بعد هيمنته على دوري أبطال أوروبا في كرة القدم والمسابقات المحلية الثلاث، فشل باريس سان جيرمان الفرنسي في تمديد هيمنته على الساحة العالمية وصنع المزيد من التاريخ من خلال الفوز بلقب النسخة الأولى لمونديال الأندية بنظامها الجديد، وذلك بسقوطه امام تشيلسي الانكليزي 0-3 في المباراة النهائية أمام ناظري الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكانت المباراة بين باريس سان جيرمان، بطل دوري الأبطال، وتشيلسي، بطل كونفرنس ليغ، على ملعب ميتلايف في نيويورك بمثابة ختام لبطولة مثيرة للجدل إلى حد كبير واجهت انتقادات بإضافة المزيد من المباريات على الروزنامة الدولية المزدحمة والتي لم تنجح في إسكاتها تماما بعد شهر من المنافسة.
بين تعب اللاعبين الذين لم يكن جميعهم متحمسين لرهان البطولة، والحرارة الخانقة، وتوقيف المباريات لتفادي العواصف، والحضور الجماهيري المتواضع جدا في بعض الملاعب، لم تتبدد كل الشكوك حول مصداقية وأهمية هذا الحدث الذي يشارك فيه 32 فريقا للمرة الاولى في تاريخ المسابقة.
الحصيلة متباينة رغم أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري الإيطالي جياني إنفانتينو الذي دعم هذا المشروع من خلال وضع منحة قدرها مليار دولار (نحو 855 مليون يورو)، بدا متحمسا جدا.
على أية حال، فإن كأس العالم هذه ستسمح للاتحاد الدولي بتعزيز حضوره في الولايات المتحدة، قبل عام واحد من نهائيات كأس العالم للمنتخبات التي تستضيفها مشاركة مع المكسيك وكندا، وفي الوقت نفسه تعزيز علاقاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. افتتح فيفا مكتبا له في برج ترامب في نيويورك، وسيكون الرئيس الأميركي حاضرا في المدرجات خلال المباراة النهائية.
أراد إنفانتينو أيضا من إنشاء هذه المسابقة العالمية بنظامها الجديد كسر هينة ممثلي الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) على مستوى الأندية، من خلال مسابقة دوري أبطال أوروبا المرموقة. ومن هذه النقطة أيضا، فشلت طموحاته. ورغم حماس جماهير أميركا الجنوبية والنتائج الجيدة التي حققتها الفرق البرازيلية (أربعة في ثمن النهائي، واثنان في ربع النهائي، وواحد في نصف النهائي)، فإن ممثلين اثنين للقارة تنافسا على اعتلاء عرش العالم.
- سان جيرمان يفرط بفرصة بسط هيمنته -
أتيحت أمام باريس سان جيرمان الذي حقق لقب دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه، الفرصة لاختتام موسم لا ينسى بالفعل بطريقة رائعة. لا شك أن الفوز باللقب الخامس، بعد دوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي وكأس فرنسا وكأس الأبطال الفرنسية، كان من شأنه أن يعزز بالتأكيد الطابع الاستثنائي لهذا الموسم.
وباستثناء هزيمة فريقه الرديف أمام بوتافوغو البرازيلي (0-1) في الجولة الثانية من دور المجموعات، لم يتمكن أحد من مقاومة الغضب الباريسي، ولا حتى بايرن ميونيخ الألماني الذي خسر أمام رجال إنريكي (0-2) في ربع النهائي في مباراة أكملها سان جيرمان بتسعة لاعبين بعد طرد مدافعيه لوكاس هرنانديز والاكوادوري وليان باتشو.
لكن الفرحة لم تكتمل وجاء فوز تشيلسي الذي عانى من بداية صعبة، بمثابة إنجاز هائل في ظل هذه الظروف. وأظهر الفريق اللندني بقيادة مدربه الإيطالي إنزو ماريسكا صلابة كبيرة، مؤكدا صحوته منذ وصول مديره الفني في صيف عام 2024، ما سمح له بالحصول على المركز الرابع المشرف في الدوري الإنكليزي الممتاز، المرادف للعودة الى المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، والتتويج بلقب مسابقة كونفرنس ليغ.
وفي الوقت الذي أذهل فيه باريس سان جيرمان جماهير اللعبة الجميلة خلال مشواره في دوري أبطال أوروبا، نجح تشيلسي في وضع حد لسيطرته.