تخوض ​ألمانيا​ المضيفة ثمن نهائي ​كأس أوروبا 2024​ في كرة القدم السبت ضد ​الدنمارك​ في دورتموند، آملة في التعلّم من دروس تعادلها الأخير مع ​سويسرا​ التي تخوض مباراة صعبة مع حاملة اللقب ​إيطاليا​ في برلين.

فبعد نحو عقد من الترنّح في البطولات الكبرى، قدّمت ألمانيا بداية جيّدة في دور المجموعات بفوزين على ​اسكتلندا​ (5-1) و​المجر​ (2-0)، لكن في الثالثة كادت تفقد صدارة مجموعتها الأولى، قبل أن ينقذها هدف المهاجم المغمور قبل سنوات قليلة نيكلاس فولكروغ في الوقت القاتل ويمنحها نقطة التعادل أمام سويسرا.

كان هذا بمثابة جرس انذار للألمان الحالمين بلقب قاري رابع، وأوّل منذ 1996، يفضّ الشراكة مع ​إسبانيا​.

ويمتلك فريق المدرب الشاب جوليان ناغلسمان تاريخاً أعرق من جيرانهم الشماليين، لكن ذكريات نهائي نسخة 1992 لا تزال عالقة بالأذهان بالنسبة لكثيرين.

بعد حصوله على بطاقة دعوة في اللحظة الأخيرة اثر استبعاد يوغوسلافيا، حقق "الديناميت" الدنماركي مفاجأة مدوية محرزاً اللقب على حساب ألمانيا 2-0 في السويد.

أقرّ مدرب ألمانيا انذاك بيرتي فوغتس في عاموده في صحيفة آر بي الخميس ان فريقه "قلّل من تقدير" الدنماركيين.

كتب "في 1992، خسرنا النهائي أمام فريق دنماركي كبير رغم ترشيحنا انذاك، على غرار الفريق الألماني حالياً".

تابع "الجميع اعتقد ان اللقب في جيبنا. وللأسف بعض اللاعبين شارك هذا الرأي".

واعتبر فوغتس ان مستوى الدنمارك راهناً قد لا يضاهي جودتها في نسخة 1992، لكن الضغط حالياً على كاهل الألمان "كانت الدنمارك متعطّشة للنجاح ولا تواجه الضغوط. لعبوا كرة القدم وفوجئنا بطريقتهم، أيضاً لأننا قللنا من تقديرهم".

وصحيح أن ألمانيا فازت ثلاث مرات فقط في 11 مباراة عام 2023، إلا انها لم تخسر بعد في 2024، محققة الفوز خمس مرات ومتعادلة مرتين، في وقت يعمد ناغلسمان إلى التمسّك بتشكيلته الأساسية.

ربما منحت هذه السياسة الاستقرار لألمانيا، لكن كلفتها خسارة المدافع جوناثان تاه الذي سيغيب عن المواجهة بسبب الايقاف وقد يحلّ بدلاً منه مدافع بوروسيا دورتموند نيكو شلوتربيك.

ويحوم الشكّ حول مشاركة أنتونيو روديغير لاصابة عضلية بفخذه.

في المقابل، تأهلّت الدنمارك بقيادة كريستيان إريكسن بثلاثة تعادلات وحلت وصيفة في مجموعتها بفارق اللعب النظيف عن سلوفينيا.

ويلتقي الفائز من هذه المباراة مع المتأهل بين إسبانيا وجورجيا.

- إيطاليا تحت ضغط الجيران -

وينطلق ثمن النهائي في العاصمة برلين، بمواجهة إيطاليا المتأهلة بشق النفس مع جارتها سويسرا.

احتاج "أتزوري" إلى الدقيقة الثامنة من الوقت البدل عن ضائع من المغمور نسبياً ماتيا زاكاني لمعادلة كرواتيا، والحلول وصيفاً في المجموعة الثانية بفارق خمس نقاط عن إسبانيا.

ومقارنة مع النسخة الأخيرة، عندما فازت إيطاليا على سويسرا 3-0 في دور المجموعات، استبعد مسجّلا الاهداف الثلاثة في تلك المباراة مانويل لوكاتيلي وتشيرو إيموبيلي، بالإضافة إلى لاعب الوسط ماركو فيراتي.

اعتزل المدافعان المخضرمان جورجو كييليني وليوناردو بونوتشي، فيما لا يزال مهاجم يوفنتوس فيديريكو كييزا بعيداً عن مستواه.

أصر زاكاني (29 عاماً) على وجوب تطوّر فريقه في الأدوار الاقصائية "نعرف ان المنتخب الوطني يعاني دوماً، ثم يأتي الوقت الحاسم".

في المقابل، تضمّ تشكيلة المدرب مورات ياكين عدة محترفين في الدوري الإيطالي، بينهم حارس إنتر بطل "سيري أ" يان سومر وثلاثي بولونيا دان ندويي، ريمو فرويلر وميشال أبيشر.

وتخوض سويسرا الأدوار الاقصائية للمرة السادسة توالياً في بطولة كبرى، علماً انها اقصت فرنسا بركلات الترجيح في النسخة الماضية قبل أن تودّع بالسيناريو عينه أمام إسبانيا في ربع النهائي.

أضاف زاكانيي لاعب لاتسيو "فريقهم مدمج، يلعبون من أجل بعضهم البعض ونحتاج إلى مباراة كبيرة للتغلّب عليهم".

يغيب عن إيطاليا المدافع ريكاردو كالافيوري بسبب الايقاف، بيد أن زاكاني عبّر عن جاهزيته رغم اصابته بضلوعه تحت كومة من اللاعبين المحتفلين بهدفه المتأخر ضد كرواتيا.

يبقى معرفة باقي الأسماء في تشكيلة سباليتي، في ظل معاناة لاعب الوسط الدفاعي جورجينيو، عدم اقناع المهاجم ماتيو ريتيغي ضد كرواتيا، على غرار المهاجم الآخر جانلوكا سكاماكا مطلع البطولة.

وستكون المواجهة مع سويسرا ثأرية لأبطال العالم أربع مرات، إذ حرمهم "ناتي" من التأهل المباشر إلى مونديال قطر 2022 بعدما تقدّم عليهم في صدارة المجموعة الثالثة من التصفيات الأوروبية وأجبرهم على خوض الملحق القاري حيث خرجوا من نصف نهائي المسار الثالث بالخسارة على أرضهم أمام مقدونيا الشمالية 0-1 بهدف سُجِل في الوقت بدل الضائع.

ويلتقي الفائز من هذه المباراة مع الفائز بين ​إنكلترا​ وسلوفاكيا.