يشهد ميدان الكونكورد، المكان الأيقوني المشهور بمسلّته التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، تجديداً خلال ​الألعاب الأولمبية​ في باريس مع مسابقات الرياضات الحضرية الحديثة: دراجات "​بي أم إكس​" ​فري ستايل​، رقص الـ"بريك دانس"، التزلّج على الألواح وكرة السلة 3×3.

- "ساحة الثورة" سابقاً -

يُعدّ ميدان الكونكورد أكبر ميادين باريس، ويقع بين الشانزليزيه وحديقة التويلري. صُمّم الميدان تكريماً للملك لويس الخامس عشر، وأعيد تسميته "ميدان الثورة" بعد ثلاث سنوات من الثورة الشعبية في 1789.

أصبح أحد أهم مواقع الإعدامات العامة حيث أُعدِم أكثر من ألف شخص بالمقصلة، بمن فيهم لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت في عام 1793، وماكسيميليان روبسبيير وجورج دانتون في العام التالي.

بعد فترة اضطرابات الثورة، اختير اسم الكونكورد كبادرة للمصالحة، واعتُمد نهائياً بعد ثورة 1830.

- مسلّة الأقصر -

المسلّة التي تقع في وسط ميدان الكونكورد هي هدية من مصر، تكريماً لفك رموز الهيروغليفية بواسطة جان-فرانسوا شامبوليون في عام 1822. قُدّمت لفرنسا مع مسلّة مثلها بقيت في معبد الأقصر، وتم نصب المسلّة المزخرفة بالهيروغليفية في ساحة الكونكورد في 25 تشرين الأول/أكتوبر 1836 أمام مائتي ألف شخص.

في عام 1998، وُضع هرمٌ صغيرٌ من البرونز المطلي بالذهب على قمة المسلة التي يبلغ ارتفاعها 23 متراً (30 متراً مع القاعدة).

واستعادت جماليتها الأصلية العام الماضي مع إضافة قمة من الفولاذ مغطاة بأوراق الذهب.

- فندق كريون والاحتفالات الرياضية -

بُني فندق كريون في القرن الثامن عشر، في عهد لويس الخامس عشر، وهو فندق خاص سابق ذو واجهة كلاسيكية جديدة يطل على ساحة الكونكورد. أصبح فندقاً فاخراً في عام 1909.

أقام فيه العديد من الشخصيات البارزة والملوك الأجانب، ووُقع فيه ميثاق عصبة الأمم في عام 1919.

استضاف فندق كريون لمدة عشرين عاماً، حتى عام 2012، "بال دي ديبوتانت" (bal des débutantes)، وهو حدث اجتماعي دولي متعلق بالأزياء يُقام لصالح الأعمال الخيرية.

كما شهد العديد من الأحداث الرياضية. فقد رفع المنتخب الفرنسي لكرة القدم كأس العالم أمام الجمهور في عام 1998، وكذلك كأس أوروبا بعد عامين من شرفة الفندق.

وعاد الفريق لتحية الجماهير بعد احتلاله الوصافة في مونديالي ​ألمانيا​ 2006 و​قطر​ 2022.