على الرغم من كل ما قيل عقب تأجيل اياب نهائي كأس الليبرتادوريس بين ريفر بلايت وبوكا جونيور إلى أجل غير مسمى بسبب أحداث العنف التي سبقت المباراة وتعرض حافلة لاعبي بوكا للاعتداء، إلا أن من الواضح ان هناك تقصيراً فاضحاً يقع على عاتق الكثيرين ممن تسببوا بتأجيل هذه المواجهة التي استقطبت كل الأضواء والاهتمام حول العالم.
لم يسبق لنهائي كأس ليبرتادورس ان حظي بهذا الإهتمام منذ إقامة المسابقة، لكن بلوغ فريقين أرجنتينيين الدور النهائي هو ما منح اتحاد أميركا الجنوبية أولاً والاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ثانياً الفرصة لاستحواذ كل الإهتمام من أحداث كروية أخرى شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة ومنها خسارة ريال مدريد وتعادل برشلونة وأتلتيكو يوم السبت الماضي.
إلا ان اتحاد أميركا الجنوبية فوّت تلك الفرصة بعدما عجز (مع الاتحاد الأرجنتيني) عن تأمين كل سبل النجاح لإقامة النهائي الحدث الأبرز بين فريقين عريقين هما ريفر بلايت وبوكا جونيورز عطفاً على التاريخ الحافل والمثير بين الفريقين والصراع المستمر بينهما على الأفضلية المحلية والقارية.
لا يمكن القبول بكل ما حدث قبل مباراة الإياب من اعتداءات وعنف أسفرت عن إصابة لاعبين وتهشيم حافلة بوكا جونيورز في الوقت الذي كان يملك فيه كل من اتحاد اميركا الجنوبية والاتحاد الأرجنتيني الوقت الكافي للإعداد التنظيمي والأمني لمواجهتي الذهاب والإياب، وهو الأمر الذي كان سيخرج المباراة بأبهى حللها خاصة وان اللقاء لم يكن بحاجة إلى ترويج لأن وجود الفريقين في الدور النهائي كان كافياً لوحده من أجل تحويل كل الأنظار إلى أميركا الجنوبية.
ومما لاشك فيه ان وقوع الإتحاد القاري بلعبة تأجيل مباراة الإياب أكثر من مرة تسبب في اتخاذ قرار يقضي بدخول موعدها في نفق المجهول بعد تأجيلها الى أجل غير مسمى، لا بل ان مباراة الإياب باتت مرشحة لنقلها الى مكان آخر خارج الأرجنتين وهو ما يعني فشلاً ذريعاً للقدرة التنظيمية والأمنية للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ووصمة عار تسجل في تاريخ العلاقة بين كرة القدم وجماهيرها.
لذلك فإن قرار تأجيل اياب الدوري النهائي لكأس ليبرتادوريس بين ريفر بلايت وبوكا جونيورز هو أشبه بإعلان "فشل" وخيبة أمل كبيرة لكل الجماهير حول العالم، صحيح ان أحداً لا يتمنى إقامة مباراة في مثل هذه الأجواء أو في ظل دوامة عنف لا تنتهي، لكن النتيجة التي أدت لتأجيل المباراة كان يمكن تلافيها مسبقاً بدلاً من ضرب مواعيد متسرعة ستؤدي في النهاية إلى تراجع مستوى المتابعة لمواجهة تركت بصمتها على العالم حتى قبل انطلاق صافرة البداية.