انتهت قمة ليفربول وبايرن ميونيخ بالتعادل السلبي 0-0 في المباراة التي احتضنها ملعب الأنفيلد رود في مدينة ليفربول ضمن ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. المدير الفني لليفربول يورغن كلوب لعب بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي محمد صلاح، ماني وفيرمينيو في خط الهجوم كما لعب المدير الفني لبايرن ميونيخ نيكو كوفاتش بالرسم التكتيكي نفسه 4-3-3 مع الثلاثي كومان، غنابري وليفاندوفسكي في خط الهجوم.
الشوط الأول:
الفريقان بدآ المباراة مع ضغط عالي على حامل الكرة عند الخصم من أجل منع الفريق الآخر من استلام زمام المبادرة مع محاولات من ليفربول للعب الكرات الطولية الساقطة لجناحي الفريق ماني وصلاح فيما اعتمد بايرن على الكرات القصيرة والتدرج من الخلف مع تقدم الأظهرة ثم العودة بسرعة لأداء الواجبات الدفاعية.
انتشار بايرن في وسط الملعب كان جيدا للغاية مع كثافة عددية سمح له بأن يكون الأكثر اسحتواذا مع ثقة في نقل الكرات بينما حاول ليفر لعب الكرات العكسية مع سرعة ماني وصلاح في الإنطلاق الهجومي مع التزامه التام دفاعيا وإغلاق العمق الهجومي في وجه هجمات بايرن المنظمة.
الربع الساعة الأخيرة من هذا الشوط شهدت اندفاع ليفربول بشكل أكبر للامام وهنا حاول بايرن ضربه بانطلاقات كومان وغنابري السريعة لتصبح المباراة ذو إيقاع هجومي جيد لكن كلا الفريقين فشلا في خلق فرص حقيقية مع يقظة المدافعين وهو ما أنهى الشوط الأول بتعادل سلبي 0-0.
الشوط الثاني:
نقل بايرن للكرة كان جيدا مع القدرة على تجاوز ضغط ليفربول العالي وهذا منح الفريق أفضلية نسبية في وسط الملعب لكن الفريق لم يكن في الصورة الهجومية إذا أن التزام ليفربول الدفاعي بدا واضحا ما جعل المباراة محصورة في وسط الملعب من دون قدرة أي من الفريقين على الوصول لمرمى الخصم وغياب الإندفاع الهجومي الزائد لدى كل فريق إنما بايرن كان يلعب بجماعية واضحة ويتحرك ككتلة واحدة دفاعيا وهجوميا مع استمرار دعم الظهيرين كيميتش والابا للجناحين كومان وجنابري. كلوب حاول تنشيط الشق الهجومي في فريقه فأخرج رأس الحربة فيرمينيو وأدخل أوريغي كما خرج لاعب الوسط كيتا ودخل ميلنر اما مدرب بايرن كوفاتش فهو أخرج كومان وأدخل ريبيري لكن الامور لم تحمل أي جديد رغم أفضلية ليفربول الواضحة في آخر عشر دقائق مع رغبته بخطف هدف وفرصة واضحة لماني تألق نوير في إبعادها مع عودة بايرن للخلف وإغلاق ملعبه بشكل تام ثم الاعتماد على بعض الهجمات المرتدة التي لم تكن نهايتها كما يجب لتنتهي المباراة بتعادل سلبي من ناحية النتيجة والأداء أيضا.
ملاحظات عامة:
كانت المباراة تكتيكية من الدرجة الأولى حيث لم يهتم مدرب بايرن للجمالية في الأداء أو اللعب الهجومي كما العادة بل بدا واضحا أنه يريد نقل المواجهة إلى مكان آخر وهو تضييق المساحات ومنع ليفربول من الوصول لشباكه حيث نجح في ذلك بالطبع.
الإلتزام الدفاعي للبايرن كان واضحا حيث ضيق المساحات وحرم ليفربول من لعبه الهجومي ونقاط قوته على الاطراف كما كان الليفر غير فعال في إنهاء الكرات التي حصل عليها امام مرمى الخصم بسبب يقظة الحارس نوير والتسرع في بعض الأحيان.
بدا مهاجم بايرن ليفاندوفسكي معزولا بشكل كلي حيث لمس الكرات في الثلث الهجومي بشكل قليل لكنه قام بدور تكتيكي جيد في الضغط على حارس مرمى ليفربول وقلبي دفاعه مع خاميس رودريجيز لكن اللافت كان غياب بايرن هجوميا بشكل تام حيث لم يسدد الفريق طوال دقائق المباراة التسعين أي تسديدة على الخشبات الثلاثة لمرمى ليفربول.
لم يظهر نجم ليفربول محمد صلاح بعدما لم يمنحه مدافعو بايرن المساحات المطلوبة ورغم محاولته الدخول إلى العمق لكن بايرن كان متواجدا في الصورة الدفاعي بشكل مبهر وأحبط كل تحركات النجم المصري ليعطل أهم مفتاح هجومي لدى لاعبي الخصم.
يجب الإشادة بالمستوى المتميز للاعبا ارتكاز بايرن ألكانتارا ومارتينيز، فالأول بدا هادئا للغاية مع نسبة تمريرات مميزة وقدرة على الإمساك بزمام الأمور في وسط الملعب أما مارتينيز فكان ناجحا للغاية في افتكاك الكرات ولعب دوره بحماية رباعي دفاع الفريق وإغلاق العمق الدفاعي بأفضل طريقة ممكنة.