أدخل الاتحاد الدولي للسيارات نظام تقليل السحب الهوائي (DRS) إلى الفورمولا 1 عام 2011 بهدف زيادة فرص التجاوز في السباقات، بعدما شهدت الأعوام السابقة صعوبات كبيرة في تخطي السيارات، بسبب التلاحم الهوائي وضعف فاعلية المكابح في مناطق الكبح.

يعتمد هذا النظام على جناح خلفي متحرّك يُفتح بشكل أفقي لتقليل مقاومة الهواء، مما يمنح السائق دفعة سرعة إضافية في الخطوط المستقيمة. ولكن استخدام DRS يخضع لقوانين صارمة: لا يمكن تفعيله إلا عندما يكون السائق خلف سيارة منافسة بفارق أقل من ثانية واحدة، وفي مناطق مخصصة تُعرف بـ"مناطق DRS"، تُحدّد مسبقًا على الحلبة.

أثبت النظام فعاليته في تحسين جودة السباقات، وزيادة الحماس والمنافسة. غير أن بعض المتابعين يرون أن DRS يُقدّم أحيانًا ميزة اصطناعية، تجعل التجاوز سهلاً للغاية، مما يقلّل من قيمة المهارة الفعلية للسائق في بعض الحالات.

تسعى الفورمولا 1 حاليًا، من خلال التعديلات التقنية والتصميمية على السيارات الجديدة منذ عام 2022، إلى تقليل الاعتماد على DRS مستقبلاً، عبر تحسين قدرة السيارات على التلاحم دون خسارة الأداء الهوائي، ما يُعيد مشهد التجاوزات إلى طابعه الطبيعي القائم على المهارة والدقة.

تشير التوجهات التقنية الجديدة للفورمولا 1 إلى أن التصميمات القادمة للسيارات، التي ستعتمد على أنظمة ديناميكية أرضية أكثر فاعلية وهياكل هوائية مبسطة، ستُعزز من قدرة السيارات على التلاحم خلف بعضها دون التأثر الكبير بالاضطرابات الهوائية الناتجة عن السيارة الأمامية. هذا ما يُعرف بـ"القيادة النظيفة" خلف المنافس.

بناءً على هذه التعديلات، تنوي الفورمولا 1 تقليل اعتماد السباقات على DRS بشكل تدريجي بدءًا من 2026. ومن بين المقترحات المطروحة، تقليص عدد مناطق DRS على الحلبات، أو تقييد استخدامها في عدد لفات محدد، أو حتى إلغاءه كليًا في بعض الجولات التي تسمح طبيعتها بتجاوزات طبيعية.

رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ​محمد بن سليم​، كان قد صرّح في وقت سابق أن "الهدف ليس إلغاء DRS دفعة واحدة، بل جعله غير ضروري". هذا التوجه يعكس رغبة المنظمين في أن تعود المواجهات بين السائقين إلى جوهرها الحقيقي، المعتمد على المهارة والتكتيك والجرأة في الكبح، دون الاعتماد المفرط على أدوات مساعدة اصطناعية.