحية أخرى، نجح مرسيدس في التكيف سريعا بعد رحيل هاميلتون وحقق بداية لا يُستهان بها عن طريق البريطاني جورج راسل الذي حل ثالثا في الجولتين الافتتاحيتين، ليحتل المركز الثالث ايضا في ترتيب بطولة العالم.
كما أظهر سائقه الايطالي الشاب كيمي أنتونيلي (18 عاما) بعض العروض الواعدة بحلوله رابعا ثم سادسا.
- الانظار الى تسونودا -
وسيجذب الياباني يوكي تسونودا المنتقل إلى رد بل الأنظار على أرضه، حاملا وزر القيادة إلى جانب فرستابن وفي فريق يبحث عن الاحتفاظ بمكانته في ظل المنافسة الشرسة مع مكلارين.
ويطمح تسونودا للصعود إلى منصة التتويج في سباق بلاده بعد انتقاله "الخيالي" إلى فريق رد بل ليحل بدلا من النيوزيلندي ليام لاوسون.
ووصف تسونودا الشعور الذي انتابه بعد انتقاله إلى الحظيرة النمساوية بـ "الخيالي" وهو يستعد للجلوس خلف مقود سيارة أحد أفضل الفرق عند خط الانطلاق، ويضع نصب عينيه ترك بصمة أمام الجماهير اليابانية في سوزوكا حيث يتمتع بشعبية عالية.
يأتي تسونودا من رايسينغ بولز (آر بي) الرديف لرد بل، في حين سيسلك لاوسون (23 عاما) المسار المعاكس بعودته إلى الفريق الذي دافع عن ألوانه خلال الجوائز الكبرى الست الاخيرة في الموسم الماضي.
ودعا مدير رد بل، البريطاني كريستيان هورنر، السائق الياباني للاقتراب "بأكبر قدر ممكن" من فرستابن، بحسب ما صرح به تسونودا الذي تُعد أفضل نتيجة له حلوله في المركز الرابع في سباق جائزة أبو ظبي الكبرى عام 2001 مع فريق "آر بي" الذي كان يحمل في حينها اسم ألفا تاوري.
وقال تسونودا لشبكة "بي بي سي": "في النهاية، يركز فريق رد بل على إحراز ماكس للقب بطولة السائقين".
وتابع: "لقد وعدني ايضا، في بعض الحالات، بأنني إذا استطعت أن أكون أمام ماكس، فلن يطلب مني بالضرورة أن أبدل المراكز وأن أتيح لماكس الفوز".
وحل تسونودا الذي يخوض موسمه الخامس في البطولة، المركز الثاني عشر في الجولة الافتتاحية قبل أن ينتزع ثلاث نقاط بحلوله سادسا في سباق السرعة في شنغهاي.