يؤكد انتقال اللاعب الكرواتي المخضرم ​لوكا مودريتش​ الى ايطاليا وتحديدا ال​ميلان​ من ​ريال مدريد​ ان الكالتشيو ما زال موطنا لكبار السن الموهوبين.
مودريتش سيبلغ ال 40 من عمره وخاض 930 مباراة طوال مسيرته وحقق 7 القاب دوري و6 القاب دوري ابطال اوروبا حتى انه كسر احتكار ​ميسي​ و​رونالدو​ في 2018 حين فاز بجائزة الكرة الذهبية.

لم يخض مودريتش في فترته الاخيرة مع ريال مدريد اي مباراة كاملة حتى انه دخل في وقت متاخر جدا امام ​باريس سان جيرمان​ في نصف نهائي ​كاس العالم للاندية​ ما اعتبر مباراته الاخيرة. كان يمكن ان يعتزل اللعب وهو في القمة الا ان شغفه للعب مونديال 2026 جعله يكمل المسيرة ويختار الانتقال الى ميلان الايطالي في تحد جديد.

الدوري الايطالي بهذا الانتقال يؤكد انه موطن المواهب الكبيرة. فمع قدوم مودريتش هناك ايضا ​دي بروين​ ابن ال 34 عاما الذي اتى الى ​نابولي​ واتشيربي ابن ال 37 في الانتر وزميله مخيتاريان ابن ال 36 وهناك ايضا خوان كوادرادو ذو ال 37 سنة مما يضع معدل الاعمار في الدوري الايطالي اكبر ب 14 شهرا من متوسط اعمار 31 دوري في اوروبا.

ترجمة صحيفة "السبورت" الالكترونية

هذا التطور في معدل اعمار اللاعبين النجوم وكيفية عطائهم المستمر يعود لطريقة الحياة التي يتبعونها والاهتمام بانفسهم على عكس ما كان يحدث من قبل. ناهيك عن التقدم في المجال الصحي والطبي حيث اصبحت الاصابة بقطع في الرباط الصليبي لا تؤدي الى انهاء مسيرة اللاعب كما كان تفي السابق بل اصابة يمكن تخطيها.

وفي الوقت نفسه هناك دوريات خارج اوروبا تستفيد من وجود نجوم كبار فيها امثال الدوري الاميركي حيث يتواجد ميسي والدوري السعودي حيث يتواجد رونالدو اللذان يستفيدان من المقدرة المادية في البلدين ويقدمان لنادييهما الشهرة والدعاية.
وهنا نصل الى الدوري الايطالي الذي يعتبر افضل بكثير من السعودي والاميركي ومتقدم عليهما الا انه بعيد كل البعد عن توهج الثمانينات والتسعينات لان النجوم الذين اتوا اليه هم في اخر مسيرتهم الاحترافية.
المفارقة الكبيرة انه لا يوجد اي ناد ايطالي في قائمة اغنى 10 اندية في العالم. حيث لم يفز اي نادي ايطالي بلقب دوري ابطال اوروبا منذ 2010 وانتر مورينيو.

ترجمة صحيفة "السبورت" الالكترونية

الدوري الايطالي اكثر بطأ من باقي الدوريات مما يمنح اللاعبين المخضرمين بعض المساحات للعب والحفاظ على لياقتهم البدنية واصبح وجهة للاعبين معروفين امثال لوكاكو ومكتوميناي ودي فراي.

من السهل فهم سبب تفضيل دي بروين بعد أن قرر مانشستر سيتي عدم تجديد عقده الانضمام إلى نابولي بدلاً من التنافس في أجواء الدوري الإنكليزي الممتاز على فريق طموح في منتصف الترتيب. أو لماذا اختار مودريتش الانتقال إلى هناك بدلاً من اللعب في الولايات المتحدة. ليس بالضرورة أن يكون كل شيء بوتيرة سريعة. وليس بالضرورة أن يكون كل شيء على أفضل وجه.
كرة القدم الحديثة عالم مهووس بالنمو بفضل المشاركة الواسعة لشركات الاستثمار الخاصة وكثير منها أميركية وهناك ثمانية فرق في الدوري الإيطالي مملوكة بأغلبية لشركات أميركية لذا قدوم مودريتش قد يكون من ضمن هذه الاستثمارات

ترجمة صحيفة "السبورت" الالكترونية