في مشهد مؤثر ومُلهم، خطفت الحارسة الألمانية آن-كاترين بيرغر الأضواء بعدما قادت منتخب بلادها إلى نصف نهائي يورو 2025، بتألقها اللافت في ركلات الترجيح أمام فرنسا، بعد مباراة صعبة خاضتها ألمانيا منقوصة العدد منذ الدقيقة 13.
لكن خلف هذا التألق قصة أكبر من مجرد مباراة كرة قدم. فبيرغر، البالغة من العمر 34 عامًا، لم تكن تحارب فقط على أرض الملعب، بل سبق لها أن حاربت مرض السرطان مرتين، بعد أن شُخّصت بسرطان الغدة الدرقية للمرة الأولى في 2017، ثم عادت الإصابة خلال يورو 2022. ومع ذلك، عادت بقوة وتحدّت المرض، لتصبح اليوم بطلة وطنية جديدة.
وشمٌ صغير على رقبتها يُخفي ندوب الجراحة، لكنه يروي حكاية صمودها. تلك الكلمات الخمس المحفورة على جسدها ليست مجرد حبر، بل شهادة على إرادتها التي لا تلين.
في مواجهة فرنسا، تصدت بيرغر لتسع كرات، وهو رقم قياسي في أدوار خروج المغلوب منذ 2013، ثم تألقت في ركلات الترجيح بتصديين حاسمين وسجلت بنفسها ركلة ناجحة، لتمنح ألمانيا بطاقة التأهل.
رغم التكريم واختيارها أفضل لاعبة في المباراة، تواضعت بيرغر قائلة: "لا أحب أن أكون محور الحديث. الفضل يعود للفريق كله. أنا فقط أديت دوري".
قصتها تُجسّد كيف يمكن للإصرار أن ينتصر، وللأمل أن ينهض من رحم المحنة. بيرغر اليوم ليست فقط حارسة مرمى، بل رمز لقوة الإرادة والعودة من أصعب المعارك.