لم يصل السبّاح الأميركي ​كايليب دريسل​ إلى مكانة مواطنه ​مايكل فيلبس​، أكثر الرياضيين تتويجاً وحصداً للألقاب في التاريخ الأولمبي، لكنه تميّز في ألعاب ​طوكيو صيف 2021​ حاصداً خمس ذهبيات.

برز إبن ولاية فلوريدا في ​أولمبياد ريو 2016​، محرزاً ذهبيتين في التتابع، لكن موهبته تفجّرت في بطولة العالم 2017 في بودابست مع سبع ذهبيات، أتبعها بست إضافية في مونديال غوانغجو 2019، حيث حطّم رقماً قياسياً للأسطورة فيلبس في 100 م فراشة بقي صامداً لمدة عشر سنوات.

بقي السباح الفارع الطول (1.91 م) قريباً من مدرّبه في فترة جائحة كوفيد-19، فنجح بالتدرّب بشكل منتظم برغم القيود.

وصل دريسل إلى طوكيو طامحًا لست ذهبيات، ولم يغادرها محبطاً بعد أن رفع عددها في اليوم الختامي لمنافسات السباحة إلى خمس.

حصد المعدن الأصفر في السباق الأسرع 50 م حرّة محققًا رقمًا أولمبيًا جديدًا، قبل أن يحطّم الرقم العالمي مع بلاده في السباق الختامي التتابع أربع مرات 100 م متنوّعة، متفوقًا مع زملائه على الرقم السابق الذي كان بحوزة الولايات المتحدة منذ 2009.

وأضاف هاتين الميداليتين الى ذهبيات 100 م حرة، 100 م فراشة والتتابع أربع مرات 100 م حرّة، فيما حلّ فريقه خامسًا في التتابع المختلط أربع مرات 100 متنوّعة، رافعًا مجمل ميدالياته الأولمبية الى سبع ذهبيات.

رفض أي مقارنات مع عظماء الألعاب أمثال مواطنيه فيلبس (23 ذهبية) ومارك سبيتز (9)، مقرًا أنه كان "خائفًا" من الضغوطات ليكون على قدر التطلّعات.

أكد أن مطاردة الارقام القياسية التي حققها أساطير الرياضة لم تشكل الحافز لإنجازاته "بالنسبة لي، أن تكون لدي بصمة في الرياضة، هذا بالطبع أمر مميز. (ولكن) لا أريد أن آخذ أي شيء من مايكل، لا أريد أن آخذ أي شيء من مارك. بالطبع أنا سعيد بأدائي هنا. ليس هدفي أن أتفوّق على شخص معيّن، بل فقط أن أحقق ما أشعر أني قادر على القيام به".

- "أكف عن الكذب على نفسي" -

وصل الاميركي إلى اليابان وهو تحت مجهر عالم السباحة لما سيقوم به في الحوض وما إذا سيكون على قدر الطموحات.

وبعد أن حقق أهدافه، أقرّ ابن الرابعة والعشرين ان الأولمبياد شاق أكثر مما توقع "الألعاب الأولمبية مختلفة، سأقرّ بذلك الآن وأكف عن الكذب على نفسي. الضغوطات كبيرة في لحظة واحدة. حياتك كلها تتلخص بناء على زمن يمكن أن يستغرق 20 أو 40 ثانية، ما مدى جنون ذلك؟".

وتابع: "لم أكن لأقول ذلك لنفسي خلال لقاء، ولكن إذا ما نظرت الى ذلك الآن فإن ذلك يخيفني".

قال دريسل إنه أظهر وجهه العادي أثناء المنافسات، لكن العواطف كانت جيّاشة في السباق الختامي عندما صمد الفريق الاميركي أمام تحدٍ قوي من البريطاني ليفوز بالتتابع أربع مرات 100 م متنوعة برقم عالمي بلغ 3:26.7 دقائق.

رفع قبضة يده في الهواء وعانق زملاءه وسط فرحة عارمة. قبلها بحوالي الساعة، لم تكن هناك علامات توتر أثناء استعداده لخوض نهائي 50 متر حرة، وهو سباق سيطر عليه الأميركي في السنوات الأخيرة، قبل أن يحقق رقمًا أولمبيًا بزمن 21.07 ثانية.

بعد انتهاء معركة الأولمبياد، أكد ان أولويته هي أخد قسط من الراحة بعيدًا عن الحوض الى جانب عائلته "سابتعد عن السباحة قليلاً الآن...أثمّن حقًا وقتي هنا، ليس لأن كل لحظة كانت جيدة، ولكن لأني أعتقد أنني اكتسبت الخبرة من كل لحظة".