يمكن اعتبار مشاركة المنتخبات العربية في كأس أمم آسيا المقامة في الإمارات بعيدة عن معايير المنافسة الحقيقية على اللقب باستثناء ما قدمه المنتخب الأردني في مباراتيه أمام استراليا وسوريا والفوز الكبير للمنتخب السعودي على نظيره الكوري الشمالي برباعية في أولى مبارياته في البطولة، فيما لم تقدم المنتخبات التسعة الأخرى أي بوادر إيجابية حتى الآن يمكن اعتبارها مؤشرا لذهابها بعيداً.
فالمنتخب الإماراتي المضيف وعلى الرغم من تصدره المجموعة الأولى، إلا انه لا يزال يفتقد لشخصية البطل، لأن "الأبيض" جاهد في مباراة الإفتتاح أمام البحرين من أجل الحصول على التعادل ثم عانى في مباراته الثانية بمواجهة نظيره الهندي لتحقيق فوز غير مقنع، في حين ان المنتخب البحريني الذي قدم اداءً جيداً في مباراته الأولى سقط بشكل مفاجئ أمام تايلند العائدة من خسارة كبيرة برباعية أمام الهند.
وإذا كان المنتخب الأردني ضمن تأهله مبكراً إلى ثمن النهائي بفوزين مستحقين على نظيره الاسترالي والسوري، فإن الأخير خالف كل التوقعات وظهر بشكل مخيب للآمال على الرغم من ان صفوفه تزخر بعدد من اللاعبين الجيدين وفي مقدمتهم عمر السومة وعمر خربين، لذلك فإن إقالة المدرب الألماني بيرند ستينج ربما تكون متأخرة لكون نسور قاسيون سيواجهون استراليا في المباراة الأخيرة في مباراة صعبة للغاية.
وبانتظار ما سيقدمه المنتخب الفلسطيني في مباراته الثانية أمام استراليا اليوم، فإن تعادله السلبي مع سوريا في المباراة الأولى قد لا يشفع له في المباراتين المتبقيتين، لأن طرفيْها يبحثان عن تصدر المجموعة للهروب من مواجهة محتملة أمام اليابان أو أوزبكستان في دور الستة عشر الأمر الذي قد يعقد من حسابات "الفدائي".
بدوره لم يقدم المنتخب العراقي الاداء المأمول في مباراته الأولى أمام فيتنام الضعيفة نسبياً وتغلب عليها بصعوبة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، لكن أسود الرافدين على موعد مع مباراة سهلة بمواجهة المنتخب اليمني الذي تلقى خمسة أهداف من نظيره الإيراني في مباراته الأولى.
ويبدو المنتخب السعودي والذي حقق فوزاً كبيراً على نظيره الكوري الأكثر استقرارا في المجموعة الخامسة وربما لا يواجه صعوبة في تصدر مجموعته، لكن القلق سيظهر مع المواجهات المنتظرة في المرحلة الإقصائية، في حين ان المنتخب القطري وعلى الرغم من فوزه على نظيره اللبناني بهدفين، الا انه بدا غير مقنع على الإطلاق ولا يمكن اعتباره منتخباً مرشحاً للمضي قدماً نحو مراحل متقدمة.
أما المنتخب اللبناني فإنه دخل البطولة بطموحات محدودة أقصاها بلوغ الدور المقبل كأفضل ثالث، لكن لا يعرف حتى الآن ما اذا كان قادراً على الصمود بوجه "الأخضر" في مباراتهما المرتقبة يوم السبت المقبل.
وبعد خسارته الأولى أمام أوزبكستان، فإن المباراة الثانية للمنتخب العماني أمام نظيره الياباني يوم الأحد المقبل قد تحدد مسيرته في بطولة آسيا لأن اي خسارة ثانية ستعني التمسك بأمل ضعيف من أجل بلوغ ثمن النهائي في حال تحقيق فوز كبير في مباراته الثالثة.
باختصار تبدو رحلة العرب في أمم آسيا بمثابة القفز نحو المجهول في بطولة ستشهد صراعاً شرساً على اللقب القاري حتى الرمق الأخير.